أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عذري مازغ - المغرب العنصري














المزيد.....

المغرب العنصري


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 11:21
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


من منطقة تاوريرت بالمغرب صاغ الزميل والمناضل الحقوقي عبد المالك حوزي بيانا أشبه بالصراخ أكثر منه بيانا يدين امرا بات في المغرب من المسلمات العجائبية، تنزيلا آخر من الإبداع السياسي المغربي الذي بدا أنه يتأصل تاريخيا أكثر وينسجم اكثر مع قوى ثوابته المتعددة والمتجددة والتي تتلخص بشكل قياسي في نموذج نظامي قوامه الفوضى العارمة، في بعض البرامج التلفزية بالمغرب المضياف تعرض بعض مظاهر البشاشة التي تعرف بالمغرب كونه ارض السلام، شهادات لضحايا الإعلام الرسمي، مهاجرون افارقة ينكرون وجود عنصرية في حقهم في بلاد الوقواق. قنوات رسمية تعرض بالبشاشة نفسها في حلقات التهريج الرمضانية تقسيما مفرطا لنعت المهاجرين المغاربة وفقا لنمطية سلوكية مريضة: في إحداها قدم القرد المهرج سعيد ناصري تقييما معياريا لتهريب المهاجرين على شكل سلع حيوانية: الحمير كناية للمهاجرين إلى إسبانيا والبغال كناية للمهاجرين إلى كندا او إحدى الدول المتقدمة ومرت هذه التمريرات مرور الكرام عبر أثير التهريج لم تثر في الصحافة الوطنية سوى نقد عام حول التهريج نفسه وليس حول فاشيته وعنصريته. وإذا كان الأمر هكذا بالنسبة للمهاجرين المغاربة فكيف يكون المهاجر الإفريقي في المغرب؟
في تاوريرت يرجم مهاجرون أفارقة امام الملأ وحضور السلطات المحلية وبتحريض منها للأطفال الأبرياء وبعض منعدمي الضمير من الكائنات العنصرية حسب رواية الزميل عبد المالك، وحسب تقرير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ولم يثر الأمر إلا بعضا من المغلوب على أمرهم من أصحاب الضمير الإنساني، وهو أمر حقا يدعو إلى الدهشة في ضمير المغاربة والراي العام الوطني الذي لم يحرك ساكنا بشكل يجعلنا نتساءل حقا: هل هذا يعبر على مازوشية فريدة من نوعها لدى المواطن المغربي حين لا تحركه آلام الآخرين، وهل يقبل المغاربة أن يرجموا في بلاد المهجر؟
يقول تقرير عبد المالك وهو شاهد عيان أنه سأل أحد الأفارقة عن عدم الرد على الإعتداءات التي يتعرضون لها عن طريق الرجم فيجيبه الإفريقي من الكامرون بما يشفع لصمتنا المطلق وذكاء قاطع يعيد له نوعا من الكرامة الشخصية المشحون بالإدانة العميقة لنا:” نستطيع الرد لكن كيف ستتصور الأمر لو قمنا بذلك؟ نحن نتعرض للرجم فقط لأننا مسالمون أما إذا قمنا بالرد فستكون مذبحة جماعية بدون شك، أنت ترى لم يسلم من الرجم لا الأطفال ولا النساء"
حاصرت سلطات الأمن المحلية المجموعات الإفريقية في الأحياء الشعبية المجاورة لبيوتاتهم البئيسة التي هدمتها بشكل فاجر وأحرقتها دون مراعات إتلاف وثائقهم ولا مراعاة ظروف إنسانية بوجود اطفال ونساء وما إلى ذلك، لقد تم تعنيفهم بكل أشكل التعنيف المادية والمعنوية وبما يحط الكرامة الإنسانية، ثم وهذا هو الأسوأ ترحيلهم قصرا إلى الحدود مع الجزائر، وهو أمر ينم عن انعدام أية مسؤولية أخلاقية وهو ما كان يرفضه المغرب مع جارته إسبانيا في كل هذا الجدل حول تامين حدود العجوز العشماء مما تعتبره طفيليات آدمية، فكيف يحق له أن يختار تهجيرهم إلى منطقة أو دولة غير دولتهم أو دولهم، ما دام يتلقى من أوربا العجوز ادوات الدعم والتأمين والترحيل.
في المغرب تمنع السلطات الأمنية على المواطنين مجرد الحديث مع الأفارقة ولهذا الأمر دلالة مأساوية تضمر نوع العنصرية المؤسساتية التي تمارسها دولة المخزن، فمنع الكلام معهم يختزل كل اشكال المنع الأخرى كمنع شراء الغذاء والشرب والتنقل وكل مايدخل في أسباب العيش وهو عمليا القتل البطيء المتعمد وخلق أسباب اليأس، وفي نفس الوقت يظهر مدى تحرر المواطن المغربي حين يفرض عليه مع من يجب أن يتكلم ومع من يجب عليه أن يخرص وهذا فقط لكي نرضي عيون أوربا الهمجية. فمغرب البشاشة الترحابية صاحب الكرامات الحاتمية مع الوفوذ القادمة من الشمال ليس سوى مغرب القبح والوجه المنقبض تجاه الجنوب
عندما تمارس الدولة المغربية النهج المتعمد في قتل الأفارقة المهاجرين قتلا بالبطء، فهي تمارس شكلا من أشكال النازية المدانة إنسانيا، لكن أن يتخذ المواطن المغربي جانب الرؤية المخزنية المطبوعة بفاشيتها بالإمتناع عمليا عن أن يخلق فضاء اندماجيا مع الآخر لأنه أسود فهذا يعبر عن عنصرية بغيضة، فالدولة لم تسن قوانين تمنع الإختلاط مع الأفارقة، ولا تستطيع أن تسنه أصلا لأنه يتعارض مع كل المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي سبق للمغرب أن صادق عليها، وتبعا لذلك فإن أصحاب الطاكسيات والباعة وكل المواطنين، بإحجامهم في التعامل مع هذه الفئات يسقطون بوهم الهيبة المخزنية في تناقض مع إنسانيتهم الطبيعية والمفترضة وتصنع منهم شعبا عنصريا بامتياز.
إن قضية المهاجرين الأفارقة بالمغرب لتستحق كل التحسيس بما يفتح حولها أكثر من جدل سياسي وإنساني بشكل يجعل طرح مشكلتهم امرا واجبا من منطلق أن لا احد قانوني من حيث أن كل البشر متساوون في كل شيء.
أتكلم في هذه الورقة بالتعميم والحالة أن الأمر لا يعني أن المغاربة لا يوجد فيهم ذووا الضمير الإنساني، بل إن غياب التحسيس أيضا بمشكلة الهجرة يعطي مصداقية لممارسة السلطات الأمنية في حق هذه الفئات وهي ممارسات لاقانونية يساعد صمت الرأي العام الوطني في طمسها من منطلق ان لها مصداقية فطرية تعمي حسنا الإنساني: "هؤلاء ليسوا مغاربة، ليسوا قانونيون حتى وإن ولد الكثير من أطفالهم في المغرب”.
إن التحسيس بقضيتهم يساعد كثيرا في التحسيس بالكثير من قضايانا المحلية: إنهم يمثلوننا في وضع خاص هو وضع ماتسميه أدبياتنا السياسية بالمغرب المهمش إذ مالفرق بينهم وبين سكان المداشر المغربية سوى هذا الوجود الفعلي في وطن المولد، ثم إن الدوافع التي تجعل أغلبنا يفكر في الهجرة هي نفسها الدوافع عندهم: إنهم ضحايا انتزاع ثرواتهم الطبيعية لتستفيذ منها وحوش الرأسمالية في الشمال الإمبريالي والموقف المساند لهم وتجاههم هو في نفس الوقت وبشكل ما انعكاس لمواقفنا تجاه انتزاع ثرواتنا أيضا.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع سومونتي*
- حول إشكالية العمل الضروري في إنتاج فائض القيمة
- عودة إلى موضوع فائض القيمة
- فائض القيمة في -زوبعة فنجان-
- قليل من الحب
- فاتخ ماي، وقضايا الشغل
- نقض ماركسي يفقه كثيرا في الماركسية
- رفقا بالشهداء الشيوعيين المغاربة
- حول قضايا المرأة
- مهمة تحرر المرأة هي مهمة الرجل أيضا
- اهتزاز التقشف الرأسمالي والإسلام الرجعي: مخاض عسير لولادة جد ...
- قراءة نقدية....(2): حول مفهوم الإغتراب
- قراءة نقدية في مقالين متناقضين: مقال د. هشام غصيب ومقال الزم ...
- -التويزة- الجماهيرية وغريزة الإنحطاط
- أنادي خيمة تسكنني
- اليسار المغربي واليسار الإسلامي
- ألق المحبة القديمة..
- ربيع الأضحوكة العربية
- دور القوى اليسارية في ثورات الربيع العربي
- الثورة المغدورة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عذري مازغ - المغرب العنصري