جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 21:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الوحدانية و الشرك قبل الاسلام و بعده
(بعيد الدرب شي يوصلج حولي عدنا الليلة)
ليس الله اسما و انما عنوان او صفة او تعريف من الاداة (الـ) و كلمة (اله) السامية العامة التي توجد في جميع لغاتها كالاكدية و العبرية و الكنعاية و صيغتها العربية قريبة جدا بصورة خاصة من العبرية Elohim و Eloah و تشير الى (رب واحد) كما تقول الشهادة الاسلامية (اشهد ان لا اله الا الله) على الاقل و يعتبر مبدأ اساسي في الاسلام و يركز القرآن و في آيات كثيرة و بشكل متطرف على وحدانية الله و كانما جاء بشيء جديد و يرجع اليه حقوق الطبع و براءة الاختراع و لم تتعرف العرب على فكرة الاله الواحد قبل الاسلام.
و لكن الذي ينتبه الى كلمة الشهادة يكتشف بسهولة بانها اي الشهادة نفسها تكشف بان فكرة وحدانية الله كانت معروفة قبل الاسلام عند العرب اما وجود الالهات الغرانيق كاللات والعزى والمناة و غيرها من الاصنام فكانت تنبع من الاعتقاد ان الله وكما يؤكد القرآن مرارا و تكرارا بنفسه بعيد لايمكن الوصول اليه دون توسط فهو العلي القدير جل جلاله له 99 اسم (اسماء الله الحسنى) الخ.
اذن لم يكن سبب اهتمام العرب قبل الاسلام ببنات الله و الملائكة و الجن هو الشرك كما يطبل القرآن في آياته بل لانها كانت تعتبراقرب من الله الى البشر. فهي لم تكن للشرك بقدر دورها كمتوسط بين الله و البشر و من الجدير بالذكر ان القرآن نفسه يؤمن بوجود الجن تماما مثل بقية العرب قبل الاسلام. اليس الانسان اذن بحاجة الى متوسط اذا كان الله بعيدا جدا لايمكن الوصول اليه و كما تقول المغنية العربية العراقية القديمة لميعة توفيق (بعيد الدرب شي يوصلج حولي عدنا الليلة)؟ (الطريق بعيد عليك لا تستطعين الوصول امكثي في بيتنا هذه الليلة) و لها كل الحق.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟