|
الحب ما بين الروح والعلم
فريد يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 3754 - 2012 / 6 / 10 - 02:26
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
إلا غراء هو احد الأمور التي تجعل الجنس مثير ، هذاا الأمر يتفق فيه الإنسان مع الحيوان ، فبدون الإغراء تصبح مسألة الجنس لا معنى لها ، فالحصول على ذرية ، ودوام الحياة , ولإكمال دورة هذه الحياة , منذ الولادة إلي الموت ودواليك … وجدت هذه الغريزة فقط . لكن بقدر سهولة الحدث ، أصبح التزاوج والطقوس المحيطة به، يجعل من البشر أحيانا مثل المعتوهين ، فلصناعة طفل صار الوضع يشكل أكثر صعوبة ، ، يأخد صفة التعقيد ، نحو شخص تعتقد انه محور اهتمامك ، لتشكل معه شراكة ، تحسب فيها الارباح والخسائر… هذا الاهتمام يصنف على انه شعور متعال من الحنان ، يصل الي ما يسمى بالحب ، يسلك فيه الناس طرق متعددة ، لاينقصها خطط مرسومة تعتمد على ذكاء فطري، لسرقة الاهتمام او تسويقه عبر مكافأة ، سواء كانت شراء الزهور، او كتابة الشعر، المهم هو عقد هذه الشراكة بطريقة سريعة ، احيانا سريعة جدا ، لتسقط كل المسميات امام مسمى واحد خلق من اجله البشر ، بعيدا عن كل المثاليات ، الا وهو العمل الحقيقي " بويضة مقابل حيوانات منوية "، هذا هو العنوان الرئيسي ، نحاول نحن ان نشكله بكتابات وزخارف مختلفة ، لنبعد عنا صفة الغريزة …حتى لا نكون في مرتبة متدنية …انا كذلك ، ولكنها الحقيقة. الرومانسية عند البشر تثير ضجة رهيبة حول الكثير من الامور، ولكن يبقى الطعام والشراب حاجة تسقط امامها الكثير من الرومانسيات ، ان الاكل والشرب لا يقل اهمية ابدا في المحافظة على النوع مقارنة بالزواج …ولكن الا توافقني الرأي بأن يمكن للعازب ان يعيش ، ولكن لايمكن للجائع ان يفعل ذلك ، يبقى ان كلا العاملين شرط اساس لاكمال دورة الحياة حتى لو اختلفت الطقوس. عند المتصوفة ، يلعب الخيال دور اساسي في الخلق والكون ، الانسان ناتج هذا الخيال ، ومن الخيال خرج العشق والحب ، فألف الشعر ، وكتب الروايات والمسلسلات عن الحب" ، فالانسان لايمكن له الاستمرار في الحياة حسب المخيلة ، الا بالحب ، فهو يعيش على الحب ، يموت من أجل الحب ،و يقتل للحب ، فالحب يخرجه من الوحدة ، ويمكن أن يكون أقوى محرك له للبقاء على قيد الحياة". لقد دأب العلماء كثيرا ، لمعرفة السبب الذي يجعل كل منا معتوه وهو يجري وراء الحب ، لماذا لا يكف الانسان طالما هو ينبض بالحياة عن الجري خلفه ، لماذا لا يوفر عليه عناء المراقصة والمراوحة والغزل ، لماذا يصر على الم الفرح والحزن ، هل للحواس كاللمس والسمع والنظر دور خلال عمليات كيمائية داخل الخلايا العصبية، او ان الامر هو اعقد من ذلك. ببساطة كبيرة ، و بتعقيد اكبر ، العلماء يصرون على أن الحواس هي اللاعب الاساسي في الجذب ، حتى وان كان الظاهر يشير الي أن مهام الحواس قد كسلت نتيجة التطور ، الا انها الفاعل رقم 1 ، وان ما يسمى بالفريمونات هي المركبات الكيمائية المسئولة عن الحب ، وان الحب ما هو الا مجرد عادة وتعود ،" ولو كان الفنان الجميل سيد مكاوي على قيد الحياة لغنى لهم بقى دي هيا المحبة" …هذا ما يقوله العلماء ، فماذا يقولون المتصوفة … الذي لم يقضّ مضاجعهمَ وأَرَّقَ ليلَهم وأَقلقَ نهارَهم مثلُ الحب فما من كلمةٍ لهجَ بها هؤلاء وترنَّموا بها في أَناشيدهم وأَشعارهم مثلُ الحب فالحبُّ مذهبُهم ، والحبُّ مشربهم ، والحب دَيدنُـهم ، فالمتصوفة من مبدأ أَمرهم إلى نهاية مَطافهم إلاّ عشاقاً والِهين ؟! فسُكر هؤلاء هو قربُهم ووصالهم ، وساقيهم هو محبوبُهم ، وكاساتُهم هي تجلياتُه المتعدّدة ، وما الفناء والبقاء ، والتجلّي والمشاهدة ، والقَبْضُ والبَسْطُ ، والفَرْقُ والجَمْع وما شابه ذلك إلاّ مصطلحاتٍ تعبّر عن أحوالٍ تنتاب القومَ في سلوكِهم وتَرقيّهِم في ميادين الحبّ والقرب والمعرفة . حتى إنّ كلامهم في الزهد وذمّ الدنيا ، والردّ على المنكرين ، يرتبط – ولا شك – بهذا الحب ويرجع إليه ؛ فهل أعرض هؤلاء عن الدنيا ، وتخلَّوا عن مَباهِجها ومُغرِياتِها ، وتَحمَّلوا لوم اللائمين ، إلاّ من اجل الحب. فاذا قال العلماء الحب عادة من اجل الجنس ، قال المتصوفة مِن تغَزُّل قيسِ ليلى ومن أبياتِ شِعر جميلِ بُثْينة فبي شغَفٌ عن الأشعارِ يُلهي وبي طرَبٌ عن الأوتار يُغني أُغنّي باسمِ حِبّي لا أُكَنّي وإن أَكُ قد كنَيتُ فذاك أَعني وما نفعي بدار لستَ فيها وأنتَ القصدُ يا أقصى التَّمنّي أما أنا فأقول ، فليقل العلماء ما شاءوا ، فانا أسافر إلي الحب أينما وجد ، وسيلتي في سفري الموسيقى والشعر.
#فريد_يحيى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-إسرائيل- تتهم بابا الفاتيكان بازدواجية المعايير اثر تنديده
...
-
عائشة الدبس للجزيرة: المرأة السورية سيكون لها دور مهم في سور
...
-
مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون
...
-
“بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس
...
-
الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص
...
-
-عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
-
سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في
...
-
طريقة التسجيل في منحة المرأة العاملة في السعودية .. عبر المو
...
-
سوريا.. إدارة الشؤون السياسية تخصص مكتبا لشؤون المرأة يعنى ب
...
-
تعيين أول امرأة في الإدارة السورية الجديدة
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|