علي الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 23:57
المحور:
الادب والفن
رسالة إلى أبيها..
أبي..
أما زلتَ تنكُرُ أبوٌتَك لي ..؟
ألم تترُك الثمانية عشر عاما من عمري أي شيئ في ذاكرتك عني يا أبي..؟
ألستَ أنتَ من كان يُردد دائما ... " الحياة من دونِك مستحيل ".
ما قلته لي " أنتِ لستِ ابنتي " .. هو المستحيل بعينه يا أبي ..؟
هل فكرتَ بوقع كلماتك تلك عليً .. ؟
أكُلُ ذلك لأني اخترتُ شريك حياتي بنفسي ..؟
أنا التي لم يكن لها في الدنيا غيرك ، وكُنتَ تعرِف ذلك جيدا .. يا أبي.
ما زلتُ غير مصدقة لما قلتَه لي يومها، وسكين المطبخِ في يدِك ،
" سأمزق جسدِكِ ... إن لم تتخلصي من ذلك السفاح الذي في داخلِك" .
اتذكُر ما قُلتُه لكَ حينها .. يا أبي..؟
" أعِد السكين الى مكانها يا أبي ... فلا يليق بأبي أن يفعل هذا " ، وكنتُ محظوظة أنك لم تفعل.
لم أترُك البيت حينها خشية الموتِ يا أبي ، بل لأني لم أطِق أبدا أن أرى يدَكَ مُلطخة بدمِ عصفورٍ .. فكيف بدمي أنا.. يا أبي الحبيب..؟
هل أعدتَ التفكير بما كنتَ تنوي فعله بابنتِك وحفيدك حينها يا أبي ، وبالمصيرالقاتم الذي كنا سننتهي اليه جميعنا أنا وحفيدك ووالده وأنت.؟
لم أحمِل في أحشائي حينها سفاحا كما أوهموك ، بل طفلا رائعا ، هو حفيدكَ يا أبي.
انه الآن في السادسة من عمره يا أبي ، ويتحرق شوقا لرؤيتك ، فقد رويت له الكثير عن أمي وعنك.
ألا تشتاق لرؤية حفيدك يا أبي..؟
إنه يحمل الكثير من ملامح المرحومة أمي ، ستُحبه يا أبي وستعانقه، وستنسى ما كنتَ تفكر به عنه وعني.
#علي_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟