أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟














المزيد.....

لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1100 - 2005 / 2 / 5 - 12:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وردتني إستفسارات عديدة حول " تهربي من إبداء موقفي الصريح بشأن الفتاة الطائرة " و کذلک أنني "لفلفت المسألة بعرضها من دون التحدث عن أن الذي جرى حقيقة و ليس خرافة ! " والاظرف من کل ذلک أنني تلقيت مکالمات هاتفية تبشرني " بالعقاب الدنيوي قبل الآخروي" لأنني تعرضت لقضية " أکبر من رأسي و رأس الذين خلفوني " حسبما جاء في أحد الرسائل الالکترونية التي کانت مطعمة أيضا بکلمات في غاية " التهذيب و الادب " . وقبل أن أبين موقفي الصريح جدا من الموضوع أود الاشارة الى مسألة مهمة وهي أنني لم أتلقي رسائل ألکترونية أو مکالمات هاتفية کالتي تلقيتها حول موضوع الفتاة الطائرة من أربيل الى مکة ، وهي في حقيقتها تبين أمرا في غاية الاهمية و الخطورة تتجلى في رکون قطاعات واسعة من الشرائح الاجتماعية المختلفة الى مسألة الخرافة و التشبث بها کطوق نجاة للکثير من الامور الحياتية الحساسة ! ومن المفيد جدا أن أشير هنا الى موضوع خرافي آخر کان قبل سنوات مضت " حديث الدنيا و شاغل الناس " في أربيل ذاتها ، حيث غزت مدينة أربيل لابل کل مدن کوردستان و حتى بعض من المدن الکوردية في إيران مسألة " الماعز الذکر " الذي کان يملک أثداءا تدر الحليب ، فقامت الدنيا حينها و أشاعوا أن حليب الماعز الذکر ذاک فيه شفاء من أخطر الامراض و أشدها فتکا بالانسان بالاضافة الى قدرتها السحرية على منح المرأة العاقر قدرة للإنجاب !! وقد کنت بنفسي شاهدا على الطوابير الطويلة التي وقفت وفي أيديها القوارير وماشابه لکي تستلم شيئا من حليب " الثدي الذکري " !! وطبيعي کان لابد من دفع مبلغ مقابل هذا الحليب الاسطوري . ومضى حديث ذلک الماعز السحري وقد ترک الکثير من الشائعات و " الخزعبلات" حول شفاء ذلک الذي کان به السرطان وإحيائه لذلک المشلول الشبه ميت و " على هالرنة طحين? ناعم " حتى جاءنا أخيرا النبأ و البشارة السعيدة بطيران" فاطمة" بنت فرناس " الکوردي طبعا مع الاعتذار من عباس إبن فرناس المسکين الذي طار بأجنحة من ريش و ليس مثل " سوبرمان " تماما کما هو الحال في الموديل الکوردي للطائرة الفرناسية البشرية ! لکن المثير في مسألة الفتاة الطائرة في قرية کاينج بمحافظة أربيل هو أنهم إستغلوا هذه المرة فتاة في مقتبل عمرها لأکثر من سبب قد نوجزه فيما يلي :
1 ـ أن کل مايتعلق بالجنس الانثوي في شرقنا الموبوء بالکبت و الحرمان الجنسي هو بحد ذاته مثير للناس ودافع قوي لهم کي يتطلعوا لمعرفة المزيد عنه .
2 ـ کونها فتاة و أنها مأمورة من قبل الله و رسوله بعدم مقابلة أي کائن ذکري!! يجعل للمسألة بعدا خرافيا خارقا للعادة و طفرة فنطازية على کل ماهو مألوف .
3 ـ جعلوا رحلتها بإتجاه مکة بالذات کي يلفتوا الانظار و يشدوا الانتبا?ه من قبل کل الناس للبعد المقدس في المسألة من خلال إسباغها بهالة دينية ، ناهيک أن صورة فتاة طائرة هو أقرب للملاک من صورة الرجل الطائر الذي هو أقرب للمصائب و الويلات !
وکما ألمعت في مقالي السابق أن هناک الکثير من المتوافدين لشرب " جرعة الماء الشافية " لسوبر فتاة عصرها " فاطمة بنت فرناس الکوردي " و طبيعي جدا جدا أن يکون هناک مبلغا من المال مقابل تلک الجرعة من إکسير الحياة و إلا فإن تأثيرها سوف لن يکون کما تشاءه بنت فرناس الکوردي . بکلام آخر فصيح و صريح المسألة کلها دجل في شعوذة مدافة بشئ من " الکلاوات" لکن الذي يحز في نفسي هو إستغلالهم لفتاة مسکينة في مقتبل عمرها في مسألة مشبوهة کهذه ودفعها الى سلوک طريق بعيد جادة الحق و الصواب ، إنهم يقتلون إنسانية فتاة بإسم الخرافة التجارية وهو أقذر مافي المسألة . ورغم أنني قرأت الکثير عن " الباراسايکولوجي" و لي ملاحظات خاصة حول بعض من القدرات الخفية للإنسان و التي يتحدث عنها الدکتور ألکسيس کاريل في کتابه " الانسان ذلک المجهول " وکذلک الامر بالنسبة لکتاب " قدرة الترکيز " للدکتور جوزيف مورفي لکن کلا الرجلين يتحدثان بصراحة عن جوانب من القدرات الخفية في الانسان والتي لو عرف کيفية إستغلالها لکانت له سطوة على آفاق جديدة في الحياة ، إلا أنهما حصرا تلک القدرات في ذات الانسان و ليس في خارجه کما هو الحال في الماعز الذکري أو المسکينة " فاطمة" .

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع ا ...
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة
- بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ...
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...
- الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟