علا جمال
الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 09:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
وحدة الدارين
إن الإنفصال الذى نتصوره بين هذا العالم المنظور، وبين العوالم الخفية الآخرى، إنما مرجعه حواسنا البشرية لأن جميعها تكون في الحقيقة كوناً واحداً تتوقف أجزاؤه كل على الأخرى، وتتصل اتصالاً وثيقاً فيما بينها. فالأحياء على الأرض والذين انتقلوا بالتغيير المترتب على حدوث الموت يربطهما نظام واحد في الحالتين. وعلى ذلك كان الإفتراق عن من نحب افتراقاً جسمياً لا أكثر لأن بين المنظور وغير المنظور إتصالاً دائماً. وقد يصبح حقيقة ثابتة عند من أوتى استعداداً كافياً لمثل هذا الإتصال العلوى. بينما يظل الآخرون جاهلين بسره. أما الأنبياء، وكثير من الأولياء فإتصالهم بهذا العالم والعالم الآخر طبيعى وحقيقى. «ويوجد بين الروحانيين إدراكات روحانية وإكتشافات وجدانية مقدسة عن الوهم والقياس، وإتحاد وتآلف مُنَزَّه عن الزمان والمكان. مثلا مذكور في الإنجيل أن موسى وايليا أتيا عند المسيح في جبل طابور. فمن الواضح أن هذه الألفة لم تكن جسمانية، بل كانت كيفية روحانية عبّر عنها بالملاقاة – ولها حقيقة وآثار عجيبة في العقول والأفكار، ويظهر لها إنجذاب عظيم في القلوب».(8)
ونحن عندما نكون في حالة استعداد للإتصال العلوي كما في حالة الأحلام، حيث تكون الروح ضعيفة التعلق بالبدن، تستطيع إلهامات العالم الآخر أن تصل إلينا وتتصل بسرعة البرق بالإدراك الواعي. وطبيعي أن تعترف التعاليم البهائية بصحة بعض القوى الروحية الخارقة. ولكنها تحذر من أن يكون الباعث على الإتصال بمن صعدوا مجرد التفكه أو الحصول على أشياء لأنفسنا. لأن الحقيقة جوهر مُنَزَّه عن المكان ولايتشكل في صورة من الصور.
والإتصال الحقيقى بمن صعدوا – وهو اللقاء المؤكد المأمون – يمكن دائماً حصوله عن طريق المحبة والصلاة أى بالكيفية الروحانية. وأن من الحكمة ترك القوى النفسية الكامنة تأخذ طريقها الطبيعي في الإنكشاف التدريجي كلما إزداد الروح إلتصاقاً بالمثل العليا، التى هى حياة الطهر وعدم الأنانية.لأنه قد يكون في ظهور هذه القوى قبل إستكمال نضوجها تأثير على مركز الروح في العالم العلوي، حيث تبلغ أمثال هذه القوى تمام الفاعلية.
#علا_جمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟