سوريا ثورة ... و حرب أهلية ....

رائد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من إحدى القواعـد المعروفـة في تجـاوز السلبيـات التي تنعكـس على شعـور الإنسـان و تصرفـاتـه هي الابتعـاد عن التفكيـر في الأمـور السلبيـة و محاولـة تحويلـها إلى إيجابيـات و الإيمـان بالايجابيـات و العمـل لتحقيقـها و لكن و منذ ظهـور مبـادرة كوفي عنان أحـاول التنقـل بين كل الأفكـار و وجهـات النظر الدوليـة و العربيـة و التصريحـات و المواقف حتى أصبحـت أستمع إلى مصطلح الحرب الأهليـة أكثر من أي مصطلح آخر . أصبـح يتردد الحديث عن الحرب الاهلية أكثر من الحديث عن دماء الشهداء و الجرائم التي ترتكب . هل يا ترى تعتبر هذه اشارات معينة يحاول العالم إيصالها لشعوبهم و للشعب السوري ؟ هل يحاولون القول أن المستقبل هو حرب أهلية فقط !!..
- ما هي الحرب الأهلية : هي الحرب الداخلية في بلد ما التي يكون أطرافها جماعات مختلفة من السكان. كل فرد فيها يرى في عدوه وفي من يريد أن يبقى على الحياد خائنا لا يمكن التعايش معه ولا العمل معه في نفس التقسيم الترابي. ولكن بتعدد وتنوع الأسباب المقدمة لنشوء الحروب الاهلية يبقى الحل الأكثر نجاعة لها على مدى العصور التفاوض السلمي.
سوريـاً : في حال تقسيم و تحليل الوضع القائم هناك طرفـان شعب يرفض الظلم و القهر و نظام يحارب هذا الشعب و له من يؤيده .. نظام يرتكب المجازر و يختار لها أوصافاً معينة تقوم على أساس إلصاق التهم بمن يرفض النظام و تتراوح هذه التهم من التعامل مع جهات خارجية إلى تنظيمات إرهابية و يقصد بها النظام تنظيمات إسلاميـة و بالعودة قليلاً إلى التاريخ نجد في عام 2003 م في مقابلة لبشار الاسد مع إحدى الصحف الأجنبية و هذه الاسئلة التي طرحها حول القاعدة
وجود القاعدة أمر "غير منطقي".
"هل هناك فعلاً كيان يسمى القاعدة ؟"
"هل كان في أفغانستان؟"
"هل القاعدة موجودة الآن؟"
و اليوم هو يربط المنتفضين ضده تارة بالقاعدة و تارة ب ( أمريكا و إسرائيل ) .. كمانجد أن نظام بشار الاسد يدعم تنظيمات اسلامية تقوم على اساس طائفة بعينها ك ( حزب الله ) و ذلك تحت شعار المقاومة و الممانعة .. إذاً النظام يقوم على تناقضات تتوافق مع الوضع الذي يعايشه ..
في سوريا هناك حرب من طرف واحد يملك جيش و شعب يسانده من انشق عن هذا الجيش .. و قارن بين أسلحة كل من الطرفين لتعلم أن هناك حرب من قبل طرف واحد و ارجع إلى بداية إطلاق النار على المتظاهرين لتعلم انه هناك حرب تم الاعلان عنها في 18/3/2011 ضد الشعب .. هل هذا يسمى حرب أهلية أم هي حرب إبادة جماعيـة ؟؟!!
- يكون الهدف من الحرب الأهلية و أسبابهـا : الهدف لدى الأطراف السيطرة على مقاليد الأمور وممارسة السيادة. أما أسباب الحرب، فقد تكون سياسية أو طبقية أو دينية أو عرقية أو إقليمية أو مزيج من هذه العوامل.
سـوريـاً : الهدف من هذه الثورة هو تحرير السلطة و اعادتها للشعب بعد أن بقي فيها حزب البعث منذ 8 آذار 1963 م و كذلك تحرير هذه السلطة من حكم عائلة واحدة منذ انقلاب حافظ الأسد في16تشرين الثاني 1970م إلى تاريخ تولي بشار الاسد بعد تعديل الدستور في 10 تموز 2000م و ذلك بعد نعديل الدستور ليتوافق مع عمره حيث تم تخفيض الشرط المتعلق بالرئيس من عمر 40 عاماً إلى عمر 34 عاماً ..
أما أسباب الثورة فهي تنطلق من الظلم الذي وقع على كل مكونات الشعب و انتفاء الحريات السياسية و المدنية و تسلط الأجهزة الأمنية على كل مناحي الحياة و هي ليست بثورة ضد طائفة دينية بل هي ضد نظام أقل أوصافه هي الديكتاتورية و الاستبداد ..
- كثيرا ما تشكل الحروب الأهلية فرصة لتدخل الدول الكبرى أو المجاورة في مجريات الأمور الداخلية للدولة المعرضة لمثل تلك الحروب. ذلك أن وقوع مثل تلك الحروب يضعف كثيرا من سيادة الدولة ويزيل التماسك الداخلي في وجه التدخل الخارجي، كما أن احتمالات التغير في موازين القوى داخليا قد يؤثر على الدول المجاورة سلبا وإيجابا فترى بعض الدول في انتصار فريق على فريق تهديدا لأمنها، أو للتوازن في تلك المنطقة من العالم أو على صعيد أوسع. وقد تلجأ الحكومة إلى معاملة القريق الثائر كطرف في حرب عادية وذلك بغية الالتزام بقواعد الحرب، كحماية الأسرى وتجنب محاكمتهم كخونة وعدم اللجوء إلى الأخذ بالثأر. إلا أن ذلك يفترض سيطرة الثوار على إقليم جغرافي محدد وقيام سلطة تمارس مهام السيادة على تلك الرقعة، وأن تكون القوات الثائرة خاضعة لنظام عسكري وتطبق القواعد المرعية في القانون الدولي.
سوريـاً : يبقى الوضع الداخلي أكثر صلابة مما يعتقد البعض و يحاول تصويره بأنه على أبواب التفكك فالظلم الذي طال الشعب هو لم يقع على طائفة دينية بعينها أو على فئة دون أخرى بل الظلم أصاب الشعب بكامل أطيافه و الحياة الاقتصادية و الاجتماعية عاشت عصراً من التدهور و ظهور طبقات من أصحاب الأموال على حساب الشعب الذي يعاني غالبيته من الفقر ففي دراسة اشتملت مدة زمنية بين عامي 1996 و 2004 تظهر أن نسبة 30 % من الشعب يعتبرون فقراء و أن أكثر من 2 مليون من السكان يعيشون تحت خط الفقر و ذلك حسب دراسة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة تخطيط الدولة .
إن ما يتفكك هو ليس البناء الاجتماعي و الأهلي و إنما هو النظام و المؤسسات التي يعتمد عليها في حماية سلطته و وجوده و التي تعرف أنها أساس الفساد في كيان الدولة .
و ما يحاوله النظام هو الاعتماد على أكاذيب لا أساس لها من الصحة منذ بداية الثورة و إطلاق نظريات حول العصابات المسلحة التي تتنوع ما بين جماعات تنتمي إلى القاعدة إلى جماعات مؤسسة بلاك - ووتر الامريكية دون أن يعترف و لو لمرة واحدة بأن هناك شعب منتفض ضد ممارساته و وجوده .
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه الآن : لماذا يتجه العالم أجمع إلى التحذير من وقوع حرب أهلية أو تشبيه ما يحصل في سوريا بأقرب إلى الحرب الاهلية متناسين بذلك شعب ينزف بشكل يومي للوصول إلى حريته ؟

#رائد_أبازيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات