ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 3754 - 2012 / 6 / 10 - 01:04
المحور:
الادب والفن
الى الليل
للشاعر الانكليزي بيرسي ب شيلي
ترجمة ماجد الحيدر
سرْ سريعا فوق صفحة البحر الغربي
يا روح الليل !
وأنت تغادر الكهف الشرقي ، الغارقِ في الضباب
حيث تحوك من ضوء النهار الطويل الوحيد
أحلام البهجة والخوف
الجاعلاتك بغيضا وحبيبا معا..
ألا رشيقا فليكن .. تحليقك ذاك !
**
غطِّ صورتك
بعباءةٍ رماديةٍ ، مطرّزةٍ بالنجوم
واطفئ بجدائلك الفاحمات عين غادةِ النهارِ
قبّلها حتى يعتادُها البلى
امض متسكعا فوق البحرِ والبرِّ والمدائن
وإلمسها جميعا بصولجانك السحري
هلمَّ … هلمَّ .. يا من طال انتظارك !
**
ساعةَ أفقتُ .. وأبصرت الفجر
تحسرتُ عليك !
ولمّا ساق الضياء خيله للأعالي
وغادر الندى
وناءت الظهيرة بكلكلها .. على الزهر والشجر
حين انكفأ النهار المعنّى .. قاصدا سرير راحته
مترنحا .. مثلَ ضيفٍ ثقيل
يقدّم الخطوَ ويعيد
تحسرتُ عليك !
**
شقيقكَ " الموتُ " دنا وصاح : هل تريدني !؟
وانبرت طفلتك الحلوة " النوم "
دمدمت كنحلةٍ في عنفوانها :
هل آوي إليك !؟ هل تريدني ؟
فأجبتُ : لا … لستِ أنت !؟
**
"الموت" لا بد آتٍ .. ساعة ترحلُ يا ليل
وذاك قريبٌ ، قريب
و "النوم" آتٍ حين ترحل أنت
فعلامَ أسألهما منةً
سأسألك أنت .. أيها الليل الحبيب
فطر سريعا .. وادنُ مني
وهلمّ .. هلم اليّ !
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟