من خواطر زوجة معتقل سياسي - رقم 23

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3757 - 2012 / 6 / 13 - 14:10
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

خواطر زوجة معتقل سياسي –
حبيبي
خذني إلى جانبك ولو لحظة
خذني إلى قربهك ولو ثانية
يا ليلي .. خذني إلى جانبه ولو ليل واحد
لأعيش وأشارك حبيبي ليل السجن. ولو مرّة واحدة في حياتي
لا تخشى علينا أيها الليل
من السوط المرفوع .. والقضبان المتشابكة .. والموانع دوننا
ففترة الثمانية شهور قد أحرقت قلبي .. ومشاعري.. وجُمار القبلات
لهيب الشوق الطويل , ستصهر الحديد ..والأبواب .. والسلاسل ..والنوافذ
سيتلاشى كل شئ حولنا
ما عدا القلبين المحبين ما عدا العينان الساهرتين
سيبقى الحب وحده مضيئاً منتصراً .. أميراً .. لا ينحني
حبنا البنفسجي سيبقى متورداً مع ربيع الحياة
مع خزامى البرية .. وعشب الأرض
سيبقى حبنا واحة تدمرية في الصحراء .. نخيلاً زيتوناً لأرضنا الخيرة المعطاء

عندما يتكلم العطر والمطر والماء والحب.. تذوب المعوقات.. والحواجز تسقط -
ستتحطم قيود الظالمين عندما اّخذك يا حبيبي بيدي
حبيبي , إلى خميلتي سأوصلك سأحضنك كحضن الضفاف للجداول الغناء
سأحضنك حبيبي رفيقي في قلبي طويلاً وأبدا في مشاتل الزنبق –
وفي ندى الفل وعطر الياسمين هناك تليق الإستراحة
وفي لون الليلك والجوري سأفرش لك صدري
فقلبك غالي علي وله جنات القلوب وحرارة الحب ودفء العواطف
سنسرق المكان بعيداً عن العدو
وأصحو من حلمي هذا !
دعائي للسماء العالية
دعائي لا أمله يوميا لك .. لأنك وحدك هناك ...

سأهمس بصمت للسماء الشاهدة إنتظاري اليومي -
متى سيتم اللقاء ..؟
أتساءل .. وأسأل ولا أحد يجيب
كان الصمت يسترق السمع بصمت ..!!
شاهدته يترجم لغة الصمت .. متى أرى حبيبي !؟
يطل النضال
ويطل الحب
فالنضال والحب توأمان... على طريق الخلود
فالذي يملك كنز النضال , يملك كنز الحب
الحب الكبير بمعناه الإنساني الشامل ..ومشاعره الفياضة النبيلة
ومن لا يعط الحب , أو يعرف أو يتعلم معنى الحب
لا يعطي النضال ويقدم التضحيات .!!....................... دمشق / 1975
تحية لكل معتقلي الحرية / مريم نجمه

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات