|
الإخوان.. وماذا لو أن؟
رفعت السعيد
الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 11:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يتردد هذا السؤال على ألسنة كل المصريين، المتعلقين منهم بالدكتور محمد مرسى والموالين له ثم المتحالفين معه.. وكذلك الرافضون له والداعين إلى عدم التصويت له. وما يستثير هذا التساؤل هو حالة من الاحتقان الشديد التى تعبئ المناخ المصرى بعد الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة.
ولعلنا لن نقدم إجابة شافية أو كافية لسؤال «لو أن؟» لكننا نود فقط أن نلفت النظر إلى بضع مسائل.
إن السبب لما نحن فيه الآن قد بدأ منذ تورط البعض عن حسن نية أو عن عمد فى اختيار أعضاء لجنة التعديلات الدستورية فوضعوا اللجنة بهذا الاختيار فى قبضة جماعة الإخوان وكان النفق المعد سلفاً وبإتقان والذى أفضى بنا إلى ما نحن فيه.
إن التعديلات الدستورية قد أجريت هى والاستفتاء عليها فى مناخ غاية فى الرداءة واستخدمت الشعارات الدينية بصورة غاية فى التطرف «قل نعم تدخل الجنة» ولا تقل «لا» فتكون مع النصارى الكفرة وجرى ذلك رغم الإعلان المشدد والمتشدد بعدم استخدام الشعارات الدينية. وتزداد حدة الريبة إذا كان الصمت على المخالفات الجسيمة لتعليمات اللجنة العليا للانتخابات التشريعية ثم اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فتدفقت تلال من الأموال وارتفعت حدة استخدام الدين فى خدمة المصالح الانتخابية. وتدفقت كراتين البطاطس والزيت والشاى والسكر، ويضاف المال إذا ما تسلم الناخب موبايل بكاميرا ثم حصل على صورة لبطاقة التصويت وعليها عقد بيع الصوت. إنها حالة مخزية لكنها تكررت فى مئات الآلاف من الحالات وسط صمت راكم من ريبة الساعين نحو انتخابات متكافئة. فليس بالإمكان الحديث عن شفافية وانتخابات حرة دون تحقيق التكافؤ. وهل ثمة تكافؤ بين مئات الملايين وعشرات الملاليم.
ومع ذلك يتعين أن نلاحظ شيئاً مهماً جداً فقد حصل الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة على عشرة ملايين صوت وكسور ثم انهارت شعبيتهم خلال أربعة أشهر فقط ليحصل مرشحهم الرئاسى على خمسة ملايين وكسور أى أنهم فقدوا خلال أربعة أشهر فقط من الممارسات المأساوية نصف قوتهم الانتخابية. وهو ما يفسر رعبهم من حكم الدستورية العليا الوشيك بعدم دستورية قانون الانتخاب الذى جرى تفصيله هو أيضاً لحساب الإخوان.
والمرشح الإخوانى حاول التخفى فى ظل بعيد عن جماعته إذ أعلنت الجماعة أن المرشد قد أحل المرشح الإخوانى من البيعة فكيف؟ ألا تقوم البيعة الإخوانية على أساس «من مات وليس فى عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية» فلو كان الأمر صدقاً فكيف يغامر الأخ مرسى أطال الله فى عمره.. بمصيره إذا.. لو أن؟
ويقول الأخ مرسى إنه لن يكون خلال رئاسته تابعاً للمرشد. فهل هذا ممكن وفق أقانيم الجماعة والإجابة لا تأتى بدليل من عندنا بل من عندهم. ونقرأ فى مقال للقيادى الإخوانى الأستاذ صالح عشماوى «فى أول عهدى بعضوية مكتب الإرشاد ثار البحث: هل الشورى فى الإسلام ملزمة أم غير ملزمة؟ وكان رأى الإمام الشهيد أن الشورى ليست ملزمة وللمرشد أن يأخذ برأى المكتب ويجوز له أن يخالفه» «الدعوة- ١٢/٢/١٩٥٢».
لكننا لا نتحدث عن كل من تولى هذا الموقع فبعد وفاة المستشار حسن الهضيبى المرشد الأسبق ظهرت تسمية «المرشد السرى» فيتم اختيار مرشد طيب القلب مثل الأستاذ صالح أبورقيق بينما يكون المرشد الحقيقى هو مسؤول الجهاز السرى للجماعة. ويحكى المرحوم عمر التلمسانى واقعة مؤسفة قائلاً «طلبت من أحد العاملين بمقر التوفيقية» وكان مقراً لمجلة الدعوة لكنه كان المقر غير المعلن لقيادة الجماعة» أن يقوم بعمل شىء بسيط فلما لم يفعله عاتبته فأجاب فى تشدد أنا لا أنفذ إلا ما يأمرنى به الأخ كمال السنانيرى «وكان أحد قادة الجهاز السرى». ويروى المرشد هذه الواقعة فى أسى مترحماً على أيام كان العضو الإخوانى يلقن فيها «كن بين يدى مرشدك كالميت بين يدى مغسله» «راجع للمزيد من التفاصيل. عمر التلمسانى- ذكريات لا مذكرات».
ولأن الجميع يعرفون الآن من هو المرشد الحقيقى ومن هو المرشد طيب القلب فمن منهما سيكون الدكتور مرسى بين يديه كالميت بين يدى مغسله؟
وبالأمس سألنى صحفى ما هى الضمانات والشروط التى ستتمسكون بها مقابل أصواتكم للدكتور محمد مرسى؟ وأجبت لسنا سذجاً إلى حد طلب ضمانات منهم ففى مئات المرات يتعهدون ويقسمون ويعدون وينقضون الوعد ويخلفون العهد ويمارسون ذلك دون تردد بل ودون خجل ولعل آخر عهودهم كانت موافقتهم الحاسمة والجازمة على معايير تشكيل لجنة وضع الدستور وتم ذلك بحضور المشير وأعضاء من المجلس العسكرى ورؤساء الأحزاب، وخرج عصام العريان ليعلن ذلك فى مؤتمر صحفى عقد فى مقر وزارة الدفاع.. وبعدها نقضوا العهد. فكيف نتقدم لهم بطلب ضمانات. بل وكيف يسمح لنا ضميرنا أن نصوت لمن سيقيم «دولة المرشد» ليبقى فى الحكم أمداً بلا حدود كما فعلت حماس فى غزة والبشير فى السودان وآيات الله فى إيران؟ كيف يسمح لنا ضميرنا أن نصدقهم وأن نمنحهم أصواتنا؟
■ ■ ■
أتذكر
أتى الثعلب يوماً فى ثياب الواعظينا
فمشى فى الأرض يهذى ويسب الماكرينا
................................................
أنهم قالوا وخير القول.. قول العارفينا:
مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب دينا.
#رفعت_السعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكايات إخوانية عن التنظيم السرى «٣»
-
حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (٢)
-
حكايات إخوانية عن التنظيم السرى (١)
-
محاورات يونانية قاسية
-
حقوق الأقباط والمرأة.. بين ادعاء التسامح والمساواة
-
على ذكر كتابة الدستور .. دستور منذ الزمن الفرعونى
-
كيف صنعوا دستورهم؟ .. تركيا .. العلمانية (٢)
-
كيف صنعوا دستورهم .. الهند - جنوب أفريقيا؟
-
عن المادة ٢٨
-
رجل هذا الزمان
-
عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ (
...
-
عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ (
...
-
عن نفى الأقباط من ديارهم
-
عن الدستور.. رسالة من شباب ١٨٧٩ (
...
-
أوامر سلفية فى ٢٥ يناير
-
الملك فؤاد.. وأوهام الخلافة
-
عن الخلافة وأوهامها (٣)
-
عن الخلافة وأوهامها (٢)
-
٢٥ يناير.. الشعب.. الحكومة.. الجيش
-
عن الخلافة وأوهامها (١)
المزيد.....
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|