أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد يوسف - محمد يوسف فى حوار مع علاء الاسوانى بعيدا عن الادب والابداع يشرح لنا نظرية كأن فى المجتمع المصرى















المزيد.....



محمد يوسف فى حوار مع علاء الاسوانى بعيدا عن الادب والابداع يشرح لنا نظرية كأن فى المجتمع المصرى


محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1098 - 2005 / 2 / 3 - 10:32
المحور: مقابلات و حوارات
    


محمد يوسف مع علاء الاسوانى بعيدا عن الادب والابداع يشرح لنا نظرية كأن فى المجتمع المصرى
كل ما هو موجود يشبه شئ كأنه موجود فالبرلمان كأنه برلمان والأحزاب كأنها أحزاب والتليفزيون كأنه تليفزيون وبيان الحكومة كأنه بيان حكومة ومن المد هش أن تجد أن الهجوم أسفل قبة ما كأنه برلمان يقوم به ناس تعمل في رئاسة الجمهورية وجرائد الحكومة فيها موجة ثورية من الكتابة عن ضرورة التغيير وكأننا الذين نحكم وما يحدث الآن سياسياً كأنه مسرحية عبثية فتجد العراق محتل ووزراء في الوزارة أكثر من ربع قرن وواحد يخرج ليتكلم عن بطن نا نسي عجرم
عبد الناصر زعيم أسطورة ومصر لم تنجب مثل عبد الناصر وسعد زغلول لكن عبد الناصر لم يقتل روح المشاركة فأنا أعتقد أنه لم يدر بذ هنه شئ من هذا ولكنه وضع في ظروف تاريخية رهيبة في سن مبكرة جداً
الإخوان تركوا كل ما يحدث علي الساحة واهتموا بقضية( نا نسي عجرم وبطنها ) وأصبحت هي القضية الوطنية ( لو نا نسي عجرم غطت بطنها ) ستحل كل مشاكلنا
الخريطة أري فيها قنبلة وفتيل وجهاز تحكم الفتيل أشتعل وجهاز التحكم في حالة عطل . فإما إصلاح جهاز التحكم وبسرعة وإما أن تنفجر القنبلة لأن الفتيل بالفعل مشتعل .
حسن فؤاد ، وسيد مكاوي ، ولويس جريس ، وصلاح جاهين وإحسان عبد القدوس وعبد الرحمن الشرقاوي وتشربت منهم شئ هام جداً نفتقده الآن فهذا الجيل كان لا يفصل بين الهم الخاص والهم العام فما يحدث في مصر كان له نفس الأهمية لما يحدث داخل أسرهم لم يكن لديهم أي طموح مادي وكان الاعتقال بالنسبة لهم أمر عادي وطبيعي جداً والمادة تمثل لهم ماهو ضروري للمعيشة وليست هدف في ذاتها والتعاون فيما بينهم أمر عادي وكان من بينهم عادل أمين الذي كان من أشد وأقرب الأصدقاء إلي والدي وإذا أعتقل أحدهم فيتم تحديد نفقات البيت لهذا الصديق المعتقل ويكتتبوا فيها وهذا الجيل أعتبره من أعظم الأجيال في مصر الحديثة وهو جيل الأربعينات الذي قامت عليه النهضة الثقافية في الستينات
عملت الحكومات المصرية المتعاقبة بذكاء شرير بالغ للوصول إلي هذه النتيجة ولم يعد غير القلة من المثقفين التي ليس لها مصالح مباشرة مع الحكومة
جميع الأحزاب المتواجدة تعلم دورها المرسوم بالطباشير والتي لايمكن أن يتخطاه فأصبحت المسألة عبارة عن ديكور ولعب أدوار سلبية .
لانجد بيان واحد ضد قانون الطوارئ لأنه لو وقع علي بيان ضد قانون الطوارئ سيتم إلغاء التفرغ وسيترك وظيفته كمستشار للوزير
عبد الناصر زعيم أسطورة ومصر لم تنجب مثل عبد الناصر وسعد زغلول وللأسف شئ كثير مما تقول صحيح ولكن ليس لأن عبد الناصر قتل روح المشاركة فأنا أعتقد أنه لم يدر بذهنه شئ من هذا ولكنه وضع في ظروف تاريخية رهيبة في سن مبكرة جداً وكان حامل لهموم الوطن العربي في الوقت الذي تضربه فيه قوي استعمارية كبيرة جداً ونحن الآن نري مدي سطوتها ونري دول كبيرة تركع ورؤساء تسلم الراية فعبد الناصر حاول الحفاظ علي جبهته من المؤامرات ولكن الخطأ العظيم والوحيد لعبد الناصر هو انعدام الديمقراطية ونتج عن هذا تجمع جميع السلطات في يده والسلطة المطلقة تحجب أشياء لا تستطع رؤيتها
لا ألوم فاروق حسني بل ألوم المثقف لأن فاروق حسني رجل يحمي النظام ووجد في هذا الأسلوب الشكل الأمثل لحماية النظام
عبد الناصر كأستاذ تكتيك كان يجس النبض ليري هل هؤلاء الناس ستحرك الشارع أم لا فوجدهم أصغر مما كان يتوقع فقام بإلغاء الأحزاب .
أداء الأهالي وأداء التجمع اقل كثيرمن تاريخ التجمع والمسئول عن هذا إلي حد كبير جداً رفعت السعيد وأنا أختلف معه حول أولياته وفي سقفه المنخفض الذي وضعه

المشكلة في تقاعس من نطلق عليهم المثقفين . فالجماهير قامت بدورها وأقرب مثال علي ذلك عندما خرجت الجماهير في حرب العراق ويبقي دور الطليعة أو النخبة أو أي مسمي آخر وهي مجموعة من الصفوة المفترض أن تتولي القيادة لكي تحصل الجماهير علي حقوقها ؛ وهنا تكمن المشكلة وهي ليست مصادفة فقد عملت الحكومات المصرية المتعاقبة بذكاء شرير بالغ للوصول إلي هذه النتيجة ولم يعد غير القلة من المثقفين التي ليس لها مصالح مباشرة مع الحكومة وجميع الأحزاب المتواجدة تعلم دورها المرسوم بالطباشير والتي لايمكن أن يتخطاه فأصبحت المسألة عبارة عن ديكور ولعب أدوار سلبية .

السلطة التي وضعها عبد الناصر في يده رغم عظمته أفقدته اتساع الرؤية وهذه مأساة أن يقول لك الناس ما تريد سماعه وعندما نقرأ بيان 30 مارس والمناقشات الخاصة به نجد أن معظم المتواجدين بما فيهم أنور السادات يري ما يريد أن يقوله عبد الناصر ويردده هذا مسجل في اجتماعات اللجنة المركزية
الصفر حصلت عليه الحكومة المصرية في كل شئ لكنه أعلن في ملف المونديال فنحن وصلنا إلي طريق مسدود ولا نستطيع العودة إلي الخلف ولم يعد أمامنا سوي التغيير .
الأحزاب عبارة عن يفط وهذا لايعني عدم وجود حركة سياسية في مصر فالواقع المصري يموج تحت السطح بغليان سياسي لكن الحركة السياسية الحزبية لا تعبر عن ذلك .والمسئول الأول عن هذه الحالة هي الحكومة
هؤلاء الذين تعتقد أنك قادر علي اعتقالهم من الممكن أن يقوموا بعمل ضجة كبري في الداخل والخارج وهذا حدث بالفعل مع كامب ديفيد علي مقهى ريش استطاع إبراهيم منصور أن يأخذ أكثر من مائة توقيع وتسبب في قلق للسادات . ونظرة فاروق حسني للمثقفين تغيرت فبدلاً من نظرة الاحتقار عمل علي أن يحتويهم وتم ربط كل من له اسم وما سيكون له اسم بوزارة الثقافة من أول الحرفوش الصغير الذي لا يستطيع أن يدفع ثمن كوب الشاي والمتعطل عن طريق عقود مؤقتة بهيئة الكتاب ويعطونه ما يقرب من خمسمائة جنيه مقابل أن يجلس علي المقهى إلي أن ننتهي بأسماء كبري للأسف في تاريخ الحركة الوطنية أصبحوا مستشارين للوزير ولا يستشارون مقابل ألوف الجنيهات ، وتكمن خطورة هذا الوضع بمتابعة الحركة الوطنية السياسية في مصر في التسعينات سنجد أن كل البيانات التي يقوم بتوقيعها المثقفون بيانات للخارج وليست للداخل بمعني وجود أكثر من 1000 بيان ضد الإمبريالية والإمبريالية عدو عام ومجهل
المقدمة :
حين تجلس أمامه تشعر بالفعل انك طبيب جراح وليس فقط أمام طبيب أسنان فهو يمسك بالمشرط ويشرح جسد الوطن يطارد ذلك الورم الخبيث الذي أصاب جسده وليس الفك فقط أو اللثة آن علاء الآسوانى أديب ابن أديب امتلك حرفة الكتابة التشريحية فهو يعرف أين توجد الأزمة ولذلك يرفض كلمة الإصلاح ويطالب بالتغيير الكلى لكل أجزاء الجسد الذي ضعف ولم يعد يتحمل مسكنات أو كلمات طيبة غارقة فى لغة الكذب انه يطالب بالمواجهة الصريحة بين المثقفين فى كافة الأمكنة وعلى كافة الأصعدة انه يشعر آن هناك مصيبة سوف يغرق فيها ذلك الجسد ولن تنفع معه قبلة الحياة أو التنفس الاصطناعي انه يطالب بالحقيقة والمصارحة لذلك هو جلس معنا بتواضع الأديب وصراحة المفكر تحدث معنا عن كل الأشياء لكننا أطلقنا عليه الكاتب الضمير فهو كذلك ومن لم يعرف فليقرأ رواية { عمارة يعقوبيان } فهي الحدث الأعم فى تلك الأيام فقد تم إعادة طباعتها خمس مرات ورغم هذا لم يترك طب الأسنان ولم ينرك عيادته ليذهب إلى مقهى البستان ليتم تعميده من كذبة المثقفين وجنرالات المقاهي أديبا محترفا مثل محترفين السياسة الذين نسمع عنهم وينتظر منحة تفرغ من جنرالات وزارة الثقافة الذي يشعر نحوها بالقرف الشديد والامتعاض ولم يطالب آن يكون عضو فى النادي اليوناني أو يلتحق بنادي العاصمة القريب من عيادته فهو قرر الاستغراق فى البساطة والمصارحة والمصحبة فهو غارق مع أصدقائه فى مناقشات حميمية يستقبلهم كما كان يفعل أبوه الأسمر فى سمرة وهج الوطن وسخونة دمائه المتوهجة بالعشق لأجزاء الوطن مثله الجميل فعلاء امتلك الوطن من ناصيتيه الجذور الصعيدية والنقاء الاسوانلى الرقيق وريح بحر الاسكنرية الذي يعشقه كأجمل بحر فى الدنيا لكنه لا يحبه لمجرد انه بحر ابيض متوسط لكنه بحر الذكريات فهو الذي حمل لنا بوارج بونا برته والأسطول البريطاني وكذلك حمل لنا مع رياحه الناسمة عودة رفاعةالطهطاوى من باريز والشيخ محمد عبده من المنفى وعبدا لله النديم وببرم التونسي هاربا انه بحر الأحبة والأمومة والعاطفة الأسرية والحضن والملاذ . آن ذلك الطبيب الأديب هو بدون فذلكة مثال حي على المثقف المصري الواعي الذي يبحث عن مجال المشاركة فيجدها مسدودة بالأباطرة والمحترفين فيقرر الانسحاب إلى مكان أخر يختاره دون صخب أو جلبة هو قرر السكن إلى أوراقه المتعددة الإبداع وذكرياته مع الزمن الجميل أيام كانت ممتلئة بالمبدعين المتضامنين فى صمت المحب انه علاء الآسوانى القادر على صياغة أفكاره فى أبداع وحب عن طريق ترتيب الجمل والعبارات فى شكل فني جميل وجانب علمي تشريحي يكشف فيه عوراتنا وأمراضنا وكما تعود آن يكتب لنا كطبيب روشتة العلاج فهو يكتب لنا روشتة العلاج الإجتماعى والسياسي
بداية الحوار

من هو علاء الأسواني ؟
كاتب مصري وروائي وطبيب أسنان وأبن عباس الأسواني الذي لعب دوراً كان له أكبر الأثر في حياتي فقد كان بالإضافة إلي عمله في المحاماة كاتب وقد تعهدني في الكتابة وبعدما أنهيت دراستي الجامعية سافرت إلي الولايات المتحدة وحصلت علي درجة الماجستير من جامعة الينوى بشيكاغو وكانت تجربة لها أهميتها حيث تعرفت علي ثقافة أخري وتعلمت قواعد التفكير العلمي والبحث العلمي ثم أخذت قرار بالعودة إلي مصر ويرجع هذا القرار إلي الكتابة وستبقي الكتابة هي صاحبة القرار في حياتي لأني مؤمن أن الكتابة ينبغي أن تنطلق من البيئة التي نعيش فيها ولذلك أرفض كل عروض العمل بالخليج المغرية جداً فهناك أمثلة كثيرة لكتاب فقدوا القدرة علي الكتابة في المهجر ، أتحدث الفرنسية لأني كنت في مدرسة فرنسية ، وتعلمت الأسبانية وأخذت منحة للدراسة في أسبانيا لدراسة الأدب في الحضارة الأسبانية . ثم صدر لي أعمال أدبية عبارة عن مجموعات قصصية ثم رواية ( عمارة يعقوبيان ) نفذ منها خمس طبعات ثم رواية نيران صديقة ، وكتبت مقال في الأهالي والشعب وحاليا أكتب لجريدة العربي واستطعت عمل معادلة بأن اكتب شهرياً في جريدة معارضة رغم أني لست عضواُ في أي حزب لكن أكثر جريدة شعرت فيها بالارتياح هي العربي وذلك لأسباب كثيرة فسقفهم عالي جداً ويتمتعون بالصدق . وبقية الشهر أمارس عملي كطبيب وكتابة الأدب .
يقال عنك أنك الكاتب الضمير . مم انطلق هذا اللقب ؟ هل من القدرة علي تشريح المجتمع ؟
إذا كان لدي هذه القدرة فهذا يرجع إلي عباس الأسواني هذا الأب الذي نشأت في بيته وبين أصدقائه الذين كانوا أعلام مصر .
هل تذكرهم ؟
حسن فؤاد ، وسيد مكاوي ، ولويس جريس ، وصلاح جاهين وإحسان عبد القدوس وعبد الرحمن الشرقاوي وتشربت منهم شئ هام جداً نفتقده الآن فهذا الجيل كان لا يفصل بين الهم الخاص والهم العام فما يحدث في مصر كان له نفس الأهمية لما يحدث داخل أسرهم لم يكن لديهم أي طموح مادي وكان الاعتقال بالنسبة لهم أمر عادي وطبيعي جداً والمادة تمثل لهم ماهو ضروري للمعيشة وليست هدف في ذاتها والتعاون فيما بينهم أمر عادي وكان من بينهم عادل أمين الذي كان من أشد وأقرب الأصدقاء إلي والدي وإذا أعتقل أحدهم فيتم تحديد نفقات البيت لهذا الصديق المعتقل ويكتتبوا فيها وهذا الجيل أعتبره من أعظم الأجيال في مصر الحديثة وهو جيل الأربعينات الذي قامت عليه النهضة الثقافية في الستينات وهذا ما يفسر مع أسباب سياسية أخري حالة السقوط التي وصلنا إليها .يأتي بعد ذلك السفر والإحساس بالوطن في الخارج والاختلاط بالحياة الأجنبية يشعرك بالحنين إلي الوطن ويصعب عليك هذا الوطن لأننا بشكل شخصي لا نقل عن هذا المواطن الأجنبي الذي يحقق هذا التقدم وهذه الفكرة كانت مسيطرة علي ومجموعة أخري من الزملاء العرب فعندما كنا ندخل الامتحانات الخاصة بالذكاء كالا حصاء كنا نكتسح الأجانب . وهنا وجدت سؤالاً يفرض نفسه وهو ما الذي يجعلنا نتفوق عليهم في الخارج وعندما نعود إلي أوطاننا ندخل في منظومة الجهل والغباء والتخلف ولم أجد غير إجابة واحدة وهي النظام السياسي . وعند عودتي إلي مصر قررت الانضمام إلي أحد الأحزاب رغم حذري من الأحزاب وما أكده بعض الأصدقاء من أن هذه الأحزاب غير ما أتوقعه فحاولت الاتجاه إلي الكتابة عن طريق كتابة المقالات السياسية ولم تكن من السهولة في شئ وكان الفضل في هذا يرجع إلي الأستاذ عادل حسين ولم أكن أعرفه من قبل فأرسلت له بمقال وعلي أثره قام بالاتصال بي وطاب مني أن استمر في الكتابة بانتظام وأعطاني فرصة كبيرة وثالث مقال نشر لي كان أسفل مقال فتحي رضوان ونشأت بيننا صداقة إلي أن قام بعمل تحالف إسلامي وكتبت مقال بعنوان خمسة أسئلة للتيار الإسلامي وحددت موقفي وانسحبت وظللت منقطعاً عن الكتابة حتى قامت حرب العراق عدت إلي الكتابة في الشعب مرة أخري لأنها كانت الجريدة الوحيدة التي تعبر عن رأيي إلي أن وجدت أن هناك تيار بدأ يسيطر علي الجريدة أيضاً وليس الحزب فقط . وخلاصة القول أننا من الخارج نستطيع رؤية الداخل أفضل ونري أن مصر من الممكن أن تصبح قوة عظمي في وقت قصير جداً وأنا أعني ما أقول وعلي سبيل المثال التقيت في الخارج بما يقرب من ربع مليون عالم مصري وهم علي استعداد إعطاء مصر أعينهم وكل ما يطلبونه هو نظام أو إدارة قادرة علي الفهم كل ما هو مطلوب عمل أي نوع من التنسيق الجاد وليس التنسيق إلا حتفا لي فنحن نفقد ثروتنا بأنفسنا . هذا بالنسبة إلي السياسة أما في مجال الأدب فقد تعرض الأدب العربي إلي ما أسميته الكتابة العدمية ونتج عنها انصراف القارئ عن الأدب العربي وهذه الكتابة العدمية عبارة عن مزج بين المدارس الغربية العبثية والعدمية وبالتالي هذه المدارس تخرج الأدب خارج سياقه الاجتماعي ويخرج أدب الجسد والأدب العبثي والعدمي وما إلي ذلك . فهناك دوائر تحبذ أن يكتب العرب بهذه الطريقة وهو اتجاه استشرافي وليس كل المستشرقين وهذه الكتابة تخرج
الأدب من المعركة وبذلك يتحول الأدب إلي مجموعة تجارب عقلية بين مجموعة من النقاد وأخري من الكتاب الذين يعرفون بعضهم وتحدث عملية تغييب للقراء .
هل هناك حالة تغريبية حتى في النظرية السياسية المعممة داخل الوطن ؟
المشكلة في تقاعس من نطلق عليهم المثقفين . فالجماهير قامت بدورها وأقرب مثال علي ذلك عندما خرجت الجماهير في حرب العراق ويبقي دور الطليعة أو النخبة أو أي مسمي آخر وهي مجموعة من الصفوة المفترض أن تتولي القيادة لكي تحصل الجماهير علي حقوقها ؛ وهنا تكمن المشكلة وهي ليست مصادفة فقد عملت الحكومات المصرية المتعاقبة بذكاء شرير بالغ للوصول إلي هذه النتيجة ولم يعد غير القلة من المثقفين التي ليس لها مصالح مباشرة مع الحكومة وجميع الأحزاب المتواجدة تعلم دورها المرسوم بالطباشير والتي لايمكن أن يتخطاه فأصبحت المسألة عبارة عن ديكور ولعب أدوار سلبية .
هل لأن الأحزاب أنشئت بقرارات دستورية ؟
بالضبط هذه هي الحقيقة . ففي ثورة 1919 المجموعة التي ذهبت إلي المعتمد البريطاني لتطاب بريطانيا بالجلاء لم يكن منهم شخص واحد لديه مشكلة حياتية وكانوا من الأعيان فما الذي دفعهم للوقوف أمام الغول وينتهي الأمر بالنفي خارج الوطن ؟ هذا هو الإحساس بالواجب العام وهو ما ينقص النخبة المصرية .
هل هذا يعني أن النخبة المصرية ليس لديها الآن إحساس بالواجب العام ؟
ليست علي مستوي الإحساس بالواجب العام لأن عدم الإحساس يعني غياب الوعي والنخبة المصرية لديها وعي
بم تفسر كونها ليست علي المستوي ؟
أنا أتكلم علي معظم الصورة فهناك قلة محترمة والباقي يقدم مصلحته الشخصية الضيقة علي مصلحة البلد .
ماذا تعني بالمصالح الضيقة ؟
أنا لا أدعي . فقد قال الوزير فاروق حسني أنه عمل مع المخابرات لفترات طويلة في الخارج وهو يقارن نفسه بآخرين عملوا مع المخابرات مثل لوران ستورين وآخرين من الكتاب ولكن هناك فرق كبير فمن عمل مع المخابرات البريطانية لم يكن يبلغ المخابرات ضد البريطانيين ولكنه كان يحمي مصالح المملكة التي هو أحد رعاياها فحماية المصالح الوطنية شئ وكتابة التقارير ضد طلبة مصريين فيتم اعتقالهم شئ آخر . ثم يأتي بعد ذلك ويقول المثقفون المصريون دخلوا الحظيرة فماذا تعني هذه الكلمة؟ ! فهي تعني أنه نظر لهؤلاء المثقفون نظرة مخابراتية فالنظرة الأمنية للمثقفين تحتقرهم وأي ضابط أمن يعتقد أنه قادر أن ( يلمهم في لحظة ) كما يقال ، وهم قادرون علي فعل ذلك لكن هؤلاء الذين تعتقد أنك قادر علي اعتقالهم من الممكن أن يقوموا بعمل ضجة كبري في الداخل والخارج وهذا حدث بالفعل مع كامب ديفيد علي مقهى ريش استطاع إبراهيم منصور أن يأخذ أكثر من مائة توقيع وتسبب في قلق للسادات . ونظرة فاروق حسني للمثقفين تغيرت فبدلاً من نظرة الاحتقار عمل علي أن يحتويهم وتم ربط كل من له اسم وما سيكون له اسم بوزارة الثقافة من أول الحرفوش الصغير الذي لا يستطيع أن يدفع ثمن كوب الشاي والمتعطل عن طريق عقود مؤقتة بهيئة الكتاب ويعطونه ما يقرب من خمسمائة جنيه مقابل أن يجلس علي المقهى إلي أن ننتهي بأسماء كبري للأسف في تاريخ الحركة الوطنية أصبحوا مستشارين للوزير ولا يستشارون مقابل ألوف الجنيهات ، وتكمن خطورة هذا الوضع بمتابعة الحركة الوطنية السياسية في مصر في التسعينات سنجد أن كل البيانات التي يقوم بتوقيعها المثقفون بيانات للخارج وليست للداخل بمعني وجود أكثر من 1000 بيان ضد الإمبريالية والإمبريالية عدو عام ومجهل لكن لانجد بيان واحد ضد قانون الطوارئ لأنه لو وقع علي بيان ضد قانون الطوارئ سيتم إلغاء التفرغ وسيترك وظيفته كمستشار . وهنا أنا لا ألوم فاروق حسني بل ألوم المثقف لأن فاروق حسني رجل يحمي النظام ووجد في هذا الأسلوب الشكل الامثل لحماية النظام . وهذا صميم عمله وأنا لا أتكلم عن صلاحيته كوزير ثقافة أم لا فهذا موضوع آخر وان كنت أري أنه لا يصلح .
هل هذا يرجع لأننا ميراث موظفو عبد الناصر وعملية الوأد والدفن للحركة الوطنية ؟
عبد الناصر زعيم أسطورة ومصر لم تنجب مثل عبد الناصر وسعد زغلول وللأسف شئ كثير مما تقول صحيح ولكن ليس لأن عبد الناصر قتل روح المشاركة فأنا أعتقد أنه لم يدر بذهنه شئ من هذا ولكنه وضع في ظروف تاريخية رهيبة في سن مبكرة جداً وكان حامل لهموم الوطن العربي في الوقت الذي تضربه فيه قوي استعمارية كبيرة جداً ونحن الآن نري مدي سطوتها ونري دول كبيرة تركع ورؤساء تسلم الراية فعبد الناصر حاول الحفاظ علي جبهته من المؤامرات ولكن الخطأ العظيم والوحيد لعبد الناصر هو انعدام الديمقراطية ونتج عن هذا تجمع جميع السلطات في يده والسلطة المطلقة تحجب أشياء لا تستطع رؤيتها
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة
هذا صحيح ولكن ليس مع عبد الناصر ولكن ظلت السلطة مطلقة بعد موت عبد الناصر فأصبحت مفسدة مطلقة
هل هذا من منطلق قول السادات أنا وعبد الناصر آخر الفراعنة ؟
لا ، وإنما لوجود من هم دون المستوي
كلهم رجال عبد الناصر
ومن يستطيع القول أنه حول الرجل العظيم مجموعة من العظماء بالعكس
ألا يعد هذا نوع أو شكل من أشكال الفشل ؟
سأجيب ببيت شعر قاله الشاعر الجواهرى عبر عن عبد الناصر كما لم تعبر عنه كلمة أخري ( كان عظيم المجد والأخطاء ) وأتي بالمجد أولا . وعندما قرأت تاريخ مصر وجدت أن انعدام الديمقراطية لم يكن خطأ عبد الناصر وإنما كان خطأ الوفد ففي عام 1954 كان الوفد هو القوي الوطنية الوحيدة علي مدي ثلاثين عاما التي تمتلك قنوات اتصال قوية وعلي سبيل المثال إذا اتخذت لجان الطلاب قرارا في وقت متأخر من الليل بمنع الدراسة ً في صباح اليوم التالي تنعدم الدراسة من الإسكندرية إلي أسوان ورغم هذا عندما طلب عبد الناصر من الأحزاب التطهير فبعث الوفد بقوائم تطهير وترك التجربة الحزبية تذبح وأرسل قوائم تطهير لقوائم التطهير وأرسلت قوائم ضد بعضهم البعض وعبد الناصر كأستاذ تكتيك كان يجس النبض ليري هل هؤلاء الناس ستحرك الشارع أم لا فوجدهم أصغر مما كان يتوقع فقام بإلغاء الأحزاب . ثم أن عبد الناصر مات منذ 34 عام وهذه الفترة في تاريخ الأمم ليست بالقصيرة فألمانيا هزمت مرتين وقامت مرة أخري
ألا يرجع هذا للمؤسسات العسكرية التي أرساها عبد الناصر؟
هذه المؤسسات العسكرية هزمت بالنضال المدني في كل الدول فلماذا لم تهزم عندنا ؟ ! كما حدثت مؤسسة عسكرية في اليونان ولم تستمر ؛ لماذا تستمر هذه المؤسسات العسكرية لمدة 34 سنة ؟ !
هل هذا ترجعه إلي فساد النخبة ؟
لا أستطيع أن أقول أن النخبة فاسدة ولكن فساد معظم النخبة . وكنتيجة لهذا المنع الديمقراطي ظهر علي السطح التيار الإسلامي بصورة كبيرة وهذه مسألة ايجابية في العالم العربي لأنه هو الذي يتصدى حالياً لإسرائيل سواء في حزب الله أو حماس أو ما إلي ذلك وصاحب ذلك إشكالية أخري وهي استدعاء الفكر الإسلامي في الواقع
هذه هي طبيعة الحكم الفاشي الذي يستدعي الخطر في محاولة منه لتوحد الجماهير معه ضد هذا الخطر هل هذا ما حدث ؟
أنا دخلت الجامعة في الفترة التي بدأ يعلو فيها التيار الإسلامي وانحسار اليسار وتخرجت وكان التيار الإسلامي قد سيطر علي كل شئ لكن التيار الإسلامي لديه عوامل نمو ذاتي فالواقع الاجتماعي في صفه بالإضافة إلي عملية التغييب عن أي عمل سياسي مقابل بالإضافة إلي رأي قرأته يقول أن هزيمة 67 أفقدت العقل العربي القدرة عن الربط بين السبب والنتيجة .
ما تأثير مساندة الرجعية الدينية وفرحتها لهزيمة عبد الناصر ؟
النضال المصري قبل 52 كان نضال علماني الناس تصلي فمصطفي النحاس كان يصلي لكن عندما حضر إليه أحمد حسين ليطلعه علي برنامج الحزب الاشتراكي ووجده مكتوب داخله الله والوطن وأشياء من هذا القبيل أعاد إليه البرنامج وقال له عندما تضع لفظ الجلالة في برنامج سياسي فأنت دجال وهنا تتضح حقيقة النضال بنموذج علماني ديمقراطي . لكن عندما أصبحت القوي الأساسية في الحركة السياسية هي التيار الإسلامي أصبح هناك عبئ فهذا الفكر الإسلامي لا بتوائم معنا ولا هو قابل للتغييرأوالتطوير فكل المظاهرات التي خرجت في الفترة الأخيرة لم تخرج لتطالب بالديمقراطية وإنما خرجت لموضوع الحجاب في فرنسا أو تضامناً مع الانتفاضة أو العراق أو وليمة لأعشاب البحر .
هل هذا هو المسموح به ؟
هي الفكرة تقوم علي أن التيار المسيطر أما أن يكون ضد الديمقراطية وإما غير واردة عنه ومن هن فان التحالف بين الحزب الوطني والأخوان تحالف منطقي جداً
التحالف ليس بين الإخوان والحزب الوطني فقط وإنما أصبح الإخوان قاسم مشترك !
التناقض الحقيقي بين الحزب الوطني والأخوان ليس تناقضاً هيكلياً بمعني أن موقفهم من الديمقراطية واحد وموقفهم من الإسلام واحد ولكن الفرق أن هؤلاء ( حرامية ) والآخرين لم يحكموا وبالتالي نحن لا نعرف هل هم ( حرامية أم لا )
أليس هم أصحاب شركات توظيف الأموال ؟
هي مواقفهم متحدة في أشياء كثيرة جداً كالاهتمام بالقشور فالأخوان تركوا كل ما يحدث علي الساحة واهتموا بقضية( نا نسي عجرم وبطنها ) وأصبحت هي القضية الوطنية ( لو نا نسي عجرم غطت بطنها ) ستحل كل مشاكلنا .
ما هو مفهوم الديمقراطية عند الإخوان ؟
في أدبيات الإخوان مؤخراً أن الشعب يحكم نفسه بنفسه لكن معظم كلامهم المسجل ضد الديمقراطية
هل تغير أدبيات الخطاب الإسلامي في هذه الفترة لمواكبة مشروع كولن باول للد مقرطة ؟
لا يجوز أن أتحدث عن النوايا ولكن سأذكر وقائع فالأخوان المسلمين علي مدي تاريخهم ملئ بالمواقف الانتهازية كموقفهم مع إسماعيل صدقي ( وأذكر في الكتاب إسماعيل ) وموقفهم مع عبد الناصر كان انتهازي فقبلوا أن يذبح الناس عداهم وموقفهم من كامب ديفيد وإذا قرأنا الكثير من المواقف قد نصل لإجابة سؤالك ففكرة الديمقراطية غير متواجدة لديهم لأنها مناقضة لما يحمله من فكر
هل الشورى بديل للديمقراطية ؟
هذه هي المشكلة باب الاجتهاد في الفقه الإسلامي مقفول منذ 1000 سنة وللأسف أن معظم الفقه السني فقه سلطاني ويتشدد في المظاهر وهذا منطقي لأنه يفرط في حقوق الأمة ومقابل هذا يبدأ في القول كمثال أن السيدة التي تظهر أذنها تقطع أذنها والسعودية نموذج يدرس في هذا الموضوع فإذا تحدث معارض سياسي يقذف في جب وهذا ليس من الإسلام في شئ وإنما هذه هي فاشية الحكم والمشكلة ليست في الإسلام وعندنا الفقه الشيعي فالشيعة لم يصلوا إلي الحكم وكانوا مضطهدين معظم التاريخ وسينما الشيعة تأخذ جوائز في المهرجانات ونائبة رئيس الجمهورية الإيرانية السابق كانت امرأة حاصلة علي ماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية وتتحدث لغات وشخصية متفتحة جداً فنجد أن موقف المرأة تطور لأنهم لم يضطروا لمجاراة السلطان كما حدث في العالم السني فميراثنا في الفقه متخلف جداً وعندما أصبح التيار الإسلامي الغالب في الحركة السياسية انتقل أتوماتيكياً هذا الميراث
هل هذا الفكر السني يعادل المؤسسة العسكرية ؟
العلاقة واضحة بينهما وفي اعتقادي أن كل من وهم أنه يعرف مصلحة الآخرين أكثر منهم أصبح فاشيا هذه أولي الخطوات إلي الفاشية فهؤلاء يحملون الآلة العسكرية وهؤلاء يرون أنهم القادرين علي الحكم بإرادة الله لذلك الخلافات ليست جوهرية والمشترك بينهما كثير ومع تقدم الوقت وانتشار الفساد تكونت طبقة لحماية المصالح ومن يطالب بتغيير القيادة السياسية في مصر يفوته أن المسألة لم تصبح فرد وإنما أصبحت طبقة كبيرة جداً تشرع لمصلحتها وتتحالف مع الغرب لمصلحتها
هل هذا من منطلق أن أي نظام حكم فاشي دائما ما يصنع سياج من الحراس للحفاظ علي النظام ؟ً
عندما تصنع طابعة وتتركها فإنها ستعمل بمفردها وسأتكلم عن شركة ولا أعني أي شئ آخر فإذا كان هناك رئيس مجلس إدارة شركة وحرامي وله علاقات جنسية بالسكرتيرات داخل الشركة وحوله عدد من رؤساء القطاعات وحرص رئيس مجلس الإدارة أن يجعلهم من أصحاب الملايين بدلاً من المرتبات الضئيلة فستجدهم يحمونه بكل قوتهم ليس حباً فيه وإنما لصالحهم ولأنه لو ترك الشركة سيحاكم وجميعهم سيحاكموا وأنا أقصد بهذا نموذج لشركة أحضر الآن لأكتب عنها قصة وعلي هذا فرئيس هذه الشركة لا يستطيع أن يعطي حقوق للموظفين لأنه لو أعطي حق واحد فان هذا الحق سيمكنهم من الإطاحة به فسيستمر وليكن ما يكون .
لو أخذنا نموذج هذه الشركة وطبقناه علي نظام الحكم وعلاقته برجال الأعمال فأين الوطن ؟
دعتي أسألك ماذا تعني برجال الأعمال ؟ فرجل الأعمال بالنسبة لي تعني مزحة فكاهية وقد عشت في الغرب عدة سنوات ورجل الأعمال هناك لا يصبح رجل أعمال إلا بعد أن نعرف طبيعة عمله فهذا تاجر حبوب وهذا شريك في مصنع وهذا .....فكل هؤلاء رجال أعمال أما نحن فيكفي أن يقول أنه رجل أعمال دون أن نعرف ماهية أعماله وتبين أننا تمت سرقتنا تحت مسمي رجال الأعمال فهذه المليارات أموال الشعب المصري . ولنا أن نتخيل أحد رجال الأعمال المصريين أخذ مساحات شاسعة من الأراضي من أحد البنوك بسعر زهيد جداً ودفع 10 % من قيمة هذه الأراضي وبضمان هذه الأراضي أخذ قروض مليارات من بنك أخر فهل هدا رجل أعمال ؟ ! أنا أري أنها طبعة طفيلية استفادت من الاستبداد الموجود وأصبحت صناعة المال صناعة مستقلة
هل صناعة المال صناعة حكومية ؟
طبعاً صناعة حكومية أنا أخذت قرض من أحد البنوك وكان 35 ألف جنيه وتذوقت الأمرين في سدادهم ولو كان هذا القرض 60 أو 70 مليون كما قال لي بعض الأصدقاء كنت استغنيت عن جزء منه علي سبيل الرشوة وبالتالي لن تجد مشاكل والبنك يتوسل لأنه لن يستفيد من الحبس فطبعاً الحكومة مشاركة في هذا الفساد كذلك لغياب الديمقراطية لأن الديمقراطية ليست نظام سياسي فقط وإنما هي نظام في كل شئ وفشلنا علي جميع الأصعدة نتيجة لانعدام الديمقراطية من أول صفر المونديال إلي الفشل في التعليم والفشل الصناعي والتضخم فالحكومة فشلت في كل شئ إلا القمع والتضليل ونحن نعرف القمع وكمثال عند قيام مظاهرة مكونة من 300 فرد فان الحكومة تضع عليهم 10000 عسكري ! والتضليل هو ما تسميه الحكومة بالإعلام فحكوماتنا لديها تراكم خبرة تستطيع أن تصيب المواطن المصري بغيبوبة يومية بأكثر من طريقة محكمة . فغياب الديمقراطية لا أريد القول أنه سيصل بنا إلي الحضيض لأننا وصلنا بالفعل إلي الحضيض .
ما شكل الديمقراطية في تصورك ؟
أن ننقل الديمقراطية الغربية بكل تفاصيلها دون الحديث عن الخصوصية وهذا طرح في مصر من قبل في دستور 23 فهذا الدستور أفضل ما عرفته مصر لولا حق الملك في إقالة الوزارات في ظل هذا الدستور كان رئيس الوزراء يحاكم الملك علي مخصصاته وكان الملك لا يستطيع شراء أي شئ دون أن تناقش علناً في البرلمان وفشلت حكومة الوفد في ظل هذا الدستور في استصدار قانون يمنع نشر أخبار القصر الملكي فالديمقراطية ليست غربية المنشأ ولكنها تطورت في العالم كله وعندما نتكلم عن شكل للديمقراطية والخصوصية وأن لكل مجتمع خصوصيته وتعديل الديمقراطية فكل هذا وفي معظم الأوقات حق يراد به باطل الديمقراطية تعني تداول السلطة تعني انتخابات نظيفة وإطلاق الحريات العامة واحترام أرادة الشعب تعني الحكم لفترة محددة وتحتكم للناخبين مرة أخري تعني أشياء راسخة في العالم كله
هل ما نعيشه الآن ميراث لتجربة عبد الديمقراطية الاجتماعية أو السياسية وهذا الهراء لأن الحال في مصر لم يعد به متسع من الوقت .
الناصر ؟
أنا لا أختلف أن هذا ميراث للتجربة الناصرية أنا أختلف فقط أن ينسب لعبد الناصر أنه دمر شئ وإنما في تقديري كان يجب علي عبد الناصر بعد نجاح الثورة أن يخلع البدلة العسكرية ويشكل حزب وكان تاريخ مصر كله سيتغير وكما قلت الوفد ساهم بتقاعسه عن الدفاع عن التجربة الديمقراطية ولو أن الوفد دافع كان من الممكن أن يضطر عبد الناصر إلي فعل ذلك وما يدعو إلي التأمل وما يحمل دراما التاريخ أن عبد الناصر وحتى قبل موته وهو مهزوم لو شكل حزب حقيقي ونزل انتخابات كان سيكتسح .
وماذا تسمي التنظيم الطليعي ؟
هل يستطيع أي إنسان حتى أعضاء التنظيم الطليعي أن يعتبر موضوع التنظيم شئ جاد ؟ !
فلماذا أقدم علي إنشاء هذا التنظيم ؟
هناك رواية لماركيز تعبر عن هذا الوضع . السلطة التي وضعها عبد الناصر في يده رغم عظمته أفقدته اتساع الرؤية وهذه مأساة أن يقول لك الناس ما تريد سماعه وعندما نقرأ بيان 30 مارس والمناقشات الخاصة به نجد أن معظم المتواجدين بما فيهم أنور السادات يري ما يريد أن يقوله عبد الناصر ويردده هذا مسجل في اجتماعات اللجنة المركزية بعد هزيمة 67 حاول عبد الناصر أن يصلح لأنه أرجع الهزيمة إلي المنع الديمقراطي وطلب منهم أن يكون هناك أحزاب أو علي أقل تقدير حزبين ولااتذكر من الذي قال نقسم الاتحاد الاشتراكي إلي حزب معارض وآخر ينفذ سياسة النظام فكان رد عبد الناصر ما معناه إنني أتكلم بجد ولا أعبث ومهما كانت قدرة الحاكم إلا أن وحدته شئ خطير للغاية وكما قال هيكل فعبد الناصر كان يستمع إلي الراديو ويقرأ كل الجرائد وإذا حدثت مشكلة في الجمعية التعاونية في المنيا يتحدث بنفسه مع الوزير فهذه مأساة عدم وجود جهاز حقيقي وإنما مجموعة بيروقراطية وموظفين يسمعونه ما يحب أن يسمعه وفي تقديري هذا ما قتل عبد الناصر وبعد عبد الناصر جاء ناس أقل منه كفاءة وأقل منه إخلاص ومعهم نفس الماكينة الجبارة الخاصة بالسلطة فوصلنا إلي مانحن فيه من حضيض وهذا النظام ندفع ثمنه حتى الآن .
إلي متي يستطيع الإنسان أن يقبض علي شئ في يده؟
هذا يرجع إلي كينونة الشئ ومدي إمكانية تحمله
وإذا كان هذا الشئ هو الوطن ؟
علمياً لا يستطيع الإنسان أن يقبض علي جسم لفترة طويلة دون أن ترتخي العضلات
إذن عبد الناصر كان لديه أجهزة قادرة أن تجعل الوطن في قبضة يده
عبد الناصر كان قائد ثورة وهيكل قال كان هناك شرعية ثورية وخوف من أعداء الثورة فتخرج مؤقتاً عن الأمور ثم تعود مرة أخري وكان دجل من أنور السادات حينما قال سنعود إلي الشرعية الدستورية ولكن أين الثورة الآن انتهت الثورة وما بقي هو النظام الفردي وهذا النظام أيام عبد الناصر قد يكون له وقتها ما يبرره أما الآن فلا توجد ثورة بل علي العكس فقد تم الانقلاب علي كل الثورة وبقي النظام الفردي .
ما قولك فيما فعله عبد الناصر عندما ابعد الشيوعيين واستعان بالنخبة الأرستقراطية التي صنعت البيروقراطية ؟
أولاً لا جدال أن الشيوعيين هم من خيرة عقول مصر . ولا يوجد إنسان علي وجه الأرض يجد مبرر لما حدث للشيوعيين في عهد عبد الناصر ولا ما حدث للإخوان ، ولا ما يحدث مع أي شخص يحرم من حقه في المعاملة الكريمة وللأسف الشديد أن ما يحدث الآن في مصر داخل أقسام الشرطة وليس في المعتقلات قد يفوق ما حدث للشيوعيين ، ولكن ما حدث للشيوعيين غير مقبول علي الإطلاق ولا أستطيع أن أجد ما يبرره وكوني أري في عبد الناصر هذا القدر الهائل من العظمة والزعامة إلا أنه كان له أخطائه وإن قدرة الفكر الاشتراكي الناصري لتجديد وتطوير هذا الفكر تبدأ دائماً من رؤية الأخطاء ووضعها في حجمها الواضح ولذلك أعتقد أن جيل الوسط في الحركة الناصرية الذي لم يشارك في الحكم أيام عبد الناصر لديه آفاق أكثر اتساعاً لأنه يري بصورة محايدة أما من شارك في الحكم فلا يستطيع أن يري التجربة بهذه الحيادية .
بم نفسر عمليات القبض التي قام بها عبد الناصر ضد الشيوعيين ثم استعانته بهم بعد ذلك في 1964 وما حكمك علي الشخص نفسه ؟
كان هناك اتجاهان داخل المعتقل أحدهما يري أن نظام عبد الناصر وطني مثل ( حدتو ) واتجاه آخر يري أن النظام فاشي والتجربة أثبتت وطنية نظام عبد الناصر كما أن فترة حكم عبد الناصر كانت فترة حرب وقد قمت بتجربة أثناء تواجدي في الولايات المتحدة حيث ذهبت إلي مكتبة شيكاغو واستخرجت النيوزويك والتا يم لفترة الخمسينات وحتى منتصف الستينات ولم أجد أسبوع واحد يمر دون هجوم علي عبد الناصر رغم أن الإعلام الأمريكي إعلام داخلي والمواطن الأمريكي لا يهتم بما يحدث في الخارج ومن هنا نستطيع أن نفسر خوف عبد الناصر من الديمقراطية كذلك فان الكثير من الشيوعيين المصريين الذين أحترمهم واحترم مواقفهم وجدوا أنهم لا يعيبهم أطلاقا إلا نضمام إلي هذا النظام ونفس هؤلاء الناس عندما أتي السادات إلي الحكم تركوا مصر .
لأنه طردهم من وظائفهم
كانوا قادرين أن يقدموا التماسات وعبارات التأييد ليحافظوا علي وجودهم لكنهم لم يفعلوا
كان هناك ثلاثة وزراء شيوعيين مع السادات
هم مسئولون عن أنفسهم فأنا لا أقول أن كل الشيوعيين في مصر ناس أبرار ولا يأتيهم الباطل من خلفهم أومن أمامهم لكني أؤكد أن انضمام الشيوعيين إلي النظام الناصري لا يشوبه الانتهازية والدليل أن تقييم الماركسيين للتجربة الناصرية الآن بشكل ايجابي في معظمه
كلهم أجمعوا أن تجربة عبد الناصر كانت تجربة وطنية
لأنه استطاع أن يعلوا عن الشخصي بالعام فما حدث لي لا يهم مقابل ما حدث لصالح مصر ،ومن ناحية أخري نجد أن الوفديين لم يفعلوا ذلك
ما رأيك في لغة الخطاب اليساري بتقسيماته المختلفة ؟
رغم كم الصدق والإخلاص إلا أنه يفتقر إلي تحديد الهدف والهدف الذي يجب أن يكون أمامنا الآن هو الإصلاح السياسي علي الرغم أن هذه الكلمة تحمل الكثير من التضليل فنحن لا نحتاج إلي إصلاح نحن في حاجة إلي تغيير لأن كلمة إصلاح تعطي انطباع أن الأمور تسير في مسيرتها الصحيحة لكنها تحتاج إلي إصلاح فنحن في حاجة إلي تغيير وللأسف فان الأوليات مختلفة من اتجاه إلي آخر وهناك خلط بين ما يحدث في الخارج والداخل وهناك نوع من النضال الفكاهي وهو النضال للخارج فهناك اتجاه يعقد ندوات ويهتف ضد الإمبريالية وبسقوط أمريكا وبالطبع هذا غير مؤثر لأن دور مصر لكي نؤثر في الخارج يبدأ من مصر وعندما تصبح مصر قادرة علي إفراز قيادات حقيقية داخلياً سيكون لها تأثير خارجي فالبداية والأولوية يجب أن تكون للتغيير السياسي الديمقراطي .
ما شكل التغيير ؟
نحن خليط فمصر ليست جمهورية برلمانية ولا جمهورية رئاسية ولكن الدساتير التي وضعها ترزية القوانين أخذت الصلاحيات لخدمة مؤسسة الرئاسة فرئيس الجمهورية البرلمانية قد يدخل استفتاء لأنه رمز أما رئيس الوزراء لآبد أن يدخل انتخابات حرة مباشرة وفي النظام الجمهوري الرئاسي الذي يعطي صلاحيات للرئيس نجد أن اختيار الرئيس يتم من بين أكثر من مرشح يتم انتخابه أولاً من الحزب الذي ينتمي إليه ثم ضد الأحزاب الأخرى أما في مصر فكل القرارات تصدر عن مؤسسة رئاسة الجمهورية وبالتالي نحن لدينا نظام سياسي إداري هرمي ينتهي عند شخص واحد . ومع احترامي لهذا الشخص ولمنصبه فمهما أوتي هذا الشخص من عبقرية إدارية ورؤية فهذا فوق طاقة البشرية هذا إلي أن نوعية الناس التي يأتي بها النظام ولأنها غير منتخبة ولكنه رجل أتي به رئيسه لأي سبب ( عشان دمه خفيف ببقول نكت ولازم يكون عضو في الحزب الوطني وبيكتب مبايعات من الدم ) ومثل هؤلاء شخصيات تالفة ولا أمل من أمثالهم أن يأتوا بخير وما حدث في صفر المونديال يعتبر نموذج تطبيقي لما يحدث في مصر كلها . أشخاص يتم اختيارها لأسباب لا علاقة لها بالكفاءة وظلوا يروجون لأكاذيب حتى يحافظون علي مناصبهم حتى ظهرت النتيجة وكانت صفر وفي الحقيقة هذا الصفر حصلت عليه الحكومة المصرية في كل شئ لكنه أعلن في المونديال فنحن وصلنا إلي طريق مسدود ولا نستطيع العودة إلي الخلف ولم يعد أمامنا سوي التغيير .
إذا كنت تتكلم عمن فقدوا شرفهم من الحزب الوطني بعمل المبايعات الدموية فما قولك فيمن فقد شرفه من أحزاب المعارضة للحصول علي بعض المقاعد سواء في الشورى أو في الشعب ؟
لا أستطيع أن أجزم أن كل المنتمين إلي أحزاب المعارضة فقدوا شرفهم فهل يمكنك تحديد شخصيات معينة حتى أتمكن من التعليق علي مواقفهم ؟
واضع فلسفة الأسقف المنخفضة والتناقض المتداخل ؟
أنا أختلف مع الدكتور رفعت السعيد في اجتهاده السياسي ولا أتفق مع أولوياته وأتذكر مقال لرفعت السعيد في التسعينات نشر في جريدة الأهالي في الفترة التي كان يطغي فيها العنف الإسلامي كتب يقول نعم نحن مع الدولة المدنية ضد الفاشية وقام بالرد عليه الأستاذ نبيل الهلالي بمقال بديع قائلاً وأين هي الدولة المدنية ؟ وأنا أتفق مع هذا الرأي الذي وصف الفاشية الدينية بأنها انعكاس لفاشية الدولة وأختلف مع رفعت السعيد في أولوياته السياسية وأري أن أداء التجمع الذي تمثله جريدة الأهالي آلتي أعتز بها وقد كنت أحد كتابها لفترة طويلة أقل كثيرا من المتوقع من التجمع والأهالي وليس معني اختلافي مع رفعت السعيد أني أتهمه بأي شئ مشين بل علي العكس أنا أحترم هذا الرجل وأحترم تاريخه النضالي ولكن كما ذكرت نعيب علي الأداء فعندما كنت في أمريكا في الثمانينات وصدرت القرارات الاقتصادية الغامضة التي أصدرها مصطفي السعيد كنا كمجموعة مصريين في الجامعات الأمريكية نبحث عما كتبته الأهالي ونقوم بالاتصال بأصدقائنا في مصر لنعرف ما كتبته الأهالي لأن الأهالي هي الجريدة الصادقة القادرة علي التحليل الصحيح
هذا عام 1985 فما رأيك الآن ؟
أداء الأهالي وأداء التجمع اقل كثيرمن تاريخ التجمع والمسئول عن هذا إلي حد كبير جداً رفعت السعيد وأنا أختلف معه حول أولوياته وفي سقفه المنخفض الذي وضعه وهذا لا يعني أنني أنكر كل شئ سابق من نضاله .
هل الديمقراطية تربية وإعداد أم إنها إيحاء ؟
هذا السؤال طرحه من قبل السفير البريطاني في مصر وكنا نتناقش حول مفهوم الديمقراطية فأجبته بسؤال آخر وهو هل تجيد السباحة ؟ أجاب بنعم فقلت هل يمكن أن نتعلم السباحة دون أن ننزل إلي الماء ؟ إذن لا يمكن أن نتعلم الديمقراطية دون أن نمارسها
أليست الأحزاب مدرسة ديمقراطية ؟
الأحزاب المتواجدة حالياً ؟
أنا أتكلم عن مفهوم الأحزاب عامة
ليس عندنا أحزاب حقيقية وهم يعلمون ذلك ويعملون في حدود المتاح.
ألا تجد تناقض عندما يتكلم حزب عن رئيس الجمهورية واستمراره في الحكم لمدة 23 سنة وعنده رئيس الحزب استمر رئيساً لمدة 27 سنة ؟
الأزمة الحقيقية للأحزاب في جزء كبير منها هو كبت الحريات العامة بمعني أن السلطة صنعت أحزاب ووضعت لها عناوين وتسرب إليها قوي سياسية ولكن معظم القوي السياسية في مصر محجوب عنها التمثيل الحقيقي وعند إطلاق حرية الأحزاب فان تشكيلة الأحزاب الحالية ستتغير تماماً وما يوجد لدينا عبارة عن قنوات صرف سياسي وليس من الضرورة أن المتواجد في هذه القنوات أن يمثل الوضع السياسي الفعلي .
هل تعني أن هذه ليست أحزاب وإنما قنوات صرف سياسي ؟
إلي حد كبير ولكن بدلاً من كلمة صرف حتى لا تفهم بشكل غير صحيح يمكن القول أنها قنوات تفريغ سياسي . ليس من الضرورة أن تعكس التركيبة السياسية في مصر .
هل يجوز لنا أن نشبه هذه الأحزاب بظاهرة عادل إمام في السينما من ناحية التنفيس ؟
هذه الأحزاب منذ بدايتها أراد لها أن تكون ديكور وللأسف في معظم الأوقات لم تتعدي حدود ما رسم لها ولم يكن لها قاعدة شعبية حقيقية .
حزب التجمع في 77 كان حوالي 170 ألف عضو وفي 84 كتب الصحفي محمد الحيوان يقول هناك 350 ألف مواطن أعطي صوته لأعضاء التجمع في الانتخابات هل هذه ظاهرة تستحق الدراسة ؟
لا تستحق الدراسة لأن التجمع من قنوات التفريغ السياسي القليلة التي وجدت تحتها قوي حقيقية وكما ذكرت من قبل في هذه الفترة وعندما كنت في أمريكا كنا نقرأ الأهالي لنعرف ما يحدث في مصر .
إلي أين وصلت هذه القنوات ؟
الشارع في حالة حركة وفي حالة تولد حقيقي والحياة أقوي من أي إطار وإن لم تترك الفرصة للقوي السياسية لتعبر عن نفسها ستحدث حالة الموت التي نعيشها الآن فهذه الأحزاب عبارة عن يفط وهذا لايعني عدم وجود حركة سياسية في مصر فالواقع المصري يموج تحت السطح بغليان سياسي لكن الحركة السياسية الحزبية لا تعبر عن ذلك .والمسئول الأول عن هذه الحالة هي الحكومة .
الحكومة أم انتهازية السياسي ؟
يسهل وقوع السياسي في الانتهازية عندما لا يملك قاعدة شعبية وعلي سبيل المثال نيلسون مانديلا عندما ساوموه أن يدين العنف مقابل الإفراج عنه فلا يمكن أن يدين العنف ويوجد يومياً مئات الألوف من المتظاهرين في الشوارع وما نحن فيه هو ظاهرة كأن .
ماذا تعني بظاهرة كأن ؟
كل ما هو موجود يشبه شئ كأنه موجود فالبرلمان كأنه برلمان والأحزاب كأنها أحزاب والتليفزيون كأنه تليفزيون وبيان الحكومة كأنه بيان حكومة ومن المدهش أن تجد أن الهجوم أسفل قبة ما كأنه برلمان يقوم به ناس تعمل في رئاسة الجمهورية وجرائد الحكومة فيها موجة ثورية من الكتابة عن ضرورة التغيير وكأننا الذين نحكم وما يحدث الآن سياسياً كأنه مسرحية عبثية فتجد العراق محتل ووزراء في الوزارة أكثر من ربع قرن وواحد يخرج ليتكلم عن بطن نانسي عجرم
إذن نتفق أننا في حاجة إلي أحزاب حقيقية فهل أنت مع فكرة أن يكون للإخوان حزب ؟
أنا مع أي بني آدم في حقه أن يكون له حزب حتى لو حزب ملحد أو حزب شواذ جنسياً لأن الحرية لم يمنحها انسان حتى ينتزعها آخر ونتيجة الكبت السياسي التيار الإسلامي أخذ أكثر من حقه وإذا حكم الإخوان سيتبين للجماهير أن الإخوان آدميين وليسوا مقدسين منهم النظيف ومنهم ألحرامي والدجال وسيفشلوا في الانتخابات التالية
وإذا طبق مجلس شوري ؟
الدولة التي تعرف ما نقوله الآن لا تستطيع حماية الدستور هناك مجلس صيانة الدستور مثل الدول المتقدمة ويرأسه رئيس المحكمة الدستورية العليا ولا يجوز عزله ومن أعضائه قائد الجيش ومن يعتدي علي الدستور ( بالجزمة ) وعندما تم تهديد الدولة في فرنسا عام68 نزل الجيش رغم أن فرنسا ديمقراطية عريقة لكن تهديد الدولة وليس الحكومة غير المنتخبة كان يستدعي نزول الجيش لا بغرض أن يحكم وإنما ليعود كل إلي مكانه وبمنتهي البساطة أن القائمين في الحكم الآن لا يريدون أن يتركوه وبالتالي يتكلمون في كل اتجاه وكل شئ إلا أن يتركوا السلطة فنسمع عن الخصوصية وديمقراطية الخطوة خطوة نحن نطالب بعدم تزوير الانتخابات وعدم الاعتقال وعدم ضرب الناس داخل أقسام الشرطة وهذا لا يحتاج إلي خصوصية .فنحن نحكم بالصدفة .والأوضاع يستحيل أن تستمر بهذه الطريقة لأننا وصلنا إلي طريق مسدود وما ندفعه الآن من فشل اقتصادي وتضخم ومجاعة ضريبة سنوات طويلة من الفساد وسوء الإدارة كشخص أدمن لعب القمار والخسارة والسلف حتى جاء الوقت ليحجز عليه نحن الآن في انتظار أن يحجز علينا .
بعد الكلام عن الإخوان واليسار نتكلم عن الشيوعيين هل يوجد حالياً شيوعيين ؟ وما المطلوب منهم في هذه الفترة ؟
أنا لم أكن شيوعياُ في وقت من الأوقات لكني أحترم الشيوعيين المصريين وأحترم دورهم في الأدب بوجه خاص ويكاد لا يوجد اسم لامع في الثقافة المصرية في النصف قرن الأخير من القرن العشرين غير ماركسي أو كان ماركسي في وقت ما . هناك مشاكل في الحركة الماركسية تعرفت عليها عن طريق القراءة كالانقسام ، وعدم تبني رؤية خلاقة بين النظرية والواقع واستجلاب النظريات من الخارج وصبها كنموذج وقد أعترف بعض الماركسيين بهذا كنوع من النقد الذاتي وزاد ني احتراماً لهم اعترافهم أن يتم لي عنق الواقع لتطبيق نظرية قد لا تكون ملائمة . وللأمانة التاريخية فقد تعرض الماركسيين المصريين لدرجة جبارة من القمع في النظام الثوري ولم يقع عليهم عشر هذا القمع في النظام الملكي فالقمع في النظام الملكي كان دعابة وعندما أعتقل والدي بتهمة التحريض علي حريق القاهرة عام 1952 كان في سجن الأجانب وكان يعامل معاملة كريمة لأن الفكرة كانت انتزاع الحرية كعقوبة لكن عندما دخلت المخابرات العسكرية تغير الوضع وتفشي هذا الأسلوب في أجهزة الدولة كلها ، فالشيوعيين تعرضوا لقمع رهيب جداً ومع ذلك استمر منهم نماذج في العمل السياسي ولا نملك إلا الوقوف أمامهم إجلالاً . وكان يمكن للحركة الشيوعية في مصر والعالم العربي أن تكون أكثر تأثير وكانت تمتلك المقومات .
ما نوع التأثير ؟ أنت تقول أنهم أثروا في الثقافة أي نوع من الثقافة ؟
من الخطأ أن نلقي بمشكلة الثقافة العربية والمصرية علي الشيوعيين فقط ...
هل الشيوعي يأخذ صك شيوعيته من البار الذي يجلس عليه أم من مجموعة أصدقائه أم من الناس التي يعلمها معني الحرية والعدالة والوطن والحقوق والواجبات ؟
الشيوعية حركة لعبت دور له قيمته في حدود إمكانيتها , وأكثر من إمكانيتها
أين التأثير ؟
هل تقصد الوصول إلي الحكم ؟
الوصول إلي الناس
قد يكون الوصول بمعني أن يكون المنهج الماركسي في الفهم منهج عند كل المصريين
ليس شرط لكن الحركة الشيوعية حركة مثقفين أي نخبو يين
هذا ليس مؤكد لأنه كان يوجد حركة عمالية ماركسية قوية
ألا يمكن القول أن المثقف الماركسي نخبوي بطبيعته ؟
أنا أري أن لهم دور مهم في تاريخ مصر واللجنة الطلابية سنة 46 كان الوجود اليساري قوي جداً فيها واللجنة الوطنية العليا في 72 هذه اللجنة التي غيرت تاريخ مصر بلا جدال فهل نتصور مجموعة من الشباب مثل أحمد بهاء الدين وسهام صبري ( شوية عيال يقعدوا مع السيد مرعي يعرق منهم وأحمد كمال أبو المجد يقولوا له إحنا مش عايزين بوسطجي إحنا عايزين وزير أما تبقي وزير تعالي ) والحركة الطلابية في 68 عندما كان السادات رئيس مجلس الشعب يقولون له ( أنت بتشرب كنت والناس مش لاقية تآكل ) فيطفئ سيجارته ويده ترتعش فيقولون ( وكمان بتطفئ السيجارة ده أنت لسه ماخلصتهاش )
ماذا تعني بظاهرة كأن ؟
كل ما هو موجود يشبه شئ كأنه موجود فالبرلمان كأنه برلمان والأحزاب كأنها أحزاب والتليفزيون كأنه تليفزيون وبيان الحكومة كأنه بيان حكومة ومن المدهش أن تجد أن الهجوم أسفل قبة ما كأنه برلمان يقوم به ناس تعمل في رئاسة الجمهورية وجرائد الحكومة فيها موجة ثورية من الكتابة عن ضرورة التغيير وكأننا الذين نحكم وما يحدث الآن سياسياً كأنه مسرحية عبثية فتجد العراق محتل ووزراء في الوزارة أكثر من ربع قرن وواحد يخرج ليتكلم عن بطن نا نسي عجرم
لم تنتهي من تدخينها ) ومن عدم الإنصاف أن نتجاهل كل هذا ولكن كان يمكن لهذه الحركة أن تكون أكثر قوة
كيف ؟
هناك عدة مشاكل أولها مفهوم الثورة لدينا لم يكن مقترناً بالديمقراطية في مقابل نموذج مثل الهند حدث العكس وهو أن النظام الذي حقق الاستقلال حقق الديمقراطية .
الهند لم تقوم بثورة ولكن قامت بحركة العصيان المدني
هذه هي المشكلة الديمقراطية والتي ندفع ثمنها
وهذا ما نتكلم عنه منذ أول الحوار وأنت تصر علي الدفاع عن عبد الناصر
سأعود وأقول أن استيلاء الجيش علي السلطة لا يسأل عنه الجيش فقط فالوفد كان حزب رهيب جداً
في هذا الملف نحن لا نحاسب الوفد وإنما أحاسب الحركة الشيوعية فعندما قامت الثورة كان الصف الثاني في الجيش لا يقل عددهم عن 180 ضابط من تنظيم ( حدتو ) ويعتبرون الفصيل الثاني للضباط الأحرار وعلي هذا حدتو راهنت علي الثورة وحدث نوع من الاسترخاء وبعض الفصائل الأخرى رفضت عبد الناصر لأنه عمم الصراع الطبقي وقالوا أنه عميل الاستعمار الأصغر . فكيف يكون للمواطن الثوري الذي يحمل خريطة ثورية أن يأخذ بالشواهد ؟
هناك تغييرات وعلي أساس هذه التغيرات يمكن أن يتغير التكتيك والنظام وطني ودائم الدخول في معارك ضد الاستعمار وعلي الرغم أنه ثابت تاريخياً أن السفير الأمريكي كان علي علم بالحركة وهذا لأسباب إلا أنه لا يجرؤ أحد علي اتهام عبد الناصر بالعمالة فالنظام كما قلت كان يخوض معارك حقيقية ومستمرة ضد الاستعمار وكون الماركسيين وجدوا أن هذا النظام الذي لايسمح بالتعددية ولايسمح بحرية الحركة منفصلاً وأنه في احتياج إلي كل القوي ضد الاستعمار أو أنه في احتياج الماركسيين لتطبيق اشتراكية حقيقية فلا أري أن هناك انتهازية قد يكون هناك عناصر انتهازية كما هو موجود في كل حركة لكن لا نستطيع أن نعمم علي حركة كاملة دفعت ثمن باهظ من حريتها وتعرضت للتعذيب
ألا نستطيع أن نقارن أسلوب فاروق حسني مع المثقفين الآن بأسلوب عبد الناصر عندما أنشأ التنظيم الطليعي ؟
إذا خاض الذي يرأس فاروق حسني معارك كتلك التي خاضها عبد الناصر سأنضم وقتها دون نقاش إلي فاروق حسني . فنحن الآن لا نحارب أحداً بل أصدقاء إلي كل الناس والقيادات الكبيرة ( بتقول أهم حاجة ناكل عيش ومسألة الكرامة مسألة نسبية ) فلا وجه للمقارنة والمفارقة أننا تركنا كرامتنا ولا نعرف أن نأكل عيش ومن حارب من أجل الكرامة كان الشعب رغم الحروب يأكل عيش أفضل من الآن . وعلي هذا لا يجوز قياس فاروق حسني بأي شئ في العهد الناصري .
هناك عملية توظيف وهنا عملية توظيف !
هناك فرق بين الوظيفة والوظيفة هناك فرق بين الأهداف هناك فرق بين العصر والعصر وكما هو ثابت في الوثائق الأمريكية بعد صفقة الأسلحة التشيكية كان عبد الناصر سيعقد لقاء مع السفير الأمريكي الذي صرح للصحافة أن أمريكا قد تمنع المعونة عن مصر بسبب هذه الصفقة فقال عبد الناصر ( لو تكلم السفير الأمريكي عن المعونة سأطرده أمام الصحفيين ) فلم يجرؤ السفير أن يتكلم عن المعونة ولا الأسلحة وأنا أذكر خطاب عبد الناصر الذي قال فيه إذا كان الأمريكان يريدون شراء كرامتنا مقابل ( شوية فراخ فإحنا مش عايزين الفراخ الأمريكاني ) نقارن هذا الخطاب بخطاب أكل العيش الذي سيترسخ في مفهوم أبنائنا .
في هذا الوقت كان هناك بديل مثل الاتحاد السوفيتي الذي يستطيع أن يرسل السفن المحملة إلي أية دولة !
منذ عام 1977 تقريباً وقبل أن تصبح أمريكا القطب الأوحد ونحن أصدقاء أمريكا المخلصين ومنفذي سياستها المطيعين ماذا فعلنا بعد تقديم هذا الكم من التنازلات الإقليمية والوطنية والكرامة خسرنا كل شئ . ألم تكن فكرة كامب ديفيد قائمة علي الاستغناء عن الكرامة مقابل أكل العيش ففقدنا الكرامة والخبز معاً وبالأرقام مصر المقاتلة كان اقتصادها أقوي من مصر ( بتاعة أكل العيش ) .
هل ساهم الشيوعيين في المشروع الناصري ؟
هذا الكلام مرجعه الدكتور سمير أمين أستاذ الاقتصاد يقول أن الخطة المصرية الخمسية من 61 إلي 66 بأرقام البنك الدولي مصر حققت أعلي معدل تنمية في العالم الثالث ولو استمرت مصر علي هذا النظام كانت ستصبح من أقوي الدول اقتصاديا .
لهذا ضربت مصر في الخطة التالية !
كان لازم مصر يقع عليها العدوان وساعد علي هذا عدم دقة القرارات والبيروقراطية وفردية الحكم وموضوع عبد الحكيم عامر والجيش والسلطة . من الممكن أن تصبح مصر قوي عظمي وهذه مسألة غير مسموح بها فلماذا قتل يحيي المشد ولماذا قتل سعيد أبن السيد بدير ؟ ! فهناك إشكالية أن الديمقراطية والاستعمار خرجا من مكان واحد ونحن لدينا خلط في هذه المسألة لكن الوفد حسمها فهو مع ديمقراطية الغرب لكنه ضد الاستعمار هذه مسألة خطيرة أن يقتل سعيد في مصر لأنه قام بفك شفرة لأقمار حربية صناعية وكانت شفرة في غاية الخطورة وقد أرسل استغاثات إلي أعلي القيادات في الدولة .
كيف تري المستقبل ؟ هل الوطن في طريقه إلي ديمقراطية كولن باول والمشروع الأمريكي ؟
كولن باول ليس لديه ديمقراطية وهناك خلط في فكرة المشروع الأمريكي فالولايات المتحدة الأمريكية مع مصالحها وهي السبب الرئيسي في الأنظمة الاستبدادية الدكتاتورية في العالم كله وكلامها عن الديمقراطية حق يراد به باطل لكننا في الحقيقة نريد ديمقراطية ، والأنظمة العربية عندما ضيقت أمريكا عليها الخناق استدعت الخطاب القومي رغم أنها ابعد ما تكون عن هذا الخطاب وأرسلت استغاثات إلي شعوبها مفادها أن الغرب يريد أن يذيب الهوية العربية وهذا الكلام أقرب من الفكاهة إلي أي شئ فالغرب لا يريد أن يذيب هوية ولا الأنظمة العربية أنظمة قومية ونحن في حاجة إلي الإصلاح سواء قالت أمريكا هذا أو لم تقل فإما الديمقراطية وإما الخراب وللأسف باعتباري روائي أكاد أشم رائحة هذا الخراب . فعندنا أوضاع لا يمكن أن تستمر عندنا كتلة أسماها الدكتور رشدي السعيد الكتلة الغاطسة وهي تمثل 74 % من المصريين نحن لا نعلم عنهم أي شئ وكل ما نعلمه عنهم أنهم لا يجدون المأوي ولا المأكل ولم يسمعون عن اختراع اسمه تليفون وكل من تتكلم عنهم أحزاب المعارضة هو الجزء الذي يمثل نسبة 26 % وهذه الكتلة الغاطسة لو لم نهتم بها لن يحدث ديمقراطية بل انفجار لا يمكن أن نتخيل مداه .
ما الأسلوب أو الشكل الامثل للصعود بهذه الكتلة الغاطسة ؟
تحتاج أولاً أن تعامل كآدميين
فهي في حاجة إلي مجتمع اشتراكي
أين هم من المجتمع الاشتراكي نحن نطالب أن يعاملوا كبشر ,أن نجد لهم عمل
مطلوب مجتمع خدمي
منذ فترة طويلة وهذه الدولة تدير شئونها وقد أدارت ظهرها إلي الفقراء وبالأرقام هؤلاء الفقراء هم أغلبية الشعب المصري وكل ما يحدث في مصر هو في خدمة مصالح طبقة معينة من أول إيجارات المنازل إلي قوانين التمليك وتعويم الجنيه والاستيراد هناك طبقة استولت علي الحكم وتخدم نفسها ومن الطبيعي أن تخدم كل طبقة نفسها لكن النظام الديمقراطي يصل إلي حلول وسط بمراعاة تأثير كل طبقة وهذا الوضع الراهن لا يمكن استمراره لسبب وهو أن هذه الكتلة الغاطسة فقدت الحد الأ دني من الحياة الطبيعية . النظام سابقاً كان يقوم بعمل نوع من التكافؤ في الفرص أو نوع من الأحلام المؤجلة القابلة للتنفيذ فلا يهم أن تكون فقير المهم أن تستذكر ويتحقق الحلم أما الآن لو كان أحد الأقارب ميكانيكي أو بواب تستبعد من الوظائف وبالمناسبة عبد الحميد شبل انتحر لهذا السبب عندما استبعد من الخارجية لأنه غير لائق اجتماعياً . وهناك لحظة أتمني ألا تحدث وهي لحظة انفجار هذه الكتلة وموضوع الأمن المركزي تعتبر نموذج تطبيقي صغير . وإسماعيل صدقي جلاد الشعب كان لديه وعي طبقي يجعله لا يغلق الطريق أمام الفقراء ليس حباً فيهم وإنما للحفاظ علي الطبقة التي ينتمي إليها أما هذا النظام فلأنه يعتمد علي إمكانيات قمع جبارة فلا يفعل ذلك وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر .
هذا يعود بنا إلي فلسفة القبضة وإذا كانت هذه القبضة كبيرة في السن
العضلات لن تتحمل لأنها ضعيفة
ما متوسط أعمار الشخصيات الموجودة في الحكم ؟
حوالي 75 سنة ومن الطرائف أننا نملك الطابع المصري في كل شئ وأن كل التخلف والجهل والفساد والقمع يحدث بنوع من الملامح الفكاهية الشعبية ومنها أن هؤلاء الذين فوق السبعون يطالبون بإعطاء الفرص للشباب والتغيير وببث الفكر الجديد والدم الجديد أليست هذه فكاهة!
هل هذا الوطن الآن يعيش أيام من الكوميديا السوداء ؟
بلا جدال لأن الكوميديا السوداء لها تعريف وهو الضحك علي التناقض الذي يحزنك .
ما هي المظاهر التي تضحكك ثم تبكيك بعد ذلك ؟
قراءة الجرائد الحكومية وأجد أن الصفحة الوحيدة الخالية من الأكاذيب هي صفحة الوفيات أما باقي الجريدة ومن أول التصريحات الخاصة بالقضاء علي الدروس الخصوصية إلي وزير الصحة الذي يقول أن هناك رعاية طبية عظيمة ، وذات مرة قرأت أن احدي ضحايا العمليات الإرهابية من السياح حضر والديها إلي القاهرة وعندما سألهم الصحفي عن سبب مجيئهم كان الجواب أنهما أتيا لتقديم الشكر للحكومة المصرية ولنؤكد أن مصر هي بلد الأمن والأمان ! وأصبحت الأكاذيب هي السمة المميزة للصحافة الحكومية وأصبح الاعتقاد عند الناس أن ما تقوله الجريدة فالعكس هو الصحيح وعلي سبيل المثال عندما نقرأ لا وجود لحالات كوليرا في مصر نعرف أن مصر بها كوليرا . لكن الكوميديا السوداء تكون قصيرة ولذلك المسرحية أوشكت علي الانتهاء .
لماذا لم تنضم إلي حزب ؟
لأني أعتقد أن الكاتب يمثل حزب بمفرده وطبيعة الأشياء عند الانضمام في حزب فأنا مطالب بالانتماء كما حدث مع الوفد والعقاد ومطالب أن أكون معه وليس ضده وهنا يكون القيد لذلك أري أن الكاتب لا يصلح لأن ينضم إلي حزب .
كيف تري الخريطة ؟ الخريطة أري فيها قنبلة وفتيل وجهاز تحكم الفتيل أشتعل وجهاز التحكم في حالة عطل . فأما إصلاح جهاز التحكم
وبسرعة وإما أن تنفجر القنبلة لأن الفتيل بالفعل مشتعل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد يوسف كاتب صحفى ـ عضو نقابة الصحفيين ـ رئيس تحرير جريدة الانباءئ الثقافية العالمية ـ رئيس تحرير جريدة الانباء الالكترونية
شاعر ـ فنان تشكيلى ـ ماركسى من حركة 8 يناير ـ رئيس مجلس ادارة جمعية راية التنوير للاعلام وتنمية الثقافة والحوار



#محمد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد يوسف وحوار مع النقابى المناضل طه سعد عثمان عن الحركة ال ...
- محمد يوسف فى حوار مع سيد ابوزيد المسنشار القانونى لنقابة الص ...
- محمد يوسف فى حوار مع شوقى الكردى وايام الشقاوة والجامعة والن ...
- حوار مع اهم رمز من رموز الحركة الطلابية احمد بهاء شعبان
- حوار مع عضو اللجنة الطلابية العليا عن هند سة عين شمس فتحى ام ...
- دعوة للاخر تعليق على كلمة نبيل الهلالى
- محمد يوسف يقلب فى اوراق المفكر الكبير محمود امين العالم
- حوار مع بنت جيل السبيعينات التى مازالت على ساحة الرفض والمطا ...
- بمناسبة اقتراب موسم التوريث
- كتاب اليسار الشيوعي المفترى عليه ولعبة خلط الأوراق
- محمد يوسف فى حوار مع عضو التيار الثورى الماركسى الدكتور عبد ...
- من اجل عيون الكويزكلنا في الهوا طراطير
- الرهان
- لماذا نحن هكذا
- يابتوع نضال اخر زمن في العوامات
- مقالتين عن اليسار الشيوعي
- المحاكمة ( في اطار نقد الحركة اليسارية في الوطن العربي )
- المثقف سلاح الثورة والتغيير وألد أعدائهما
- دعوة للأخر


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد يوسف - محمد يوسف فى حوار مع علاء الاسوانى بعيدا عن الادب والابداع يشرح لنا نظرية كأن فى المجتمع المصرى