أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كلمات يؤمنون بها ولا يعملون بها















المزيد.....

كلمات يؤمنون بها ولا يعملون بها


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3757 - 2012 / 6 / 13 - 15:20
المحور: كتابات ساخرة
    


في الصحف والمجلات كلمات متقاطعة وكلمات سرية ,وفي الصحف والمجلات عبارات تُمجد أعمال الخير في الوقت الذي يفعلُ فيها أصحاب هذه العبارات الشر,وليس بعضاً من الكُتاب فقط لا غيرلا يؤمنون بما يكتبونه ويخطونه على أعمدتهم اليومية فهنالك السواد الأعظم من الناس كلهم لا يؤمنون بما يقولونه وبما يكتبونه على جدار الزمن والذكريات المريرة في الوقت الذي يقول فيه الجميع(الكمال لله وحده) وأهم شيء أن يكون عند الإنسان دين وأخلاق علما أن أخلاقه ودينه لا ينهيانه عن فعل الشر وارتكابه والكل يبحث عن الكمال في شخصية المرأة والرجل من حيث(الجمال والمال والعقل والمنصب المرموق والأخلاق والدين) ومع اعتراف الناس نظريا بأن الكمال لله وحده إلا أن الأغلبية من الناس من الناحية العملية يبحثون عن الكمال ولا يريدون امرأة أو رجلا تنقصه إحدى تلك الميزات وهن(الجمال,الوظيفة المرموقة,والعقل والأخلاق والدين) وهذه أشياء كلها مثل الروح نسمع بها ولا نراها...

والذي يريد أن يقنعك بأنه متواضع هو نفسه الذي يريد أن يقول لك بأنه أفضل منك فالتواضع معناه بأنه أحسن منك ومع هذا أنظر إليه كم هو متواضع ويتحدث معك ....حياتنا كلها متناقضات تحملُ في جوانبها عبارات نؤمن بها ولا نعملُ بها, وحيث تتناقل الناس الأخبار عن الأخلاق بأنها في الدرجة الأولى إلا أنهم جميعا أو غالبيتهم لا يبحثون عن الأخلاق وتأت الأخلاق في الدرجة الأخيرة من حياتهم,ومثلهم في ذلك مثل شعار قيادة السيارات حيث أول ما يتدرب السائق على هذا الشعار:(القيادة فن وذوق وأخلاق) على اعتبار أنهن جميعا في مرتبةٍ واحدة وحين يحصل غالبية السائقين على رخصة القيادة نجد أن أخلاقهم تأت في الدرجة الأخيرة متطابقة هذه المرة مع الواقع الذي نعيشه نظرياً وعمليا علما أن كاتب هذا الشعار يقصد منه أن الفن والذوق والأخلاق كلها تأت بمرتبة واحدة على أن الناس من الناحية العملية يعتبرون أن الأخلاق هي آخر شيء يجب أن يفكر فيه الإنسان وهنالك مفاجأة وهي أن 90% من حوادث السير سببها السرعة الزائدة أولا وثانيا غياب الأخلاق عن قائد السيارة.

وفي الوقت الذي نقول به بأن (الشغل شو ما كان مش عيب) وأهم شيء في الإنسان أخلاقه العالية نجدنا نمارس وبسريةٍ تامة حياة فيها تناقضات كثيرة ومن ضمنها رفض أغلبية الناس لهذه المقولة من الناحية العملية حيث تجدهم في الناحية العملية جبناء جدا أما من الناحية النظرية فكل الناس أبطال في الكلام مثل السياسيين البارعين في خلق الشعارات الكذابة إذ أنهم يعيبون بينهم وبين أنفسهم بعض الأعمال التي يعملُ فيها الناس وينظرون للرجال وللنساء نظرة تتساوى مع كل أعمالهم, فالذي لديه وظيفة مرموقة تنظر له أغلبية الناس باحترام كبير حتى وإن كان غير محترم وحقير ونذل وتضرب الناس بما يؤمنون به عرض الحائط فالعاملة التي تعمل في أعمال التنظيف لا تنظر لها الناسُ إلا نظرة تتساوى مع عملها -متجاهلين أن الكمال لله وبأن الأخلاق هي أهم مرتبة من مراتب الإنسانية- الذي تعمل به فيُنظر لها نظرة فيها كثيرٌ من الاحتقار كما تعتبرُ عملها عملا حقيرا ولا تنظر الناسُ إلى ما في داخلها إن كان في داخلها جواهر ثمينة وأخلاق عالية,ويعتاد الناس أصحاب الوظائف البسيطة على النظرة الدونية التي ينظرُ فيها الناس لهم فيزدادون مع مرور الزمن احتقارا لأنفسهم وينزلون بمحض إرادتهم بعد ذلك إلى الدرك الأسفل ويعملون أعمالا حقيرة مثل الغدر والطعن والوشاية وكل ما يتعلق بالخسة وبالنذالة بسبب عدم قدرتهم على مواجهة نظرة المجتمع لهم,والعكس هو الصحيح حيث يحاول أصحاب المراكز المرموقة إلى التظاهر بمظاهر الرُقي الأخلاقي ويعتادون على نظرة الناس لهم بأنهم صفوة المجتمع والناس على أن الحقيقة الواقعية تقول غير ذلك أي أن الأخلاق تكون غالبا وضيعة سواء أكانت في العامل الذي يعمل في أعمال مستواها متدني أو في المدير العام الذي يعمل في أعمال مستواها عالي ومرموق,فكلهم سيئون في طباعهم وأخلاقه وفي النهاية يقول الجميع:الكمال لله وحده لكي يبرهنوا على عدم قدرتهم في رفع مستوى أخلاقهم نظريا وعمليا ولا يستطيع (عيد العمال) أن يرفع من درجة احترام الناس للعامل حتى أن الغالبية من الناس الموظفين في أعمال رفيعة يستفيدون من عيد العمال إلا العامل نفسه يبقى في الشوارع يحوسُ ويلوصُ هنا وهناك باحثا عن العمل ويمر العيد عليه تلوى العيد في كل سنة دون أن يتذكر العامل بأن هذا اليوم هو يوم عيد العمال والشغيلة وعليه أن يقف هذا اليوم صامتا وهو في بيته,وكذلك إذا صادفك صاحبك في الشارع العام وأنت تحملُ مكنسة تكنسُ فيها الشارع فورا يقول لك (الشغل مش عيب) في حين أنت تتأكد بأنه يريد أن يقول لك بأن هذا الشغل عيب فيزداد حزنك وألمك وتنزل مستويات أخلاقك إلى عمل الخسة والنذالة وبذلك تكونُ مثلُ هذه العبارة عبارة عن قناع يخفي فيها صاحبك نظرته الحقيقية لك وهي نظرة الاحتقار وأنت تعلم ما هي نظرته الحقيقية لك.

وكل الناس يقولون بأن الكمال لله وحده وأهم شيء في الإنسان أخلاقه التي يجب أن تكون عالية في نفس الوقت إن جدَ الجدُ نجد الأخلاق في المرتبة الأخيرة حيث تكون آخر شيء يهتم فيه الإنسان.وهنالك جملة أخرى وهي(المصاري مش كلشي بالحياة والأخلاق أهم شيء والكمال لله وحده) في حين يقترفُ الغالبيةُ من الناس أفظع الجرائم للحصول على المال متناسين الذوق والفن والأخلاق,وكذلك جملة(الفقر مش عيب) كافة البشر والناس يقولونها وهم مؤمنون بها ولكن لا يحترمك أغلبيتهم إذا لم يكن في جيبك مالا كثيرا.

وهنالك جملة أخرى وهي( عقل المرأة ودينها وأخلاقها أهم من جمالها) وكذلك جملة(الكمال لله وحده) في الوقت الذي يسعى فيه الإنسان إلى الكمال في المرأة وفي الرجل فهذه العبارة يؤمن فيها كل المتزوجين ولكنهم لا يعملون بها بل الغالبية تبحث في المرأة عن شيئين وهما إما المال وإما الجمال,أما العقل والدين والأخلاق فهذه الأشياء من الناحية العملية لا تُبهر الباحثين عن الزوجة أو الزوج فإنهن يأتين في المرتبة الأخيرة من سلم أولوية ما يبحثه الرجل في المرأة وما تبحثه المرأة في الرجل,بينما تدور الحكايات والقصص عن جمال العقل في المرأة والأخلاق والدين ويروي الناس قصصا ترغبهم في عقل المرأة قبل جمالها ولكنهم في النهاية يبحثون عن الجمال أولا وينسون العقل والباقي كله.

وكذلك المرأة التي تبحث عن رجل يحبها ويحترمها وتبقى طوال حياتها باحثة عنه وإذا وجدته ولم تجد معه وظيفة كبيرة كمدير شركة أو صاحب مؤسسة فإنها تتجاهل كل ما كانت تبحث عنه ولا تفضله على غيره حتى وإن مات فيها حبا وهياماً.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول خالد بن الوليد
- الملائكة الجميلة لا تحارب
- ارحموني
- صلوا وسلموا على هذه الشخصيات
- لغتنا العربية فقيرة الكلمات
- كلمات يجب أن ننساها
- معركة الحديقة
- أنا أكذب وأضحك على نفسي
- خالد بن الوليد ويونان العاشق
- الكلمة المُخدرة
- أنا مثل الحيوانات لا تغيرني المصاري
- معركتي مع أعدائي
- يسوع يسأل عنكم
- شخصية محمد(ص) المثيرة للجدل
- محمد انسان عادي
- سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم
- إضاعة الوقت في المساجد
- الحب والمشاكلة والعاطفة هموم صغيرة وكبيرة
- زواج محمد كان بدون حب
- أنا معكم


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كلمات يؤمنون بها ولا يعملون بها