|
محاولة فهم الساحة المصرية المريضة
عماد عبد الملك بولس
الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 17:55
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
(مصر هي الحل)
من اللاعبون علي الساحة المصرية الآن؟ و كم لعبة تدور؟ و ما الظاهر من اللعبات و ما المختفي؟ و ما الأهداف لكل فريق؟
الجيش: الذي تلقف كرة السلطة النارية و يحاول ألا يحترق؟ و يحاول أن يوازن بين مصلحته و وطنيته و الاحتفاظ بقوته التي هي من الشعب (الذي ضعفت قوته) و هدفه الحفاظ علي الوطن، من وجهة نظره، فلا يدخل في صراعات مع قوي يري أنها وطنية، و المختفي من اللعبة كثير لأنها من اليوم الأول لعبة تحاول فيها أطراف عديدة الحصول علي ما كان لمصر أو سلب ما هو لمصر، و الجيش و المخابرات لا يستطيعون الكلام و الإعلان، و المحاولون يحاولون بوسائل شتي التغرير و الإخافة و بلبلة الشعب الذي يحاول و لا يستطيع أن يفهم، و في نفس الوقت تحاول هذه القوي شراء مصريين كثيرين للعب لحسابها!!!
جماعة الأخوان: لها مشروعها الذي لن تحيد عنه، ووطنية المشروع أو أولوية الوطن في مشروعهم ليست محل سؤال، فالوطن ليست له الأولوية بل المشروع الديني، و بالتالي كل المبادئ و المفاهيم مترتبة علي ترتيب الأولويات هذا، و الأخوان جاءوا من العمل السري، فبالتالي معظم أعمالهم غير ظاهرة، فالذي يظهر فقط قمة جبل الجليد، هكذا تعودوا، و الثقة في جبل الجليد مغامرة مميتة.
المثقفون: الحقيقيون منهم يحاولون الإفاقة من تداعيات المفاجأة التي توقعوها و لكن لم يتوقعوا تداعياتها و لا حجمها، و تتابع المفاجآت يباغتهم، فتري تحليلاتهم لاهثة مبتورة و بعضها ساذج و الآخر متأخر، و معظمهم اتبع العاطفة أو آثر الصمت.
الثوريون الرومنسيون: يحلمون بـ"يوتوبيا" بدون عدة إلا حياتهم و بدون خطة إلا الغضب، و يعيشون في زمن مختلف و يتقمصون أبطال شبابهم و طفولتهم.
الليبراليون: هم ليبراليون حتي مع الليبرالية، أي أنهم يرفضون الاتفاق كل علي ليبرالية الآخر (!) و هدفهم الحرية من ذواتهم التي لا يفهمونها، و يخفون ديكتاتورا صغيرا يحبونه داخلهم.
السماسرة: لهم أقوي حضور و أعلي صوت، و أحر بكاء و أشد ولولة، و أمر نحيب، و هم دائما يعرضون بضاعة غير بضاعتهم و يهاجمون منتجا ليس لهم، و قد اعتلوا مقاعد الزعماء و المنظرين و الحكماء الوطنيين، و ملأوا وسائل الإعلام المسمومة ببضاعة قاتلة، هؤلاء هم جنود أعداء الوطن، بشكل مباشر و غير مباشر.
أصحاب المال: أدركوا – بحاسة الشم التجارية – احتياج الناس للاستهلاك، و وجود منتجين للوهم، فشارك معظمهم في هذه التجارة الرائجة، و هذا هو المنهج التعليمي للـ"حزب الوطني" الذي سيَس الأعمال و قصرها علي المرضي عنهم، و لذلك، يحاول رجال الأعمال استرضاء السادة الجدد لضمان أعمالهم.
الساسة التقليديون: كمن نزعت عنهم ثيابهم في ليلة باردة، يحاولون الاستدفاء إما بترقيع مبادئهم، أو بتملق الثوريين و ادعاء المعرفة و الفهم لما يريد الشعب، و التستر بنظريات و مواقف لتأييد ما لايفهمون!!! يخفون كل شيء حتي عن أنفسهم، و هدفهم الاستمرار في الملعب.
الساسة الجدد: أصواتهم عالية و منطقهم خافت، يبشرون بالحرية الـ “Take Away” و هيهات أن يتكلموا عن الأثمان و المنطق البسيط الواضح، و يستخمون التعبيرات الملتهبة دائما، و المتفجرة تبعا للحاجة، يخفون رغبتهم في الفهم(!)، و هدفهم إحراز هدف في مرمي لا يرونه.
الإعلاميون: كالملك العاري في الحكاية الشهيرة، دخل أكبر متجر للثياب يجربها كلها و استهوته الأنماط فبات يلعب كل الأدوار، و هو الوحيد الذي لا يدرك أنه عارِ، مع خداع كل المستفيدين من هذا العرض العاري، هدفهم استمرار العرض، و لا يخفون إلا شخصياتهم.
الوطنيون: في أكبر مناحة وطنية ساكتة، لا يستطيعون الفكاك من بكائهم الصامت، و لا يجدون وطنا في أي حديث، أو هم يجدون كل يوم وطنا جديدا لا يعرفونه، فأسرتهم الغربة و باتوا لا يفعلون شيئا إلا إلا شكوي الحنين، و ذلك بعد أن أخرسهم كل من سألوه عن الوطن، و هم الآن بلا هدف...
الطبقة العاملة: الخاسر الحقيقي في كل هزيمة، و من سيدفع أغلب تكاليف المحاولة و الخطأ التي بدأت و استمرت و لا تبدو لها نهاية، يحاولون الوصول إلي الهدف اليومي: لقمة عيش كريمة، و يخفون غضبا مرعبا أوشك علي الانفجار!!!
الطبقة الوسطي: بعد تفتتها المادي، تتفتت فكريا و أيديولوجيا، و هذا هو التهديد الحقيقي لاستقرار الوطن، تتحطم أهدافهم، و يحاولون بناء غيرها، و لا يخفون إلا القلق.
الطبقة الفقيرة: تحت أقدام كل من تقدم ذكرهم، و هم بلا هدف إلا استمرار الحياة
الكل الآن يتعلم بالتجربة و الخطأ، مع عدم إدراكنا أننا كمن في قطار به 90 مليون مصري، و لا يهتم أحد إن كان يقف في محطات أو إن كان يمشي علي قضبان.
و الحل من وجهة نظري بسيط: إعلاء مصر كهدف أول و سرعة رعاية مصلحة المساكين و الضعفاء أولا الذين تطحنهم الأزمة، ثم الاتفاق علي السعي إلي التفاق مع احترام الاختلاف.
نحن نستطيع الشفاء بمصر، و إذا نظرنا و اهتممنا بمصر وحدها، حتي لا نستمر في العيش فقراء في بلد غني ننهب أنفسنا فيه بأيدينا لصالح أي أحد آخر.
#عماد_عبد_الملك_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمي و سكين الدبيح
-
محاولة لقراءة المستقبل القريب
-
لا وقت للدموع
-
خريطة طريق لشفيق
-
من فاز في الجولة الأولي للانتخابات المصرية؟
-
البحث عن الثورة المصرية (2) كيف ننجح؟
-
البحث عن الثورة المصرية - (1) البداية: لم ينجح أحد إلا أعداء
...
-
الدستور الذي نريد
-
مطلوب خطة عاجلة و جهود متضافرة لإنقاذ مصر
المزيد.....
-
مصر.. رئيس غرفة الدواء لـ CNN: الشركات حصلت على جزء من مستحق
...
-
ناشطة أوكرانية: الوضع في الجبهة أسوأ من أي وقت مضى
-
حادثة هزت الشارع الموريتاني في سابقة غير مألوفة أغتصاب جماعي
...
-
سكان الضاحية الجنوبية في بيروت يعيدون بناء منازلهم بعد الهجم
...
-
سكان كيبوتس -عين هاشولشا- يعيدون بناء المنازل التي تم تدمير
...
-
شولتس يرفض التكهنات بشأن وجود قوات ألمانية في أوكرانيا
-
من حرّض ترمب للتهديد بـ-جحيم- في الشرق الأوسط؟.. إعلام عبري
...
-
بيتر نافارو يعود للبيت الأبيض
-
المرشح الرئاسي الأوفر حظا في رومانيا يتعهد بوقف المساعدات ال
...
-
فوائد مدهشة لشرب القهوة يوميا!
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|