عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 21:26
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة جدا
رماد
بناء على وصيته تم حرقه ووضع رفاته في قارورة صغيرة سلمت للأرملة المفجوعة.كانت تحبه الى درجة التقديس والعبادة.فكرت مليا اين يمكن أن تجد مكانا تتحد فيه روحيهما وجسديهما ...نهضت وملأت كأسا من الماء وانزلت فيه الرماد .احتوت الكأش بحنان وارتشفت كل ما فيه.لقد أخبرها قلبها أن جسدها هو المكان الأنسب لزوجها.هنا سيتحدان من جديد الى الأبد.
قصة قصيرة جدا
ظل أبي
عام 1948 كانت المرة الأخيرة التي وطأت فيها قدما أبي "بور "يافا .في ذلك اليوم المشؤوم شحن مع عائلته في "فلوكة"صغيرة لتبدء حياة التشرد واللجوء.لكن أبي غادر دون ظله،الذي رفض التهجير وبقي مرابطا في "البور ".من بقي في يافا أقسموا أنهم و في الساعة الرابعة تماما من كل فجر،وهو موعد رحيل أبي،يشاهدون ظله واقفا ونظره صوب البحر...,يراقب كل "فلوكة "صيد قادمة ...منتظرا عودة صاحبه من رحلة اللجوء.لكن أبي لم يعد ورحل الى الأبد..أما ظله فما زال يحرس "البور " .
قصة قصيرة جدا
عصفور
حين اشتد ساعد المعارضة.قلق الزعيم من انتصارها .وطلب رأي المستشار الذي قال له : حينما كنت صغيرا ابتاع لي والدي عصفورا وقفصا...لكن العصفور كان يطرق راسه ليل نهار بقضبان القفص طالبا الحرية.فتحت له باب القفص بعد أن وضعت معه في الغرفة قطا شرسا وخرجت...وحينما عدت بعد ثلاثة أيام وجدت العصفور مختبأ في زاوية القفص وهو يرتعد خوفا من الحرية.
قصة قصيرة جدا
الجقصة قصيرة جدانرال
وسط القتلى
ينتشي الجنرال
يفح كالأفعى
يتفقد سلاحه المشحوذ
يقدم لضيوفه رؤوس الأطفال على أطباق مذهبة
يتحدث عن الموت والحياة
هو حامل أختام القيامة والخلود
يعيد ترتيب الوطن على أعمدة كرسيه
مفكرا باعادة خلق البشر من جديد
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟