أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - الحلاّق البغدادي















المزيد.....

الحلاّق البغدادي


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 23:04
المحور: الادب والفن
    


* حّلّقّ : أزال شعر الرأس فكان حلْقاً وتحلاقاً ..
ـ والحَلِق ْ من كان لا شعر في رأسه كأنه حُلِقْ
ـ والحلاّق : هو الذي يحلقُ الشعرَ.. والحلاقة حرفة الحلاّق
تلك الشخصية التي تُكأطئ لها الملوك والقياصرة ويقول عنه الشاعر:
فيعلو على كلِ ذي حكمةٍ ..... وتحتَ يديهِ رؤوسََ الملوكِ ..
ـ وحديثنا اليوم عن الحلاق البغدادي
.................................................
* الحلاقة رمزمن رموز التراث والتحضر في العراق :
ـ يمكن ان نعتبر الحلاقة رمز من رموز التراث والتحضر في العراق ..
ففي ملحمة كلكامش تحول انكيدو من الهمجية الى التحضر بعد عدة طقوس منها
تهذيب الشعر .. وهكذا اعتبر العراقي القديم الاعتناء بالمظهر والشعر من رموز التحضر .. وهكذا كان الآمر في زمن العباسيين والعصور المتعاقبة ..
فصار يمكن التميز بين البدوي والحضري عن طريق تسريحة الشعر، فالبدوي منكوش الشعر كث اللحية ولا يستخدم العطور بعكس ابن المدينة .
..............................
* أول محل حلاقة في بغداد :
ـ في عام 1590 أمر والي بغداد جغالة زاده سنان بتشيد أول محل للحلاقة في بغداد في مقهى خان الگمرك ... وكان الحلاقون الشعبيون في ذلك الوقت يطوفون
في الأزقة حاملين عدّة الحلاقة يحلقون للناس في الطرقات ...
وظل الحلاقون الدوارة حتى اوائل القرن الماضي يدورون في الأسواق والمحلات
بحيث يجلس الزبون على كرسي أوصفيحة ويشرع الحلاّق بمسك الموس وتمريره على القايش حتى يكون حاداً ثم يبدأ بحلق رأس الزبون وكلما حدث جرح في الرأس دلك الجرح بالشب ويبقى الزبون صابراً ..واذا اراد الزبون حلق لحيته وضع الحلاق اللكن بين يديه وبدأ بحلاقة اللحية ، واذا اتمها غسل وجه الرجل ونشفه وقال للزبون نعيماً ، ايذاناً بإنتهاء العمل ...... كان ذلك قبل ان تنتشر صالونات الحلاقة الحديثة .
........................................
* مهن اخرى للحلاّق ( المِزَيِّن ) في الماضي الى جانب الحلاقة :

ـ كان الحلاق فيما مضى يعمل مزيناً وطبيباً في نفس الوقت ... فهو يعالج
الجروح ويقلع الأسنان او يخدر مواضع الألم اويحشو السن بمادة مخدرة ..
كما انه كان يقوم بالحجامة وقد يكون ختاناً يقوم بختن الاولاد .. فعلى سبيل المثال كان في محلة باب الشيخ الحلاق( اسطه عباس ) في اوائل القرن الماضي حيث عمل مساعداً للجراح الدكتور ذهني بيك في مستشفى نامق باشا في بغداد ثم اصبح جراحاً بعد ذلك ... وسمي الحلاق بالمزين باعتبار ان الحلاق يقوم بتزيين رأس الزبون ووجه الزبون اي اظهاره بافضل واجمل حالة لأن التزيين من الزينه ومن هنا جاءت كلمة مزين .
...............................
* اشهر صالونات الحلاقة في القرن الماضي
ـ اشهر صالونات الحلاقة في القرن الماضي كانت في شارع الرشيد وفي محلة الحيدر خانة بالذات ، حيث كان هناك اكثر من ثمان صالونات حلاقة ..
من اشهرهم ( اسطه كريم ) الذي كان الحلاّق الخاص للملك فيصل الثاني والوصي عبد الإله .. فكانت تأتيه سيارة خاصة تنقله الى قصر الرحاب اسبوعياً .
وكان الى جانب صالونه صالون حلاقة ( حكمت محمود الحلي )..هو الآخر كان حلاّقاً للباشوات وكبار الشخصيات وضباط وزارة الدفاع فقد حلّق لعبد الكريم قاسم ..
ومن الصالونات المعروفة : صالون عمران ومحمود وحسن وكلهم في شارع الرشيد .. واشتهرايضاً حلاق اسمه باخوس .. ثم انتشرت الصالونات الفخمة ...
.........................
* كان يوم الاثنين عطلة الحلاقين :
ـ اما عن سبب عطلة الاثنين للحلاقين فلأن الخميس والجمعة للمسلمين والسبت
والأحد لليهود والنصارى فلم يبقى الا الإثنين وهو يتوسط الاسبوع
........................................
*اجرة الحلاقة قديماً : ؟ ـ كانت اجرة الحلاقة في الثلاثينيات لا يتجاوز ( القران ) وهي قطعة معدنية قيمتها عشرين فلساً فيما يعطى لصبي الحلاق عادة مبلغ ( عانه ) اي أربع فلوس
وهو يضع العطور على وجه الزبون ... وبمرور الزمن ارتفعت الاجرة حتى صارت اليوم خمسة آلاف اواكثر اكرامية من الزبون فلا توجد اجرة ثابتة ....
ويقال ان الشافعي حين غادر بغداد الى مصر استدعى حلاقاً ليهذب له شعره فأعطاه خمسين ديناراً ، وهو مبلغ كبيرجداً قياساً بذلك الزمن ..
................................
* انواع الحلاقة أيام زمان :
ـ اما انواع الحلاقة أيام زمان فكانت نمره صفر وأم الطاسه والمجيدي والكعكولة والتواليت .. وهي تسريحة اشتهرت في العراق .. لذلك يقول الدارمي :
واگف على العشار ويقره جريده ....... وإمشط تواليت حسباله أريده
................................
* لماذا وصف الحلاق بالثرثار ؟
ـ في الحقيقة ليس هناك من مبرر لهذه التسمية .. فأنا لاحظت ان هنالك الكثير من الحلاقين لا ينطقون باكثر من جملتين عند الحلاقة الأولى . اشلون تريد الحلاقة ؟ والثانية : نعيماً ايذانا بانتهاء عمله ، وهناك من هم اكثر من الحلاق ثرثرة ولا يوصفون بها ... ولعل هذه التسمية جاءت بسبب خاطرة كان قد كتبها مصطفى لطفي المنفلوطي وكانت بعنوان ( الحلاق الثرثار ) تدرس ضمن المنهاج المقرر للصف الخامس الابتدائي آيام زمان .. والتي جاء فيها :
( يحكى انه إبان الحرب الروسية اليابانية ، كان هناك حلاّق ثرثار ميالاً لليابانين ..
وكان ان جلس تحت يديه رجل مسكين .. فأخذ الحلاّق يرسم في رأس الزبون خارطة الحرب وهو يقول : هنا بورت آرثر وهنا اوياما .. وهنا انكسر كروباتكين
وهنا انتصر اوهايو وفي هذه البقعة بالذات ضرب اليابانيون الروس الضربة القاضية ، فضرب بقبضة يده ام رأس الزبون ، فقام الزبون يهرول ويولول
وهو يلعن السياسة والسياسيين والروس واليابانيين والناس اجمعين ...
لا اعلم اهازئاً كان المتحدث ام جادا ً .. انما اعلم انه قد اجاد التمثيل .
....................................
* نشاطات مهمة للحلاّقين في مجال المطالبة بحقوقهم .. أيام زمان :
ـ من نشاطات هذه الشريحة العمالية :
ـ عام 1923 أصدر مجلس الوزراء في العهد الملكي قرارات اثقلت كاهل الحلاّق برسوم اجازة الحلاقة ، فناضل الحلاقون للمطالبة بتخفيض تلك الرسوم .
ـ عام 1929 ساهم الحلاقون في ولادة اتحاد العمال كشريحة مهمة منهم .
ـ عام 1933 كان الحلاقون انشط اصحاب الصنائع في الدعوة الى تخفيض سعر الوحدة الكهربائية ( الكيلو واط ) من 28 فلساً الى 18فلساً . وحين عزم البغداديون علىمقاطعة شركة التنوير الأجنبية . اشترى الحلاقون ومعهم اصحاب المقاهي والفنادق والمطاعم . المصابيح النفطية واللوكسات والفوانيس تنفيذاً للمقاطعة المذكورة ...
......................................
* فلم عن التعسف والإرهاب الذي لاحق هذه الشريحة :
ـ عانى الحلاق البغدادي ضروباً من التعسف منذ ازمنة بعيدة ،
واضطهاد الحلاقين ليس بجديد ففي العهد العباسي الأخير الزم الحلاقون بالإمتناع عن حلاقة بعض اللحى بفتاوى خاصة ومعاقبة من لايلتزم بهذه الفتاوى
وعادت مؤخراً تلك المضايقات حتى تعرض عدد غير قليل من الحلاّقين الى التصفية الجسدية والقتل من قبل عناصر ارهابية ،
مما دفع بالمخرج العراقي المغترب ( فؤاد هادي ) الى اخراج فلم عن الارهاب الذي وقع على الحلاّقين في بغداد .. ويتناول الفلم عائلة فقدت ابناءها الاثنين وهما يعملان حلاقين ... ويتابع الفلم المأساة التي تقع على هذه العائلة من خلال رحلة الم طويلة .
......................................
* تحت موس الحلاّق :
ـ وما دام الحديث قد جرَّنا الى الفلم السينمائي فلا بد ان نتحول الى التلفزيون ونشير الى المسلسل التلفزيوني القديم ( تحت موس الحلاّق) من تأليف سليم البصري واخراج عمانوئيل رسام ... فقد تناول هذا المسلسل الكوميدي الهادف الحياة البغدادية وقد اشتهر من خلال أبطاله حجي راضي ( سليم البصري) وعبوسي ( حمودي الحارثي) وعدد من الفنانين الراحلين من بينهم :
راسم الجميلي بدور( ابو ضويه) خليل الرفاعي ( بائع الكبه ) ـ حسين علي حسين
( المعلم ) وعبد الجبار عباس وسمير القاضي وحامد الأطرقچي والفنان الكبير صادق علي شاهين بدور ( الشقي شهاب ) بالإضافة الى سهام السبتي وسناءسليم
كما شارك الملحن والمطرب الراحل عباس جميل في احدى الحلقات بدور (صاحب المُلك) كذلك المطرب عبد الزهرة مناتي في (ميخانة طوبيا ).
...................................
* في الختام .. طرفة عن حلاّق شاطر :
ـ من تلك الطرائف التي تعد من الكوميديا السوداء .. ان حلاقا في احدى محلات بغداد واسمه
( هاني ) وضعوا امام محل عمله جداراً كونكريتياً فحال بين المحل والشارع العام . فما كان منه الا ان أحضر خطاطاً وخطَّ على الجدار :
( حلاقة هاني ... بس تطفر تلگاني )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقرات من برنامج ( قريباً من الماضي )
أعددتها وقدمتها من قناة الحرية ، بتاريخ الأحد 13 /4 /2008
من مصادر متعددة بتصرف / حيدر الحيدر



#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبزبوز والصحافة الساخرة
- شخصية في الذاكرة (العلامة مصطفى جواد)
- غازي الرسام وصحافة فن الكاريكاتير
- الثلث والثلثين
- شخصية في الذاكرة ( سعاد الهرمزي)
- مختارات من دفتري القديم(إقره إقره)
- دلّه وفناجين
- مختارات من دفتري القديم(بطتي)
- مختارات من دفتري القديم( هذا آنه)
- ذَهَبَ الليلُ
- المومياء
- مختارات من دفتري القديم(كذبة نيسان)
- الشلغم والقمة العربية
- مختارات من دفتري القديم ( نوروزيات )
- نيران ونيران
- عيد نوروز
- الفنان الخالد جواد سليم
- الدكتور علي الوردي رائد علم الإجتماع في العراق
- مربعات الأبراج
- شكو ماكو


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - الحلاّق البغدادي