أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الشخصية المصرية ونتيجة الانتخابات















المزيد.....

الشخصية المصرية ونتيجة الانتخابات


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



سمع شعبنا خبرتخلى مبارك عن الحكم، فانطلق فى شوارع مصريرقص رقصة فرح، تعبيرًا وتأييدًا لمطلب شباب الثورة الذين لخصوه فى شعار(دولة مدنية.. لا دينية ولاعسكرية) وتمرالشهورفإذا بنتيجة الانتخابات مع اختياريْن كليهما ضد شعارالثورة. فهل آلة الإعلام وآلة الدعاية وحجم الإنفاق سبب هذا الانقلاب فى الشخصية المصرية؟
الثقافة السائدة (وعلى رأسها الإعلام) لعبتْ دورًا فى تزييف المصطلحات، فأوحتْ للجمهور (وهى تعلم نسبة الأمية الأبجدية والثقافية) أنّ الديمقراطية تعنى صندوق الانتخابات، فى حين أنه المحطة الأخيرة فى آلية الديمقراطية، التى تعنى (من خلال مناخ إعلامى وثقافى حر) أننا إزاء شعب امتلك القدرة على حق الاختيار، دون توجيه أووصاية. ولاينخدع بأحلام طوباوية أوشعارات دينية. وأصبح يمتلك تراكمًا تاريخيًا وثقافيًا ، يُسلحه بسلاح المعرفة، فيُتوّج بتاج العقل العارف الناقد ، لذلك تعمّد الإعلام إخفاء الوقائع الثابتة، مثل نجاح الحزب النازى فى انتخابات ديمقراطية (نزيهة) بنسبة 100% من الناحية الشكلية، فى حين أنّ تزييف الوعى (من خلال آلة الإعلام) هو التمهيد المدروس بعناية وبرعاية علماء النفس(مادة قهرالشعوب) للوصول إلى محطة صندوق الانتخاب.
حصد ممثل الدولة الدينية وممثل العسكرعلى أعلى الأصوات، أليستْ هذه النتيجة هى العودة إلى ماقبل 25يناير؟ ألم تكن السلطة موزعة بين عسكرمبارك والأصولية الإسلامية (أكثرمن مليون جامع وزاوية للصلاة + الجمعيات (الخيرية) المُتمسحة فى الدين) + السيطرة على النقابات + صحفهم ومجلاتهم وفضائياتهم) ورغم كل ذلك ردّد الإعلام (حكومى وخاص) تعلميات نظام مبارك : لاتقولوا جماعة الإخوان المسلمين، بل قولوا الجماعة المحظورة. وأصبح مصطلح (الجماعة المحظورة) هوالنشيد القومى للإعلام الذى كان يعرف الحقيقة ولكنه أسلم عقله وضميره للدكتاتور، ولأصحاب الإعلانات، لذا لم تكن مفاجأة أنّ أجورمقدمى البرامج (الشعبوية) بالملايين مقابل غزوعقول شعبنا والاستمرارفى بث سموم الغيبوبة. فهل اختلف الإعلام بعد تشييع الشهداء وإهمال المصابين؟ الأديب ج.غ يكتب بصيغة أفضل تفضيل العربية عن عبدالمنعم أبوالفتوح فيعتبره(الأفضل والأوضح والأشد منطقية) وأنّ كلماته واضحة ناصعة: (داعية للمجتمع المدنى وللحرية. وتـُعبرعن إتجاه جديد يُزاوج بين الموقف ذى الرؤية الليبرالية والإتجاه ذى الرؤية الإسلامية) (الأخبار22/5/2012) فلماذا يُروّج هذا الأديب لهذه المغالطة؟ أى الجمع بين مُتناقضيْن لايلتقيان : الرؤية الليبرالية والرؤية الإسلامية؟ ولماذا تجاهل تاريخ أبوالفتوح الذى تعتبره الدراسات المُتخصصة (ينتمى لجناح الصقورالمُتشدد الطامح للسلطة منذ أنْ كان عضوًا مؤسسًا بالجماعة الإسلامية) ولماذا هذه الدعاية لمُرشح قال (إذا نجح أحمد شفيق أوعمروموسى سيعود للميدان.. وبذلك أظهرالوجه الدكتاتورى المُتسلط ، مُداعبًا عواطف جهلاء الديمقراطية. فهوشخص يُريد تفصيل الديمقراطية على مقاسه) (أيمن الشندويلى- الأخبار22/5) ولماذا تجاهل أدعياء الليبرالية أنّ غلاة الأصوليين الذين أطلقوا على أنفسهم (سلفيين) دعّموا أبوالفتوح؟ أليس أدعياء الليبرالية كارثة حطتْ على شعبنا ، فساهموا فى تشويه شخصيته؟ ومن مُفارقات الشخصية المصرية، ماحدث مع أبوالعزالحريرى ، إذْ حصل على 40ألف صوت (رغم تاريخه النضالى لمدة 45سنة) بينما الشاب خالد على حصل على 134ألف صوت. فما تحليل هذه النتيجة؟ هل خالد على (من اليسار) أكثرشعبية وأكثرمصداقية من أبوالعزالحريرى (من اليسارأيضًا) كما أنّ مجموع أصواتهما 174 ألف صوت، فماسرهذه النسبة المُتدنية قياسًا على النسبة التى حصل عليها مُمثلا الأصولية الدينية والعسكر؟ ماهوسرعزلة اليسارالذى دافع عن العمال والفلاحين، هل هى عدم المصداقية؟ هل هى العجزعن الالتحام بالجماهير؟ هل هوفقر التمويل قياسًا على من يملكون المال، سواء من شركاتهم عابرة القارات أومن دول الخليج؟ أليستْ هذه الأسئلة تأخذنا إلى السؤال الأكبر: ماسرضعف القوى الوطنية؟ يذهب ظنى أنّ الشخصية المصرية تـُعانى من مرضيْن خطيريْن: الأول فشل العمل العام. الثانى الشخصنة وتضخم الذات، حدث ذلك فى انتخابات البرلمان والرئاسة. ولننظرإلى النتيجة البائسة التى حصل عليها هشام البسطويسى (29ألف صوت) فإذا علمنا أنه مرشح حزب التجمع (اليسارى) تضخم السؤال: هل هوحزب كرتونى بالفعل وواجهة فرضها نظام دكتاتورى؟ لماذا افتقد الشعبية منذ تأسيسه فى عصرالسادات ومباركة مبارك. وكيف غابتْ هذه الحقائق عن المستشاربسطاويسى الذى رضى لنفسه الانضمام لحزب يُعانى سكرات الموت؟ ولماذا انتهى نضال الشيوعيين منذ عشرينات القرن العشرين، بأنْ ارتمى العمال تحت أقدام الإسلاميين؟ أليس السبب أنّ اليسار المصرى تجاهل الخصوصية الثقافية لشعبنا؟ وليت الأمرتوقف عند التجاهل، إنما الأخطرهوعدم الدفاع عن هذه الخصوصية. وبالتالى وقف اليسارمع الأصولية الدينية فى معاداة ثقافتنا القومية (من منظوريْن مُختلفيْن، فهى عند الأصوليين حرام وعند اليسارخرافة) ولم ينتبه اليسارإلى أنّ مقاومة الخرافة لاتكون بإدانتها وإنما من خلال محوريْن: دراسة الظاهرة وأسبابها التاريخية، بجانب انتشارثقافة التفكيرالعلمى المؤسس على فلسفة المادية الجدلية.
ومثلما يرفض الأصوليون الديمقراطية عندما تتعارض مع مصالحهم ، كما كتب خيرت الشاطرعلى تويتر((جاهزون للكفاح المسلح إذا مافازالفلول بالرئاسة)) ومثلما تم حرق مقرأحمد شفيق، فإنّ اليسارى خالد على نزل الميدان أيضًا فى مظاهرة شعبوية للاعتراض على النتيجة. لذا أرى أنّ الإعلام يرتكب الخطأ القاتل فى حق شعبنا ، حينما يتجاهل التحليل الموضوعى للمشهد بكل جوانبه. فنرى فى الفضائيات النظرة الأحادية. فقبل الانتخابات لم يهتم الإعلام بتيارالمقاطعة. وتم تجاهل المنشورالصادرعن خيرت الشاطرالمُتضمن أنّ د. حسن البرنس هوالمسئول عن تنفيذ خطط إبطال أصوات الإعادة (بين شفيق ومرسى) وهذا المنشورتم توزيعه على كل مُشرفى اللجان على مستوى مصركلها (صحيفة وطنى 27/5) ورغم ذلك أدلى(مثقفون) وإعلاميون بأنهم سيمنحون أصواتهم لمرشح الإخوان، فلماذا ينحازالأديب (ب. ط) لهذا الاختيارالمُعادى للعصرنة ولحق المواطنة ويزعم أنه ((لامُبررللمخاوف المُتزايدة من تولى الإخوان المسلمين للحكم)) (القاهرة 29/5ص1) كيف لايخاف العقل الحرمن الإسلاميين الحاصلين على صكوك الإعتراف بهم من الإدراة الأمريكية ومن الدول الرأسمالية الكبرى مثل فرنسا وبريطانيا ، كما ذكرت صحيفة الفايننشيال تايمزالتى نشرت تقريرًا موسعا عن استعداد هذه الدول لمساعدة الإخوان المسلمين حال وصولهم إلى الحكم؟ كما أنّ سفيرة أمريكا فى مصرأعلنتْ صراحة أنّ أمريكا مع أى رئيس يحكم مصرحتى ولوكان إسلاميًا. أليس محمد مرسى مرشح الإخوان هوالذى حصل على شهادة من فتحى سرورلأنه لم يتكلم طوال خمس سنوات وبالتالى فهوالنائب المثالى؟ ولماذا لم يتوقف أدعياء الليبرالية والثورية (سبق أنْ أطلقتُ عليهم تعبيرثوار بأثررجعى) المؤيدين لمرشح الإخوان أمام تصريح المهندس حسب الله الكفراوى الذى ذكرأنّ خيرت الشاطرتفاوض مع دولة قطرلتأجيرقناة السويس؟ أليس محمد مرسى أحد أتباع خيرت الشاطرنائب (مرشد) الإخوان؟ ولماذا لم يتوقفوا أمام دعم دول الخليج لأى مرشح (إسلامى) ومن ذلك ماذكرته صحيفة الخبرالجزائرية أنّ (إخوان السعودية تبرعوا بمرتباتهم الشهرية لدعم مرسى)؟ ولماذا لم يتوقفوا أمام الطلبات الصريحة والعلنية بإلغاء تعليم اللغات الأوروبية كلها وتخفيض سن الزواج إلى 14سنة. وتخفيض سن الحضانة لصالح الأب (الذكر) أى حرمان الأمهات من أطفالهن، ومضاجعة الزوجة بعد وفاتها وأسلمة كل بنوك مصر، رغم أنّ البنوك الإسلامية الأربعة القائمة كلها خاسرة، والكارثة أنّ أحد هذه البنوك مُدعم من البنك المركزى المصرى بأربعة مليارات جنيه بدون فوائد، ولم يُقدّم حتى الآن ميزانية واحدة منذ خمس سنوات (ماجد عطية– جريدة وطنى 27/5) وإذا كان دعاة دعم المرشح الإسلامى يستندون إلى أنّ شفيق يداه ملوثتان بدماء الشهداء ، فلماذا لايُطبقون معيار(الدم) على كافة فصائل الإسلاميين الذين شاركوا فى قتل المتظاهرين بالصمت والانسحاب من مواقع المذابح.
ومن عيوب الشخصية المصرية الاستكانة للميديا حتى ولوكانت ضد مصر، ولعلّ وصول المرشح الناصرى إلى الترتيب الثالث (4مليون، 820ألف صوت) أنْ يُساعد على تفسيرهذه الظاهرة من خلال الأسئلة التالية: أليست الناصرية العروبية هى التى تسبّبتْ فى كوارث قتل مصريين ويمنيين فى اليمن؟ ومكنتْ إسرائيل من إحتلال أجزاء من مصرمرتين (56، 67) وشطبْ اسم مصرلتكون (ج.ع.م) أو(ج.م.ع) وتبديد موارد مصرعلى أكثرمن دولة عربية كما ذكرضابط المخابرات المصرى فتحى الديب فى كتابه (عبدالناصروتحريرالمشرق العربى) الصادرعن مركزالأهرام عام 2000- أكثرمن صفحة؟ فهل المرشح الناصرى الذى أعجبتنى صراحته عندما كرّرالقول (عبدالناصرمثلى الأعلى) سيلتزم بما قاله برنامجه الإنتخابى أم بخطى (مثله الأعلى)؟ الكارثة أنّ أغلب المُصوّتين لصالح المرشح الناصرى من الماركسيين والأدباء والفنانين والناشطين إلخ أى من يُطلق الإعلام عليهم تعبير(النخبة) أى أنّ هؤلاء النخبة ضد ثوارينايرالذين رفعوا شعار(إرفع راسك فوق إنت مصرى) وبلغة المنطق نفى الشعار(أنت عربى أوأنت مسلم) وهكذا عدنا إلى ماقبل25ينايرليقع شعبنا بين كابوسىْ الحكم الدينى وحكم العسكر. ألايستحق 27مليون مصرى امتنعوا عن التصويت وتجاهلهم الإعلام نظرة احترام وتقديرلرأيهم الصائب الذى عجزعنه المُتعلمون الكبار؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذورالتاريخية للشريعة الإسلامية
- قراءة فى دساتير بعض الدول
- الغزوالعصرى لأسلمة شعوب العالم
- الإبداع المصرى فى مجموعة (عيب إحنا فى كنيسة)
- الحب والتعددية فى مواجهة الكره والأحادية
- مِن القومية الإسلامية إلى القومية المصرية : لماذا ؟
- ثورة يناير والإبداع الروائى
- الأعياد المصرية : الماضى وآفاق المستقبل
- الطبقة العاملة واليسار المصرى
- مجابهة الأصولية الإسلامية
- التقويم المصرى
- الحضارة المصرية : صراع الأسطورة والتاريخ
- السوداء والمشمية - قصة للأطفال
- الشخصية اليهودية والروح العدوانية
- ثروت عكاشة : دراما العلاقة بين الثقافة والسياسة
- الجذور التاريخية لمأساة الشعب الفلسطينى
- درس من خبرة الحركة الوطنية
- صياغة التعصب الدينى بالإبداع
- دستور وطنى دائم أم شخص الرئيس
- شواطىء العدل والحرية عند رمسيس لبيب


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الشخصية المصرية ونتيجة الانتخابات