أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الملائكة الجميلة لا تحارب














المزيد.....

الملائكة الجميلة لا تحارب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 12:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أحد المحامين وهذه قصة قرأتها ذات مرة عندما عجز عن تقديم أدلة دامغة عن براءة موكلته في جريمة قتل عمد أخيرا إلى نزع كل ثيابها عنها حتى أصبحت عارية تماما أمام القضاة وقال لهم:انظروا إلى هذا الجسم الجميل هل من الممكن لهذا الجمال أن يحمل سكينا ويقتل؟.

والملائكة باعتبار أنها جميلة جدا هل من الممكن لها أن تشارك في الحروب وتريق الدماء؟إننا هنا بحاجة إلى تحريك المخ شيئا قليلا لنكتشف بأن الجمال لا يمكن له أن يكون مجرما أو مُحبا للغزو وللسبي وللسلب وللقتال لا أقتنع مطلقا بأن الله يحارب مع أي ديانة من الديانات السماوية والأرضية, فالله من المستحيل أن يمد بندقيته أو سيفه على رقاب من يختلفون مع بعضهم في الرأي أو جماعة مع جماعات أخرى ليقتص لطرفٍ دون الطرف الآخر,ولم أقرأ في حياتي عن فكر أو ديانة تفرض نفسها بالقوة إلا الديانة الإسلامية,والله والملائكة باعتبارهم موجودون حقيقةً لا يمكن أن يلطخوا أصابع يديهم بالدماء لمجرد التعاطف مع فئةٍ دون الفئة الأخرى, وانظروا وتخيلوا صور الملائكة الجميلة هل من الممكن لهذا الجمال أن يقتل ويحمل الحربة والسكين؟ وعليه هل من الممكن يوم القيامة أن تعذب الملائكة البشر أو فئة دون فئةٍ أخرى؟

والعرب أصلا كما سنروي بعد قليل كانوا يعرفون الملائكة وخصوصا العرب النصارى وكانوا يؤمنون بأن الملائكة لا تقاتل مع أحد ولا تحبذ شرب الدماء البشرية,والإسلام في هذه النقطة يقدم لنا دليلا مناقضا على أن الله يحارب معهم وبأن الله يمدُ المسلمين بألف من الملائكة مُردفين, وهنالك نقطة تعارض بين المسلمين أنفسهم في قصة(أبي محجن الثقفي) الذي حبسه(سعد بن أبي وقاص) على كثرة تغزله بالقهوة حيث أوصى بعد مماته بأن يدفن بجانب القهوة لكي لا يُحرم منها بعد مماته مما أغضب سعد بن أبي وقاص وأمر بحبسه في أسفل القلعة قرب معركة القادسية التي أنهت الإنبراطورية الفارسية في ذلك الوقت...إلخ, وقام أبو محجن الثقفي بالتوسل وبالتودد إلى (سلمى بنت حفص) زوجة سعد بن أبي وقاص حيث تزوجها سعد بعد أن مات عنها زوجها(المثنى بن حارثة الشيباني) وهو أول قائد عربي كان يقود الغارات ضد التخوم الفارسية في العراق قبل الإسلام وبعده...إلخ وطلب منها أي أبو محجن الثقفي من سلمى بنت حفص أن تفكه من الحديد لكي يقاتل مع المسلمين,والمهم في الموضوع أن سلمى أطلقت سراح أبي محجن الثقفي وأعطته البلقاء وهي فرس سعد بن أبي وقاص فخاض عليها حربا ضروسا مع الفرس وكان ملثما لكي لا يعرفه أحد وقالت جنود المسلمين من النصارى يوم ذاك ومن ضمنهم (معد بن يكرب الزبيدي)...:لولا أننا نعلم بأن الملائكة لا تحارب لقلنا بأن هذا الفارس الملثم ملكٌ من السماء نزل لكي يحارب معنا,ولكن أسلوب القصص القرآني يعارض مثل هذه القصة حيث يعترف ضمنا بأن الله والملائكة يقاتلون مع فئةٍ دون الفئة الأخرى وذلك في هذه الآية وفي سورة القتال وهي سورة الأنفال:( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى ..) الأنفال17... والسؤال المهم هو من الذي يطلق مثل هذه الإشاعة؟والجواب أن الطرف الآخر المعارض للمسلمين أو لأي فريق منتصر هو من يطلق مثل تلك الإشاعات حيث يردون سبب انهزامهم أمام المسلمين أو الفريق الغالب إلى قوةٍ أخرى غير بشرية وغير عادية وذلك لتبرير هزيمتهم حيث هم أول من قال بأن الملائكة هي التي (تُغاوز) مع المسلمين كما يقول فريق كرة القدم اليوم بأن الحكم في المباراة كان يغاوز مع الغالب وذلك لتبرير موقف المهزومين على اعتبار أن الهزيمة لا أباً لها أي أنها متشعبة الآراء في تثبيت أسباب الهزيمة وكل المهزومين تاريخيا نجدهم يضعون 100 سبب وسبب لانهزامهم حتى الخرافات تصبح قصصها واقعية في الوقت الذي يضع فيه الغالب سببا واحدا للنصر,والمهم في الموضوع أن المسلمين استفادوا من هذه الشائعة وأخذوها على محمل الجد وقالوا إن الله وملائكته قاتلوا معنا يوم بدر وكلما ذهبنا لقتل مشرك وجدناه مقتولا ومفصولا جسده عن رأسه فقال لهم رسول الله بأن الملائكة كانت تحاربُ معهم,وبالتالي رد المسلمون سبب انتصارهم قائلين: لأننا قوم على حق والطرف الآخر من المشركين على باطل,وبالمناسبة لم تحارب الملائكة مع المسلمين في غزوة(حنين) في بداية المعركة ولكن نهاية المعركة كانت للمسلمين الذين أجبروا(مالك بن عوف) على اللجوء إلى الطائف وحصار الرسول لها...في هذه الآية: {‏ ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين }‏ (‏التوبة‏:‏25-26


حيث دارت الدائرة على المسلمين أولا لأن المسلمين انهزموا ثم عادت كفة الميزان راجحة بيد المسلمين فرد الرسول سبب النصر إلى الملائكة الذين قاتلوا معه علما أن الرسول لم ينجح بفتح الطائف وفك الحصار عنها لأنهم احتاطوا من المؤن وخصوصا الفواكه ما تكفيهم لعامٍ كامل....إلخ.

أنا لا أريد أن أدخل مع القارئ في المعارك والغزوات فهو حديث طويل جدا ولن نخلص منه والمهم في الموضوع عندي أن نعرف بأن المهزوم هو من يطلق الشائعات حول قوة غريبة تقاتل مع خصمهم وكانت هنا الملائكة تقاتلُ مع المسلمين في أغلب المعارك التي خاضوها في حياتهم كلها.

إن الصورة التي نعرفها عن الملائكة لا يمكن أن تكون بهذا الشكل فالملائكة وصورتها الجميلة من المستحيل أن تنزل للحرب وأن تقطع رؤوس بعض الرجال متسببة بذلك مزيدا من الويلات ومزيدا من عدد الأيتام والأرامل,والذي نقل الصورة أولا بأن الملائكة حاربت مع المسلمين في (بدر) هم المشركون أو الفئةُ المغلوبة ومن ثم انتقلت هذه الصورة إلى المسلمين كإشاعة لتبرير الهزيمة والمسلمون هنا قاموا بتصديق مثل تلك الإشاعة.

هذا رأيي ومجرد اعتقادي



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارحموني
- صلوا وسلموا على هذه الشخصيات
- لغتنا العربية فقيرة الكلمات
- كلمات يجب أن ننساها
- معركة الحديقة
- أنا أكذب وأضحك على نفسي
- خالد بن الوليد ويونان العاشق
- الكلمة المُخدرة
- أنا مثل الحيوانات لا تغيرني المصاري
- معركتي مع أعدائي
- يسوع يسأل عنكم
- شخصية محمد(ص) المثيرة للجدل
- محمد انسان عادي
- سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم
- إضاعة الوقت في المساجد
- الحب والمشاكلة والعاطفة هموم صغيرة وكبيرة
- زواج محمد كان بدون حب
- أنا معكم
- تداووا بالمحبة
- إما الجنس وإما الدولة والوحي


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الملائكة الجميلة لا تحارب