أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - TANGO 1998::امتزاج بين الواقعي والاستعراضي في سرد سلس ومتناسق














المزيد.....

TANGO 1998::امتزاج بين الواقعي والاستعراضي في سرد سلس ومتناسق


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 21:25
المحور: الادب والفن
    


TANGO 1998::امتزاج بين الواقعي والاستعراضي في سرد سلس ومتناسق
عندما يكون الفن انعكاسا للحياة بل هو الحياة نفسها
الفيلم من كتابة واخراج عملاق السينما الاسبانية كارلوس ساورا،يفتتح على مشهد غروب لمدينة بيونس ايرس،والبطل في البداية يتحدث عن نفسه،يريد أن يروي قصة بطولة ماريو سواريز،ومن غير المهم ان نعرف من هو بل المهم أن نعرف ماذا حدث،وهو أعرج والعرج حالة ضرورية في الفيلم وفي شخصية البطل.
المرشح عن جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي 1998 ذو قصة تبدو بسيطة للغاية ومكررة بل مستهلكة ولكن TANGOفيلم
السرد هو بحد ذاته من صنع هذا الفيلم.
الفيلم ذو ثلاثة أبعاد متشابكة ومتداخلة وغير مختلفة ترتبط مع بعضها البعض إلى حد الاسقاط،فهناك الحياة التي يلاحق فيها ماريو سواريز (ميغل أنغلوسولا) حبا قديما بعد اصابته بالعرج نتيجة لحادث سيارة ولكن سيظهر حبا جديدا نضرا وخصبا وجميلا ممثلا ب إلينا(ميا ماسترو) الذي سيطلب منه أنجلو لاروكا والمدعو بالعراب أن يعطيها الفرصة للرقص وابراز مواهبها وطبعا سيغرق ماريو سواريز الرجل الخمسيني بحب هذه الفتاة العشرينية.
قصة ذات أبعاد واضحة وبسيطة،ولكن هناك بروفات لرقصات التانغو الذي يعمل على تحضيرها ماريو سواريز بعناية أمام أعيننا على الشاشة نقدما ما يدعى يخلق العمل الفني،وخلق العمل الفني هذا سيتستغرق طويلا من أجزاء الفيلم،ولكن كل التحضيرات مختلطة بالواقع...مهتزة على صوت الواقع...وبالتالي سيصبح سيصبح العرض قطعة فنية ممزوجة بالواقع.
ماريو سواريز يلعب بالنار،فهو يعبث مع فتاة أنجلو لاروكا الذي لا يرحم،فهناك إمرأة هجرته وإمرأة أخرى ظهرت في حياته وهو بكل بساطة وقع في الحب.
إذا هناك رجل يحاول خلق عمل فني ضمن بروفات طويلة أخذت مساحة واسعة من وقت الفيلم ولكن الفيلم لا زال يقول ولازال يسرد الواقع،ويسرد الحياة.
فالرقص ذو مسحة حزينة جوهرية مقتبسة من ماريو سواريز مدرب الرقص،وأنفاس الحب والنظرات تظهر بشدة على الراقصين،والبعد والفراق ثم الغيرة من الراقصة الأولى التي ستصبح ثانية،ثم الخوف من الانتقام...ثم الموت
إذا نحن أمام عمل فني يحاكي الحياة بل وتأتي أحيانا الرقصات تعبيرا فعليا عما يحدث داخل الحياة وكل ذلك يأتي سلسا متناسقا ولا نشعر بأن هناك تقرير لأن ساورا مؤمن بنفسه مؤمن بأن الفن هو انعكاس للحياة،بل هو الحياة نفسها.
يحاول ماريو سواريز عمل مسرحية راقصة مستوحاة من لوحات غويا،أو بشكل أدق من الجانب العنيف في لوحات غويا،وعندما يشاهد القائمين على العمل الفني ومن ضمنهم أنجلو لاروكا منتج هذا العمل،البروفة الأولية للوحات غويا الممثلة بالرقص من مذابح الحرب الأهلية الاسبانية والهجرات القسرية،يرفضون الفمرة برمتها باعتبار إنه شيء لا يمكن أن يحتمله عمل موسيقي مسحي في هذا الزمان،فيستعين ماريو سواريز بقول الكاتب الأرجنتيني بورخيس:
الماضي هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن تدميره إذ إنه عاجلا أو آجلا سيظهر
وهنا سيظهر البعد الثالث في الفيلم،لتأخذ الأحداث الحقيقية أبعادها الرمزية من العرض الراقص والموسيقى المتوافقة مع المشاهد وكأن الامتزاج بين الواقعي والاستعراضي أصبح متداخلا لدرجة عدم القدرة على الفصل بينهما،حيث سيظهر قاتل وهو أحد رجال لاروكا ضمن العرض الراقص وهو سيرقص معهم ودوره محفوظ موجود في الاستعراض ولكنه فعليا ومن خلال العرض سيقوم بقتل الينا فعليا...هذا في نظر سواريز-وبالنسبة لنا أيضا كمشاهدين-الذي سيتحول العرض بالنسبة له
إلى حقيقة ولكن لمجرد دقائق حتى يستيقظ وإلينا أمام عينيه.
الفيلم عبارة عن لوحة فنية وقطعة أثرية منحوتة ومرسومة من الرقص،والشخصية الاسبانية عند ساورا هادئة متزنة،وآلامها تظهر لمحة اكتئاب على شخصيتها دون التأثر على تصرفاتها بعكس شخصيات المودفار التي غالبا ما تكون شخصياته كئيبة ومجنونة.....



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السفينة تبحر 1983 لفدريكو فليني:حضور أوبرالي وكنايات سياسية ...
- العظيم الأخير(إيليا كازان) 1976:تبريرات قصدية لأحداث تغيب عن ...
- البكاء والهمس 1972 (أنغمار بيرغمان):محاولات للوصول إلى أصل ا ...
- The Touch1971:قصة حب عادية جدا للصدفة فيها دور كبير
- In The Mood Of Love 2001:سردية هادئة لقصة هي في ذروة العقدة ...
- دراسة مطولة حول فيلم التضحية(أندريه تاركوفسكي)1986: الخلاص ا ...
- الحنين 1983 لأندريه تاركوفسكي: تأملات في شعور بشري خالص
- لفدريكو فليني: مرة أخرى عن ذكريات فلينيAmarcord
- ستالكر أو الدليل لأندريه تاركوفسكي 1980 :المنطقة أو لحظة زوا ...
- زوربا اليوناني 1964:اليكسس زوربا:الرجل المحاصر بين متطلبات ا ...
- Passion of ann 1969 لأنغمار بيرغمان: سرد واضح لشخصيات ضعيفة ...
- ساعة الذئب 1968:بداية الحقبة النفسية لبيرغمان
- سولاريس لستيفن سوديربيرغ: رؤية جديدة لرواية ستا نسلو ليم:سول ...
- الإغواء الأخير للسيد المسيح 1988:أكبر ثورة فكرية في تاريخ ال ...
- دراسة حول فيلم Persona(قناع الشخصية):رموز أدبية وتحليلات نفس ...
- فيلم المرآة1975:محاولة لفك رموز تاركوفسكي المعقدة-تجلي العنص ...
- الثور الهائج 1980: عن حياة ملاكم نيويوركي أصيل
- سائق التاكسي 1976 لمارتن سكورسويزي: فيلم عن اللحظة بامتياز-س ...
- أندريه رابلوف 1969:الفن والجمال،والفكرة والمضمون،وكل شيء عن ...
- للمخرج الألماني Tin Drum 1979:Volker Schondorffالحالة الغريب ...


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - TANGO 1998::امتزاج بين الواقعي والاستعراضي في سرد سلس ومتناسق