عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 16:54
المحور:
الادب والفن
قلت في نفسي قبل يوم من ذاك اللقاء الغريب في مدينتي التي أسكن..أنني لا أريد الجلوس معه على طاولة واحدة..لم يكن هذا شعوري أنا وحدي..الأصدقاء كلهم ..أبتعدوا عنه..وكما توقعت فهو لا يمكن أن يترك فرصة حضور الراقصة في المطعم..دون أن يكون هناك..وها هو أمامي..
أداعب تلفوني الجوّال لأشغل نفسي حتى لا تقع عيني عليه..لم يتغيّر كثيرا..أضاف بعض الوزن الى جسمه..وبدى كما لو أنه أقصر مما عرفته ..نظراته البلهاء تبقى نفسها..لا أتصوّره الاّ وقد عرفني..هو نفسه الذي طرق باب بيتي قبل 20 عاما محذّرا أياي في حالة رفضي الخروج في مظاهرة مؤيدة للحكومة السابقة..مظاهرة في بلد غريب قد وصلته قبل شهر واحد للدراسة..واليوم يريدني هذا المعتوه أن أصول وأجول في الشوارع متظاهرا..
رنّ هاتفي..أردت أن أجيبه رأيته قادما نحوي..هممت بالخروج ..لكنه بادرني بخجل..لم أعهده فيه..هل لا زلت في هذه البلاد..؟ رددت عليه بسرعة..وأنت كذلك..بقيت حيث أنت..لم تعد لأرض الوطن..ضحك بعدم أكتراث..وراح يعّب الكأس بعد الآخر..ويراقص الفتاة اللعوب التي أنطلقت على صوت موسيقى شرقيّة صاخبة، تسابق الزبائن الملتفيّن حولها هزّا للخصر..في حين كانت خطواتي تسابقني لأكون خارج حلبة الشياطين هذه..
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟