عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 16:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كرس النظام الشمولي البعثي منذ سنة 1963 ، ولاحقا نظام الطغمة الأسدية عبر المؤسس الأول الطاغية ( حافظ أسد ) منذ سنة 1970 ، مبدأ ( نظام الولاء) كقاعدة جوهرية لآلية نظام تسلطيته الشمولية القائمة على التحالف المنتخب من ( رعاع الريف وحثالات المدن ) ،حيث أن آلية الحراك في تسلسل التقدم الاجتماعي للفرد لا تستند لكفاءته ومواهبه الفردية أو الاعتراف الاجتماعي الطبيعي به ،في بيئة العمل أو بيئة الحي أو العائلة ، بل في رضى( الأخ الأكبر- الطاغية الأكبر ) ، أو في محيطه الأمني الضيق وعوانييه وعوانيته ، أو لاحقا محيطه الحزبي الأوسع ، كحزب البعث الذي تحول تدريجيا إلى حلقة للقبول العام بدرجة المواطنية العامة التي تحمي الفرد من صفة العدو على الأقل !! في المجتمع الشمولي الذي تتطابق فيه صفة السلطة مع صفة الوطن ، حيث كل من يعارض السلطة هو معارض للوطن ذاته... وفي الحالة السورية تتم عملية التطابق من أجل الحصول على صفة المواطنة : ليس بين الفرد والسلطة والحزب والقائد وعائلته (الأسدية) فحسب بل والطائفة أيضا ، وتترتب على درجة العلاقة مع هذه الدوائر درجة المواطنة بل والوطنية ، وبمقدار افتقاد إحدى الهويات هذه تتم عملية افتقاد الوطنية التي تبلغ في درجة من درجاتها ليس فقدان حق المواطنة فحسب بل وفقدان الوطنية التي تبلغ حد الخيانة ، وفق الخطاب البعثي الأسدي الذي يتحدث وبسلاسة شديدة خاصة لدى مثقفي النظام (وبخاصة لدى الطائفيين منهم )، فأنت وفق مصفوفتهم (الوطنية الطائفية : إذا كنت ضد النظام فأنت ضد سوريا ..) ، وتتدرج في حدود الخيانة حد الإبادة الطائفية كما حدث في (الحولة وقبير)...وكما يحدث اليوم وسيحدث مستقبلا من الآن فصاعدا ...إذا ظل المستقبل السوري رهين صورة البوسنة والشيشان وفق التصور الروسي ...لكن الشعب السوري أثبت أنه قادر أن يضرب مثلا جديدا وينسى النماذج القديمة ..حيث هو قادر أن يرد كيد الحروب الطائفية على نحر مشعليها ومدبريها ومديريها والساكتين عنها والراعين لها : (ايرانيين كانوا أم صدريين أم حزب اللاتيين ) بدعم روسي –صيني- إيراني أم بدعم إسرائيلي لا فرق...!!!
ووفق قاعدة الولاء هذه يتأطر واقع حراك المعارضة وهيكلته ، حيث ليس المهم للمعارض والثوري درجة ولائه للثورة والشعب ودرجة تأييدهما ، بل درجة ولائه لصانعي القرار ومراكزه ودرجة تأييدهم ...وهو ما سيكون موضوع حلقتنا القادمة ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟