|
يوم الفدائيين ..يوم البندقية بامتياز -2-
كفاح كيال
الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 00:44
المحور:
الادب والفن
ورغم عز الشهادة وعلو قامتها وجرمقة مجدها ..الذي لم يكتمل حضرت الحولة ودرعا وحضرت حلب ودمشق ..وحرستا وقاصيون في مشهدها الدموي لنظام أسدي عميل باع جولاننا في مثل أيام انتكاسنا هذه ورمى بظلال فاشيته تماما كما أفجعنا في تل الزعتر يفجعنا اليوم بالحولة التي لم تغب عن فضاء الذاكرة ونحن في موكب العز لشهداء الثورة الذين رابطوا على حدود فلسطين ولكنهم لم يستطيعوا منع الجزار بشار من الإمعان في قتل أحرار الشام التي أحببنا واتكأنا على أكتاف جولانها نتفيئ العز والإنعتاق من أشقاء قاتلوا عام 48 معنا وارتقى خيرة فرسانهم على أرض فلسطين ..فعذرا يا حوله ..عذرا سوريا شغلنا عنك عدو فرق بين حدودنا .. وعبئنا لك بنادق حبنا ولكنها لا تصل مدى رمايتها لك وامتشقنا عزك فينا ولم نقو على الاقلاع لسمائك التي حلقت نسورنا في ساحها مشرعة الى فلسطين ..ولو قدر لشهدائنا أن يبعثوا من قبورهم لكانوا ولوا دابرين الى الحوله ليأتوننا بنصر الثورة وفتح من الثوار عظيم ..عذرا سوريا العروبة. حضرت سوريا في مراسم العز غصة .. كيف لا .. وعلى مقربة من الجثامين شارك رئيس أحد الدول الاوروبية - الرئيس الألماني - الذي يوحده مع حليف نظام العمالة روسيا مظلة الاتحاد الاوروبي ..فعذرا سوريا .. وحضرنا بفرسانك عهدا فكنا سوية النصر القادم والأمل الملازم والقتال الدائم .. فبين سوريا وفلسطين وحدة دم ومصير وبين فلسطين وسوريا ولبنان معا حساب دم مع النظام الأسدي العميل ..لم يحضر شهداء سوريا في مشهد المقاطعة فقط لتورية الموت وتشابه المصائر فأيضا تخاذل وعمالة النظام السوري ومسلسل ضربه للمقاومة الفلسطينية وتآمره عليها تسرب من بين ثنايا الأكفان صارخا بالجماهير العربية .."واصلوا لنواصل ..واعبروا لننتصر ".. فحصار الحدود وإطباق المسارب لفلسطين أخذَنا لبوابة البحر وبوابة السماء حيث حلقت أشرعتنا ووصلنا لفلسطين فاتحين رغم أنف الخانعين المخادعين من أنظمة الردة والرجعية ودعاة القومية العربية .. في كل تفاصيل المشهد في مقر المقاطعة كان الحضور الأغلب لروح الثورة الفلسطينية ..لروح القتال والبندقية رغم كل مظاهر الترسم والدبلوماسية ,وحضور من لم يكن لهم ولهن يوما علاقة ولو وجدانية مع جمهورية البندقية بل إن بعضهم هاجمها وخونها وقطع دابرها ورغم هذا أتى يتظلل بعزها وعظمة جرمقها وسمو ديدنها فهي واضحة جلية عفيفة علية لا تعرف فن النفاق ولا تتقن لعبة الدهاليز ولا غدر المقربين ,هي من يفتدي حاملها بروحه سلامة رفيقه ويذود عنه بكل شغاف الروح وعنفوان الجسد ....هي أسمى ..هي أكبر ..هي أطهر .."يا لطهر البندقية " .. أسمع أصواتهم تعج في زحمة المكان ..عاشت البندقية زغرودة عز أبية أبدية وإن كره المستسلمون الخانعون ..وعشت يا فلسطين لحنا أمميا "ولو كان حزين " يدق طبول القتال ويجيش أحرار العالم للحظة الاشتباك مع كل أنواع الظلم لأن فلسطين تختصر كل مظلمات التاريخ واضطهاد الطغاة المستبدين , وتقتطر كل أحرار وثوار العالم في جعبة ثورتها لأنها الاسم الحركي للمقاومة والخندق الأهم في تاريخ الشعوب والجعبة الملآه لكل مقاتل حر .. بدأ جنود المقر الرئاسي جنود قوات ال 17 طقوس عملهم المتقن في مرحلته الوسطى التي بدؤوها منذ ساعات الصباح الباكر من إحضار وتجهيز للجثامين وإعزازها فوقفوا سدا وأطلقوا رصاصهم تحية لمن سبقوهم وهم في مثل أعمارهم وجزء منهم في ذات تشكيلهم فقوات ال 17 لها حصة الأسد في شهداء فتح وأجملهم أبو حسن سلامة الأمير الأحمر ..تفرست في وجوههم الفتية المنضبطة والخجولة الشامخة فاستحضرت ذاكرتي شهداء شيعناهم في انتفاضة 87 وانتفاضة الاستقلال 2000 خلتهم مهند أبو الحلاوة ومعتصم اقرع وشادي صعايدة وطارق وعبد وسميح فبعضهم تمترسوا في مقر المقاطعة أثناء الحصار واستبسلوا في الدفاع عنه وآخرين أبدعوا في ملاحم فدائهم فكانوا أمراء البندقية يليقون بأميرهم الأحمر جنودا ورفاق سلاح ..فسلمت يمناكم يا جنود وضباط القوة 17 .. تداخل الأحداث وتشابه الملامح وتداخلات الجغرافية أشجت ذاكرتي وأدمت قلبي ولكن وحدة صيرورة جمهورية البندقية وحدت فتاتنا السياسي وعجر ثماره الانشطاري ..وقد يقوض عنفوانها كل إمارات المصالح وظلاميات التسييس الديني ليصيغ من جديد ميثاق بيانها بأزيز عصفها المتدفق في شرايين التراب والقادم بين ثنايا الموج الذي حط جزء من حمله في الحادي عشر من شهر اللوز يوم السبت عام 78 .. حملنا جثامين فدائيي معركة سافوي على أكتافنا جنبا إلى جنب مع جنود القوة 17 ونقلناهم إلى السيارات العسكرية ..وسام لا يتسع صدر التاريخ لنوط أعظم منه نيشان ..مجد يغبطنا لعظمته كل مقاتل ومناضل حر في العالم ..فبين زمن الشهادة أعظم الاوسمة وبين زمن الرتب والخطب والامتيازات وقف حاجز أحمر ولكنه حقيقة تسونامي من الدم لم يتوقف عند أعتاب خطب تنبأت بها بروتوكولات حكام صهيون , ولن ينتهي عند فرمانات من لا يمتلكون إلا حجة النطق والإجهاز على اليقين بهتاف الكلام وفتات الإنجاز .. على مدخل المقبرة ترجل الموكب المحمول واصطففنا خلف موكب الشهداء انا ورفاقي وزملاء وقفات التضامن اليومية مع الأسرى التي ننظمها على دوار ياسر عرفات يوميا .. صبايا وشباب في عمر الورد وبعض من المقاتلين القدامى على رأسهم الفدائي القائد أبو عوض محمود ضمرة قائد القوة 17 والرفيق ابو سلام الذين حررا في صفقة الوفاء للأحرار ليكتمل المشهد في ركب العز الذي لف المقبرة المنشأة حديثا على نغمات لحن الرجوع ..ببطء وخشوع .. نتسابق في وضع أيادينا على النعوش لنتعمد مرة أخرى في أتون الثورة ..ونستنشق نفحات من المجد لأيام قادمة نحتاج بها كل مخزون الاشتباك لتسجيل نقاط للانتصار .. ونعبر بهدوء على شارع أسود كعتمة الاحتلال .. نعبره بإصرار ,على يميننا سد صخري كأنه نحن أو كأننا نشبهه ..تتكسر أمام فدائيتنا عواصف الاقتلاع وتتعملق إرادتنا كجرمق الجليل الأصلي أو جرمق رام الله الصغير المنحوت بفعل تجميل وتجهيز المكان لاستقبال ما تبقى من مرحلة الإقلاع ..نحو فلسطين . على مد النظر يمتد شارع فرعي على التلة الفاصلة بين مقبرة الشهداء وصرح محمود درويش وضريحه ..محاط بأسلاك شائكة خلته من بعيد كالشوارع الحدودية الأمنية القريبة من مقبرة الشهداء في جسر بنات يعقوب على الحدود السورية الفلسطينية التي تحتضن رفات المئات من فدائيي المقاومة الفلسطينية والعربية ..وقلت في سري ..على الأقل لا يشعرون بغربة المكان فرغم أن شمال فلسطين أجمل إلا أن رام الله تشابه إلى حد كبير في جغرافيتها وحمرة ترابها جبال الجليل .."جليلنا دليلنا " نحو فلسطين ..وهذا الشارع سيشعرهم ان ثمة حدود فهل يا ترى اذا نهضوا سيخططون لاجتيازه ؟؟ لكن صاحب منتصب القامة ومديح الظل العالي المتدثر بتراب البروة الجليلي المرابط على التلة المشرفة لن يبخل على جيرانه بورود أشعاره وقد يستقبلهم بنشيد أو قصيدة فها هو بدأ التحية " باسم الفدائي الذي صنع من جزمته أفقا ".."باسم الفدائي الذي يرحل لندائه الأول الأول ..سندمر الهيكل .." منتصب القامة أمشي ..مرفوع الهامة أمشي ..في كفي قصفة زيتون وعلى كتفي نعشي ..وأنا أمشي .."عندما يذهب الشهداء الى النوم ..أقول لكم تصبحون على وطن ..من سحاب ومن ..." وبحر لأيلول ..بحر للنشيد الحر .. " حضر الفدائي وحضر البحر في شعر درويش الذي خصهم "البحر بوابتنا " .."لن نترك الخندق حتى يمر الليل ..لظلنا .. لسلاح السري ..بحر للنشيد الحر ..البحر بوابتنا الأخيرة لآذار حيث "قالت لنا الارض أسرارها الدموية ومع أن عظمة الجليل عملقت رام الله وزودتها بمخزون لا ينبض نبع عظمته إلا أن للجليل رونق وقدسية لأحراره لم تتدثر بعد مدن البطولة بعبق زعتره واحمرار حنونه .. أجل فآذار سافوي فتح فوهة الأرض في الجليل والمثلث والنقب فأهدته تحيتها في يوم الأرض من العام الذي تلاها 1976 "هنا باقون على صدوركم باقون كالجبال فلتشربوا البحر " بحر أيلول وبحر آذار " اجتمعا الآن في ربوتين في رام الله ليطلقا جبهة مواجهة جديدة بلون الدم وطعم الانتصار ..جبهة ستقوض جبهات التنظير للاستثمار والرقص على دماء الأحرار وعتبات أمجاد الأخيار الذين سيحاسبون الجميع ..ولربما في العالم الآخر بين الجنة والنار وعلى الأرجح في الأعراف فأنا أعتقد أن الفلسطينيين سيشرفون على تنظيمها وتأطيرها لأننا ببساطة ..خبرة خيم ومعسكرات .. فلا تحزنوا من لم نستطع القصاص منه هنا سنقتصه في معسكراتنا بالأعراف ..فلا تحزنوا ولا تهونوا ..فإن الله معنا وأن التاريخ معنا ..والأهم فان فلسطين " سيدة الأرض " معنا .
#كفاح_كيال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم الفدائيين ..يوم فلسطين بامتياز
-
يوم الفدائيين
-
ربيع الكرامة
-
عاشت المقاومة ..ومرحى للانتصار
-
-غرف العار-.. خارج السجن
-
من الإنتكاب إلى ..الإنتصار
-
- لا صوت يعلو فوق صوت المعركة -
-
أهلا بكم ..عبر فوهة البندقية
-
قصة كفاح
-
الشهداء يبعثون !!
-
عاش الجيش السوري الحر
-
معركة جينين غراد
-
الربيع القائم والربيع العاصف
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|