بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 08:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تونس ـ الأفق الممكن اليوم لمواصلة الحركة الثورية
الأوضاع في تونس وبكل المؤشرات لا يمكن أن تسير إلا في اتجاه مواصلة الثورة حتى تحقيق كل مهماتها. لقد تبخرت وعود أحزاب الثورة المضادة التي جاء بها الانقلاب على الحركة الثورية إلى السلطة.
ما عاد خطاب "خلوا الحكومة تخدم على روحها " الذي أطلقه رشيد عمار منذ اعتصام القصبة و تبناه الباجي قايد السبسي وفرضه بالقمع وورثته عنه ومن بعده الأحزاب الحكومية التي جاءت بها جريمة 23 أكتوبر وعلى رأسها حزب حركة النهضة يقنع الجماهير وهي تقف بنفسها على أن لا شيء تغير أو يمكن أن يتغير عما كان عليه قبل 17 ديسمبر 2010.
ما عادت ديماغوجيا "الشرعية" اليوم تقنع الجماهير وهي تعايين بنفسها أن أزمتها أصبحت أعمق مما كانت عليه قبل 17 ديسمبر 2010 وأن لا شيء تحقق من مطالبها أو يمكن أن يتحقق حسب سياسة وتمشيات سلطة الانقلاب وراعييها من القوى الاستعمارية. ينسى الجميع أن هناك فاعل موضوعي لا يمكن تحييده أو طمسه إنه وضع تواصل الأزمة وتفاقمها واحتدادها.
إن تعمق الأزمة ليس له من حل من وجهة نظر الجماهير إلا مواصلة حركتها الثورية ومثلما تحركت هذه الجماهير وقاومت وصمدت من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 2011 لأنها وعت وعبر خبرتها أن وعود بن علي لم تكن إلا محاولات يائسة لربح الوقت وإنقاذ سلطته الاستبدادية ،فإنها اليوم في نفس الطريق لوعي ذلك في علاقة بسياسة حكومة النهضة ورئاسة المرزوقي وكذبة المجلس التأسيسي.
إننا على أبواب نهوض ثوري جديد وكثيرة هي مؤشراته الملموسة. إن عودة الجماهير ومنذ أسابيع إلى النضال على قاعدة مطالبها الاجتماعية والسياسية ولئن بدا متقطعا وغير متواتر [في منطقة المناجم في الكاف في باجة في جندوبة في القصرين في قفصة في سيدي بوزيد الآن ] إلا أنه في اتجاه أن يتحول إلى حركة احتجاجية شاملة في بضعة اسابيع أو أشهر ولعل الجماهير والتي واجهت قبل 14 جانفي 2011 عزلاء ودون وعي بأهمية التنظم بشكل مستقل ودون روية سياسية واضحة فإنها في هذا الطور من المفروض أن تقودها خبرتها إلى تجاوز كل مكامن ضعفها السابق.
إننا اليوم مدعوون إلى العمل مع الجماهير ومن داخلها من أجل تجذير الحركة ودفعها في الاتجاه الثوري . إن الوضع يتطلب من الحركة الجماهيرية أن تنتظم في هيئات ومجالس ثورية و أن تتبني كل أشكال النضال الثورية التعبوية من الإضراب إلى العصيان الاجتماعي الشامل.
على الحركة أن تتحول من حركة احتجاج إلى حركة عصيان وثورة شاملة من أجل فرض السيادة الشعبية ومن أجل إدارة الثروة والموارد ومن أجل ديمقراطية قاعدية إن ذلك لن يتحقق إلا بالإطاحة بكل مؤسسات الانقلاب : المجلس التأسيسي حكومة النهضة رئاسة المنصف المرزوقي.
هذا هو الأفق الممكن اليوم لمواصلة الحركة الثورية ولتحقيق مهمة اسقاط النظام.
ــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
01 ـ 06 ـ 2012
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟