|
شفيق-مرسي ليست حلقة تحركنا!
كامل احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 00:23
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
شفيق-مرسي ليست حلقة تحركنا! (مشاهدة من قرب) بعد جولتي الأخيرة للمصر، و تحديدا قبل عدة أيام من موعد الأنتخابات الرئاسية، التقيت بمجموعة من ناشطي الثورة المصرية، قادات عمالية، شباب ثوريين و مجموعة من الأحزاب "اليسارية". افرحنی کثيرا اللقاء بکل هذه الوجوه الثورية، وکانت لدينا لقاءات ودية عن الثورة، مسار الثورة، الحرکة العمالية و دور الريادي للطبقة العاملة المصرية في اسقاط نظام مبارك ايضا. لکن رغم کل هذه المواضيع، کانت موضوعة الساعة والموضوع الساخن هو الأنتخابات الرئاسية، ومنه مسألة الثوره المضادة و قواها. رغم تعدد الأراء وتنوعها حول هذه المسالة، بيد ان لکن أغلبية القوی الیسارية في مصر کانت مع المشارکة في عملية ما یسمی بالأنتخابات الرئاسية. لم يكن لدى اغلبية القوی رؤية واضحة حول مسارات الثورة المضادة والعسکر. ان اليسار المصری متوهم بمجموعة من القوی المشارکة في ثورة يناير. لم يتلمس بان توازن القوی ودور الأحزاب والتيارات المشارکة قد تغیرا بعد سقوط مبارك. ان قسماً کبيراً من تلك القوی المشارکة في الثورة کان لديها فقط هدف واحد، وهو اسقاط مبارك. وان العسکر لحد الآن هو من يدير المجتمع ويقف وراء کل الألاعيب السياسية، ومنه الأنتخابات. انهم يريدوا الخلاص من ايادي الثوار و القوة الثورية بأقل خسارة ممکنة لنظامهم الرأسمالي. فطالما ان العسکر يسيطر علی الوضع السياسي ولديه الخبرة في ذر الرماد في عيون المصريين خلال شعارات تافهة ک"الجيش و الشعب يدا واحدا"، تمکنوا من السيطرة علی عقول اغلبية الجماهير و حساب العسکر من قوی الثورة و ليس قوی الثورة المضادة. وان غمامة الوهم هذه قد بدات تنقشع منذ اشهر جراء ممارسة العسكر وانفضاح ماهيته الواقعية. لايختلف الامر كثيراً مع الاخوان المسلمين. اذ ان اول ما حاولوا القيام به هو عقد مساومات مع العسکر لنيل حصتهم من السلطة. و الآن وبعد تصدر مرسي يبغون القيام بلعبة سياسية اخری، من حيث اعطاء الوعود للقبطيين والنساء و تشكيل مجلس او مؤسسة رئاسة وليس رئيس (ودعوة الاخرين لاعطاء صوتهم لمرسي مقابل منصب نائب رئيس مثلا) والحديث عن مدنية الدولة وغير ذلك. کل هذه الأمور تجري وقوی الثورة، وخصوصا اليسار بدل الوقوف بوجه کل هذه المسرحيات والقيام بأدامة الثوره، نرى البعض یهلل لمحمد مرسي لا لشيء الا من اجل اسقاط شفيق!! متناسين من هو مرسي ايضاً. ان هذا لأفدح أخطاء اليسار. في ممارسته لتلك السياسة، لن يحصد اليسار سوی انهزام الثورة. وان التجربة التاريخية في ايران في عام 1979 هي لخير شاهد بان اول ضحايا هذه التوهمات سيکون اليسار نفسه و بعدها قمع کافة القوی الثورية. ان اخوان المسلمين و حزب الحرية و العدالة، و حيث لم تكن لديهم سلطة تذكر، كانوا يتحدثون عن حكومة اسلامية او حكم الشريعة وغير ذلك، فماذا سيکون الوضع لو فازوا برئاسة الجمهورية من جهة وهم اغلبية في البرلمان من جهة اخرى؟ الجواب واضح جدا، وهو قمع العمال و احتجاجاتهم و اضراباتهم و تخوين ما يقومون به من خلال الفتاوي، الحکومة وبرلمانهم. علما ان لايفوتنا ان نذكر ان صلاحيات الرئيس غير معلومة لحد الان، حيث سيقوم المجلس العسكري بتحديدها بعد انتخاب الرئيس، وعلى ضوء نوع الرئيس! وهي ورقته للتدخل بمنصب الرئيس ودوره. علی اليسار و الطبقة العاملة عدم الولوج في هذه اللعبة وعدم مناشدة جماهير مصر للتصويت لمرسي مقابل شفيق، بل مقاطعة كل هذه العملية بانتخاباتها الرئاسية و اسقاط کلاهما عبر ادامة الثورة الجارية. علينا ان نتذکر الأيام الأولی للثورة والقوی العظيـمة للطبقة العاملة المصرية عندما تحركت و بدأت الأضرابات المليونية، اذ لم يبقی امام مبارک الا التنحي. علينا ادامة الثورة وتحديد کافة قوی الثورة المضادة کي لا تقع الثورة في مصيدة الطبقة الرأسمالية بکافة الوانها و اطيافها من الأسلاميين او الموالين للنظام السابق وفلوله وحتی الليبراليين. علينا ان نعلم، باننا، وخصوصا بعد الثورة، نخوض حربا طبقية، وان ليس هناك ثورة دون مصلحة الطبقات. ان البرجوازية و کافة احزابها يعلمون ماذا يريدون ويعلمون ماذا يفعلون لأجهاض الثورة ومطالبها. علينا ان نتحلى ايضا باليقظة، ولن نکون فريسة واداة بيد القوی البرجوازية ومصالحها. علينا ان نبني لجاننا الثورية في کافة المحلات، المعامل والمصانع وحشد قوى الشباب لهذه الحرکة العظيمة. بدون ذلك، وبدون رؤيا واضحة لمسار الثورة وتاسيس حزب ثوري لقيادة تلك الصراعات، لن ننتصر. ان افق الانتصار وفصل الصف عن سيناريوهات الطبقة الحاكمة هو ماتفتقد اليه الحركة الثورية في مصر، وفي مقدمتها القادة والعمال الاشتراكيون. ان حلقة شفيق-مرسي ليست حركة ونطاق تحركنا، ان ميدان تحركنا هو تنظيم قوى الطبقة العاملة والجماهير المحتجة لكنسهما كلاهما من الساحة وارساء بديل اكثر انسانية وتحرراً.
* عضو مجلس مركز الشيوعية البروليتارية في العالم العربي
#كامل_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البطاقه الحمراء هی الحل والبديل لانهاء الاوضاع المأسا
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|