أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - نموذج العراقي الجديد من العهد التليد














المزيد.....


نموذج العراقي الجديد من العهد التليد


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 09:36
المحور: كتابات ساخرة
    


العراقي بشكل عام، لايسأل، انه ببساطة مضرب عن السؤال عن اي شيء وفي كل شيء.
اروع سنوات عمره هي سنوات مابين الولادة والسادسة لانه ما أن يبلغ سن الفطام ويدخل المدرسة الابتدائية حتى يصبح اخرس عن السؤال رغم ان المدرس يصرخ في نهاية شرح المادة:
هل فهمتم الدرس ياأولاد؟ من لديه سؤال.
ويعم الصمت،الكل صامت لايريم.. فقد تعلموا ان السؤال حرام لأنه يضر بالكبرياء ويجعل الانسان غبيا وساذجا بل وحتى لايصلح لشيء ابدا.
في الابتدائية او في المتوسطة او الثانوية وحتى الجامعة يكون شعاره (الاضراب عن طرح الاسئلة خير من الثرثرة).
عند الكثيرين طرح السؤال يعني كشف عورة الغباء ولهذا يظل العراقي مضربا عن السؤال حتى يضع قدمه اليمنى في قبره.
من النادر ان تجد طفلا عراقيا يتكلم بطلاقة او لايستحي من المقابل حين يتحدث دون ان يفرك اصابع يده اليمنى بيده اليسرى.
انه يعرف جيدا انه حين يسأل فالتهم الجاهزة ستلاحقه حتى في فراش النوم، فهو اما غبي او فضولي او يريد ان يستعرض عضلاته امام الاخرين، وفي كل هذه الاحوال لايصلح لشيء لأنه يسأل.
وياويل احدهم حين يجد امامه عراقيا قرأ 5 كتب تاريخية فقط وحفظ بعض فصولها،اذ عليه ان يصغي الى عملية التغيير في التاريخ الطبيعي والكيمياوي والجغرافي والديني بل عليه ان يشنف اذنيه بكيفية صناعة التاريخ والدخول اليه من ابوابه المفلوجة.. كيف لا وهذا المؤرخ يفهم في كيفية طبخ الخيار وصناعة الجاجيك وثرم البطاطا وقلي الرز وكيفية تحليل ممارسات الطبقة الرثة وسلوكيات البروليتاريا القميئة وحكم التاريخ على رجال البرطمان منذ عهد حصرم باشا وحتى الان.
لم تكن هذه النماذج تجد لها في السنوات الماضية منفذا الا في الحيز الضيق حين يستنجد بها رجل أمي او امرأة تريد ولدا لأنها عاقر.
اما الان ، وياويلتاه من الان، فقد اصبحت الثقافة مثل غرفة قياس الملابس في محلات الازياء يدخلها من يشاء ويرمي مايريد على الارض كيفما يشاء.
كنّا ونحن اطفال ننتظر قدوم السيرك بفارغ الصبر الى مدينتنا، صحيح انه يزورنا كل سنة مرة ولكن ذلك كان يكفينا لنحلم به طوال السنة انتظارا لقدومه مرة اخرى.
اما الان فقد تغيرت الاوضاع واصبح مهرجي السيرك كثيرون ولا وجود لخيمة السيرك الاصلي بل ولا وجود حتى للمشاهدين.
لا استثني اي قناة فضائية من تهمة (التهريج) ولا الوي عنق الحقائق حين اقول انها اصبح السيرك بمهرج واحد يتلوه واحد في اليوم التالي وواحد آخر في اليوم الثالث ثم يعود الاول الى عزف اسطوانته الاولى ثم الثاني والثالث وهكذا.
لم يعد للسيرك القديم ذاك الطعم المشبع بروح الصدق والنبل في الأداء بل اصبح سيرك الكذابين واللصوص والحرامية في وضح النهار.
والذي يريد ان يصاب بالسكري او يتمنى ان يرتفع ضغطه فوق ال(200) فليعرج على اليوتيوب ويكتب كلمة (عراق) فقط.
سيجد اطنانا من الكذب تصفع وجه المواطن كل يوم بل كل ساعة حاسبين ان هذا المواطن قردا يسحبوه من مؤخرته الى حيث يريدون.
تصوروا ان قردا يتحدث بالسياسة ثم ينتقل فجأة الى مناقشة منال العالم في برنامجها طبخة اليوم ثم وبقدرة قادر يقرأ بعضا من الآيات القرانية بعد البسملة طبعا وفي نهاية التهريج يسرق دور انوسترداموس في التنبؤ بعلم الغيب( احد المهرجين قال امس ان القرأن تنبأ بحدوث الحرب العالمية الثالثة في السنة المقبلة).
لتذهب ياهذا انت وربك الى بئس المصير.. فانت رجل سادي تريد ان تجري الدماء في حروب مجنونة يساعدك فيها ربك الذي لايهدأ حتى يغرف من دماء البشر.
عن أي قرأن تتحدث يامهرج وعن أي رب تتقول عليه.. الايكفي الدمار الذي عاشه العراقي منذ مئات السنين حتى تأتي انت بتلاواتك غير الشريفة لتعلن ان مزيدا من الدماء ستنزف في السنة المقبلة.
الا خسأت وخسأ كل من علمك كيف تقرأ بعد ان تخرجت اول امس من دورة محو الامية.
فاصل زبالة: لو عاد صاحب محلات شربت زبالة (بفرعيه في الميدان وشارع ابو نؤاس) الى الحياة لرماكم في زبالة امانة العاصمة المحيطة بتمثال الرصافي هذه الايام وحتى هذا كثير عليكم.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاحياء لمن وافق ولا حياء لمن ذهب الى جنوب افريقيا
- جمعية الرفق بالانسان قبل الحيوان احيانا
- كلكم زنادقة مادمتم بعيدين عن سنة النبي
- مابين حفصة بنت الاجدع والحمار والكلب الاسود
- ولچ جولي بعذابي انتي وصولي ...أجز شارب ولا اصيرن وصولي
- يا صلاح يا ابن عبد الرزاق..لا اصلح الله لك شيئا
- مام جلال ابوس ايدك لا تقدم استقالتك
- ايهم الطامة الكبرى..فهم كثر
- خلوا نسائنا مدمنات.. ورجالنا خرنكعيون
- ارجو اهتمامكم
- 5+1= لاحظت برجيلها ولا راح تاخذ سيد علي
- هل عاد ابو طبر الى بغداد أم بغداد راحت له؟
- تحليل ايدلوجي لآخر عروض السيرك في كربلاء
- عباس المستعجل يريد الانتحار والنجيفي مديرطابو
- حسنة تسأل ،يحبني.. لايحبني ..يحبني ,. لايحبني
- عن الحناء والغباء المعتق مرة اخرى
- محطات تستحق التأمل وزيادة ضغط الدم
- بشرفكم اكو اكثر من هجي عربنجية يحكمون البلد؟
- حوار الطرشان بين العاقل والاتان
- الحمل الوديع في الصيف والربيع اسمه صلاح عبد الرزاق


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - نموذج العراقي الجديد من العهد التليد