|
صور من واقع مضى ! الصورة: 4
محمد هالي
الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 02:43
المحور:
الادب والفن
أصرخ الآن لأني أتذكرك، ألعن الماضي و الحاضر و المستقبل، مادام الظلم يتجدد يوما بعد يوم، تتجدد الطبيعة و تتجدد معها طرق الاستغلال، الكثير منا في هذا الوجود يعاني، القسوة لا تريد أن تتوقف، انتهيت مع بهلول و الفقيه، و الكثير من أمثالكم، الطبيعة استمرت، و استمرت الحياة، و استمرالموت أيضا، أبكي حظي اليائس، و وجودي المتشائم، يراودني، يطاردني، في وجودي، أنا و الحسد شيئا واحدا، أحسدكم على الموت، لا حياة بلا موت، الموتى ينعمون باللاوجود، ينعمون بتصورات أحبائهم، و ذكرياتهم، متعة لنا نحن الأحياء، كانت لكم أدوار في الحياة، و أصبحتم أحياء بعد الموت، أحبائكم في حاجة إلى ذكرياتكم، التمرد، و الرفض، و الصراخ، و الاحتجاج، أحياء أنتم في هذا الوجود، لم تنتهوا بالموت، لازالت قوانين الحياة تطاردكم، تأتي بكم لتعيشوا معنا شروط الوجود، نحبكم جميعا أيها الموتى، لأنكم شاركتمونا مواجعنا. حضورك علي هاشم ضروري للحياة، لا نريد أن نفترق، تخيلاتي تلاحقك، لا يمكن أن نفرط فيك، أحياء أنتم، أردتم ذلك أم لم تريدوا، صور أنتم، لكنها وجود تحاكي الحاضر. نحاكي التجربة المريرة، فبركنا الكثير من الحلول، أنجزنا بعضها في حينها، و تركنا البعض الآخر للتاريخ، و للزمن، كنا ملتزمين لحد التصوف، نحترم المرأة، أية علاقة جنسية لا بد أن نضفي عليها خاصية الالتزام، اختار بعضنا البعض، تزوج البعض بمباركتنا،اختلف البعض الآخر، تشردمت علاقات، و نجحت أخرى، الجنس حاضر في النضال، حاضر في الحرمان، صراعات مريرة سببها الجنس، المرأة و الرجل يتكاملان، نصفان لابد أن يلتقيا، خصب في الطبيعة، شروط الحياة لابد أن تستمر، أضفينا على الجنس قيم نبيلة، نتردد بين الكبت و الحرمان، و كل من زاغ عن الطريق، عن المبادئ، عن الالتزام، أصبح خارج تصورنا، محوناه من وجودنا، ليس منا، و لا نحن منه، المواقف تحدد العلاقة بين المرأة و الرجل، بكاء و صراخ، عن علاقات فاشلة، نتدخل لنعطي معنى العلاقة الملتزمة، نشرح و نفسر، نفشل في إضفاء مشروعية مشبوهة، أو انتهازية، لكن الجنس يفرض علينا أن نتدخل، من أجل خلق التوازن داخل التشاؤم، نفرح لعلاقة ناجحة، و نتشاءم لانتهازية الجنس، التي تحركها الدوافع الليبدية، يصبح تدخلنا جريمة في حق المرأة أكثر من الرجل، المساواة نابعة من النظريات، لكي تكون مناضلا يجب أن تصلح ذاتك قبل إصلاح الناس، مبادئ تسري في عروقنا، نطبقها لحد الزهد، نضحك على الأعداء لأنهم ينشرون قيما كاذبة، و مغلوطة، كل من تسنت له نفسه أن يعرفنا بعدما كان في صف الأعداء، يعرف حقيقة أمرنا، يفاجأ، و ينعم بالكبت، و الحرمان، يلاحقه الزهد لا شيوعية الجنس، هذا ما كان يعتقد في لحظات ما، تجربة الجنس و قدسيته تمنع كل ما هو مائع و التهور في إصدار الأحكام، علينا تقبل الأحكام المحرجة، نرفض الجنس إن كان يصدر عن انتهازية الإشباع، لا قدسية الإنسان، الجنس متعة، لذة، نعمة من نعم الوجود، يجب أن نعطيه مكانته الطبيعية و قيمته العليا، الجنس جزء من الطبيعة، جزء من استمرار الحياة، يجب أن نعطي للطبيعة ما تستحق من النبل، و الإنسان المتعالي و الأخلاقي، هو المتجرد عن كل ما هو تافه، هو الذي يستطيع التحكم في غرائزه، و أن يكبح ما هو ليبيدي فيه، حتى لا يتجاوز الإنسان و يسقط في عالم الحيوانية، و التوحش، التفاهة هو أن تسقط ضعيفا، مستسلما للغرائز، الأهم من كل هذا أن يكون الجنس خاضعا لقوانين التراضي، بعيدا عن كل ابتذال، و خيانة، ثقة متبادلة، لا شك، و لا حيرة، لا خداع، و لا نفاق. أليست هذه القيم تعتبر جزءا منا؟ أكثر من إخوة، ذكورا و إناثا، نتقاسم هموم المجتمع، و قضاياه، نرصد التحليل المتزن، كيفما كان مصدره، المقترحات من العقل لأنه خاصية إنسانية، بغض النظر عن الجنس، و اللون، و الموقع، حرية سامية مجردة، و صافية، قيم، و أحلام، لا تظهر إلا في عالمنا، آمنا بها، و خضعنا لسببيتها و حتميتها. في زمن ما، كانت حكايات الجنس لا تنتهي ما إن تنتهي حكاية، حتى تتبدى أخرى، عراك المرأة و الرجل، مأزق لنا، مستفز و محير لنا، أنتدخل أم نبتعد؟ نتابع الأمر عن كثب ننتظر الدموع، سيتفجر الحب كرها في أية لحظة، يفرض علينا التدخل، النقاش، المداعبة، و الرد الحازم، حدث لا يشبه الأحداث، كل التزام له حكايته، لا حل للالتزام، لا حل للحب، اقتراحات قد تقبل أو ترفض، نحن الحكم بدون تشريع، الحب وحده يشرع، و العواطف تقرر، نحن و مشاكل الحب بدون سلطة، المتضرر من الحب يحاكم المبادئ و التصور، لا تصور بدون عشق، زواج، التزام، أي فشل هو كره للمبادئ، ذات تتماثل مع ذوات، التزام يقضي على التزامات، نحن دائما في ورطة مع العلاقات الملتزمة، الإشباع الغريزي لا يعفيك،يجب أن تكون خاتم سليمان، عليك أن تدرك النوايا، أن تجد حلا للعشق، و الغرام، و الحب، و إلا فأنت مذنب، و إذا غاب الحب، تغيب أحلامك، و تضيع في متاهات العشق، و الصراعات الهامشية. أتذكر الآن فتاة، كانت تبكي فشل الغرام و الحب، أحبت انتهازيا لدرجة الجنون أغراها بالمبادئ، و فصاحة اللغة، و دقة التحاليل، مخاطب بارع، باختصار حرباء بصفة إنسان، جاء من بعيد، من مكان ما، لم يكن معنا، ادعى أنه مناضل، تحدث عن الموقع الصامد، المحارب بلا خوف، قضوا على الرجعي ، و المتخلف و الظلامي، هم الأحياء، و نحن الأموات، خلقوا الدولة في الدولة، لبس ثوبنا، صدقته، كما صدقه البعض منا. في زمن ما مارس الجنس، باسم الالتزام، و النضال اختفى فجأة، لم نعد نراه، عاد من حيث أتى، لكن الفتاة لم تختف، تبكي حظها اليائس، لم تحسن الاختيار، مصيدة ارتمت فيها، عادت القيم تتفجر في كينونتها، حضر الأب و الأم و المجتمع، و حضرت المواساة، أيضا، تألمنا، احتضناها بكل ما نملك من قوة الإقناع. و بعيدا عنها، تناقشنا في الأمر سويا، كان كل واحد يبدي وجهة نظره في الجنس و الحب و الغرام،. - نحن غير مسؤولين عن الحب. - لا يمكننا أن نحل الذاتي و الموضوعي في آن واحد. - عندما يتناكحون يكون الأمر خارج إرادتنا، لكن عندما يفشلون يصبح الكل مذنب، هذا هراء، و إسقاط الذاتي في الموضوعي. - لا يمكن إسقاط تصرفات فرد على تصرفات الكل. - ابحث عن مغامرة، لم تختر في بال أحد، أبحث عن امرأة، تحب حتى الموت، و تكره متى تشاء، تسمع صوت الزمن،فتجيء، وتحسب توقفه بتدبر، هاربة من مدائن المستنقعات، و الكذب، و الأثواب المزركشة، معا نحو البراري، ننام على تخوم المدينة، في الخرائب، المهجورة، و تحت شمس الضحى، نبني بيتا من الحطب، و ننام عرايا فوق التراب، نتعانق و لا نضجر، تهجرني، و بعد حين تعود، تتقوى بدمي، تنشد إشعارا، و أغنيات من عمق الفلاحين البسطاء، و العمال، و الصيادين، في البراري تبكي و تضحك، نضاجع بعضنا في الحدائق، و على شواطئ البحار، في كل مكان نلد نسلا، قويا كالصخر، ساطعا كالشمس، نصلي للعمل و الحرية، و لا نتراجع، و أن نموت بعد ذلك، نموت بلا ندم. نقاشات و حوارات، و ارتسامات تلاحق الحب، صراخ يتخلله الرفض، و القبول، نظريات تتداخل: الحركة النسوية و الحركة النسائية، أفكار تتوالد، و تحاليل تنبع من الحدث، تخبو الحكاية، و يخبو ضجيجها، و تمضي أيام و حكايات الجنس لا تنتهي، لأن الإنسان و الجنس متلازمان. ماذا حدث لتلك الفتاة؟ - علمت أنها تزوجت، من أحد الأفراد، تفهم الوضع، طبق المبادئ، أنجبت أطفالا و استمرت في الحياة، ستحكي لأطفالها في يوم من الأيام، دروس النضال، و الالتزام، و كيفية اختيار الزوج، و الغرام، سوف لن يحكي لها أحد عن الانتهازية، لأنها عاشتها كواقع فعلي، لا كشطحات فكرية.
#محمد_هالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صور من واقع مضى ! الصورة:3
-
صور من واقع مضى ! الصورة:2
-
قشرتا موز
-
صور من واقع مضى ! الصورة:1
-
من سمح لهم بذلك ؟ !
-
سياسة الإعداد أم اعتدال السياسة؟
-
عدالة المساواة، لا عدالة الإنصاف
-
وجهة نظر في -الربيع العربي-
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|