الله موجود في رأس من يؤمن به فقط

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3754 - 2012 / 6 / 10 - 12:31
المحور: المجتمع المدني
    

متى وكيف يموت الله

يموت الله من نور العلم وضوء المعرفة ويتبخر من شمس الحقيقة
فمن يكون الله حيا في راسه يكون راسه فارغا من العلم وبعيدا عن الحقيقة
ويكون مخدر العقل غائب عن الوعي والادراك والتمييز والحس لمحيطه الوجودي الكوني المادي المطلق اللا متناهي الازلي
الله هو السد المانع امام البحث عن المعرفة واكتشاف الحقيقة
الله سند للعاطلين والاغبياء والسلبيين والاستهلاكيين والبائسين والفاشلين والمتطفلين والمتخلفين والهمل والضعفاء والمنبوذين من سياق الطبيعة وبرنامج الحياة السليمة
الله مصدر قوة وسلطة وتشريع لكل متسلط معتدي ولكل سارق ناهب ولكل عنصري يبحث عن الثروة والسلطة على حساب الاخر
يموت الله ويتلاشى وجوده في عقلية الانسان المتفاعل مع الحياة بشكلها الطبيعي حيث النماء والتطور والرقي في برنامج حضاري
يموت الله في راس الانسان المدني حيث القيم والاخلاق الراقية من سلام وأمن وعدالة وكرامة وحرية
لا حاجة لله في حياة سعيدة هنيئة يملأها الرخاء والرفاهية للانسان في كل زمان ومكان
لئن امتلك الانسان القدرة والكفاءة لتحقيق اقصى درجات الهناء والرفاهية في حياته وان يعيش حياته بكلها بحريته واستقلاليته بملء ارادته وان يملأ حيزه الوجودي باكمله وان يحقق ذاته ويؤكد وجوده بشكله الطبيعي وبأكمله عندئذ هو ليس بحاجة لاله يمده بطاقة الايمان والاعتقاد والروحانية لتحفيزه على مواصلة حياته وايهامه بانه يعيش حياة آمنة سعيدة هانئة وليس بحاجة للدين وللتشريع المأخوذ عن الله
الله كان بمثابة الدراجة اللتي يتركز عليها الطفل في ايامه الاولى من مرحلة عمره الباكرة كي يقف على رجليه ويمشي معتمدا على نفسه ويقوم باعباء حياته بذاته بمعنى انه كان يلزم للانسان المتوحش البدائي في بداية تشكيله للمجتمع المدني وبداية وعيه على الحياة وتعلمه فن الحياة ودخوله مدرسة الحياة الانسانية المدنية
هذا وبعد ان وقف على رجليه واصلب عوده وتمرس على المشي في ميادين الحياة وتعلم اساليبها واتقنها كفن ومنهج واسلوب وقانون ونظام وسلوك معيشي حضاري شمولي ونما وتطور وارتقى وامتلك قدرات وملكات عليا ترفعه درجات عن مستوى احتياجه للادوات الساندة الغيبية مثل الله وما ينبثق عنه من معتقدات وهمية كالدين فان الانسان المعاصر المتمدن المتمرس بالحياة المتقن لها لم يعد الله ضروري له ولم يعد الدين مناسب له كبرنامج حياة او نظام او تشريع
وهنا وفي كل الحالات يموت الله

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات