أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - اسعد الامارة - أمن الدولة ازاح أمن المواطن















المزيد.....


أمن الدولة ازاح أمن المواطن


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 22:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ان الانظمة الدكتاتورية والمتسلطة على رقاب الشعب بنت لانفسها اسوارا واعتقدت انها ستحمي بها نفسها فأقامت النظام البيروقراطي ودعمت سلطة الامن والاستخبارات والمخابرات ومنحته سلطات غير محدودة ومارست انتهاكات لحقوق الناس ندر مثيلها في التاريخ المعاصر رغم ان معظم الناس في هذه الشعوب تعرف تماما ان هذه الانظمة التي ادعت الوطنية والبعض منها ادعى القومية والبعض الاخر تطبيق الشريعة الاسلامية هي منصبة من قبل امريكا تحديدا وكلف هؤلاء الضباط المغامرين باستلام السلطة وتنفيذ ما يؤتمرون به فبلغ التشدد الامني ذروته لحماية رأس النظام وأسرته ومؤسساته العسكرية اولا واهملت أمن المواطن الذي اضطهدته الوطنية بأسم الوطن واضطهده النظام بأسم الامن الداخلي والخارجي ومؤسساته الاستخبارية المتعددة.
اظهرت الانتفاضات في الدول العربية والتي سميت بربيع الحرية مؤشرات لا حصر لها من متغيرات في البنى السياسية والاجتماعية والنفسية والادارية والاقتصادية بالدول العربية ومنها متغير ألامن الذي يعد من ابرز واهم المؤشرات لما له من صلة مباشرة بأمن الدولة وأمن المواطن المسلوب.
يعرف الامن على انه منع الاشخاص غير المخولين من الحصول على معلومات تتعلق بالامن الوطني او القومي وهناك انواع مختلفة من الامن مثل أمن المطارات وأمن الموانئ وأمن المؤسسات الحكومية وهي المصالح الحكومية والمصانع فضلا عن الامن المتعلق بالمواطنين مثل الامن الصناعي او الامن الغذائي او الامن الخاص بالمحلات التجارية وبشكل ادق هناك الامن الذي يتعلق بالمجتمع وسمي بالامن الاجتماعي وكذلك الامن النفسي ..الخ من تسميات عرفت في المجتمعات المتقدمة وحققت في تطبيقاتها اعلى درجات الخدمه في الامن والنظام .. ونقلت هذه التجارب الى دول العالم الثالث ولكن بابشع صورها حينما اختزلت كلها الى الامن العام الذي يتعلق بحماية السلطة ومؤسساتها فقط وبمرور الوقت حتى اصبح رجل الامن في الدول العربية تحديدا والعالم الثالث عموما يشكل قوة مضافة لشخصية العاملين في هذا السلك فيقول (د.غسان حسين سالم ود. الحارث عبد الحميد) في كتابهما علم النفس الامني ان طبيعة عمل رجل الامن هي اظهار للقوة وتمتع بالسيطرة ادت الى تعزيز سمات جديدة في شخصيته او حتى خلق صفات وخواص جديدة ايضا نمت في اعماقه الغرور او السلوك الحاد والشعور بالعظمة وخاصة في البلدان التي تعتمد أنظمتها السياسيه في الحكم على سلطة رجال الامن ، فالانظمة العربية قامت على سلطات مطلقة لرجال الامن حتى ان بعض قادتها هم من رجال الامن والمخابرات السابقين او ممن تبوأ بعضهم ادارة مؤسسات امنية واستخبارية فتحولت البلدان العربية بالتدريج على وفق نظرة السيد الرئيس الى مؤسسات أمنية مغلقة وجميع المواطنين في هذا البلد هم قطيع يتبع لهذه المؤسسة الامنية بقيادة السيد الرئيس وحاشيته فضاعت حدود الامن العام (امن الدولة) وحدود أمن المواطن (الامن الاجتماعي ، النفسي ، الغذائي ، امن الافراد وممتلكاتهم مثل المحلات التجارية او عياداتهم الخاصة او مختبراتهم الطبية او صيدلياتهم ..الخ ) المهم أمن السيد الرئيس / أمن الملك ومؤسسات الدولة وكل ما عداه لا يساوي شيئاً اطلاقا ً ، فأهمل المواطن وحقوقه في الدولة حتى اصبح لا يساوي شيئا اذا تعرض للسرقة او النصب او الاحتيال او التعرض للمضايقات الحدودية من دول الجوار لانه لا يساوي شيئا بالنسبة للدوله التي ينتمي لها او يحمل جنسيتها وضاعت الحقوق كما حدث ويحدث للعديد من العاملين في بعض الدول .
ان نعت المواطن الذي يخالف الدولة بالرأي بمختلف النعوت ابسطها الخونة وهي اللغة السائدة اليوم في كلام واحاديث بقايا القادة العرب "خلفاء الرسول وسلالته" حيث يوصف الثوار بالخونة والمطالبين بالتعديلات والتغييرات بالخارجين على القانون ..نفس النبرة والوتيرة من خمسة عقود واكثر في الدول العربية وتناسى هؤلاء الحكام بانظمتهم الدكتاتورية الامنية ان عصا الديمقراطية التي يتوكأ عليها المنتفضون هي اقوى من عصا الامن واستخدامه حتى العصا الكهربائية في التعذيب في سجون رجال السيد الرئيس- سجون الملك او من يشابهه في السلطة .
اختزلت الانظمة العربية بتجربتها السالفة السيئة السمعة والصيت عن الامن وامن الدولة وأمن المواطن كل معنى للانسانية عند الانسان العربي حتى انها سجنت شعوب بأكملها في كهوف مظلمة من اجل بقاء النظام ورأسه ولكن لم تستمر الاحوال فكان رد الفعل المساوي له في القوة والمضاد له في الاتجاه .. فبقدر القهر وسنوات الخوف من الاجهزة الامنية جاء التمرد الرافض للنظام باسره وبكل مؤسساته بغليان فردي وجمعي وشعبي وجماهيري فانقطعت اوصال الخنوع والسكون والخوف والاستكانه لسلطة رجل الامن فعلتْ الاصوات بدون حوار واصبح الكل يتكلم ولا احد يسمع ولا يلتزم بما يقرره السيد الرئيس ورجالات الامن سوى كلمة ارحل ..تنحى .. لا نبالغ اذا قلنا انه عنف السلطة المجنون الذي اكتوت الشعوب منه وبه فكان رد الفعل ثأر الناس بكل الشرائح ومحاولة قهر السلطة باجهزتها الامنية ونموذج ذلك في كل دول السيد الرئيس والتأجيج قادم للبقية ممن يحملون صفة التسلط حتى وان كان حزبه يقود السلطة وينفرد بإدارة الدولة لوحده.
نعم انها مأساة الاحزاب الشمولية في الادارة والتسلط الامني ويمكن ان تنتهي مأساة الحكم الشمولي بمأساة الفوضى الشاملة والتسيب المطلق وهي محنة ثانية ستعيشها الشعوب ستتناسب تناسبا عكسيا مع محنة الحكم الشمولي والاستبداد وتسلط أمن الدولة او المخابرات او الاستخبارات على مقدرات ورقاب الناس .
ان التغيير سيشمل ايضا كل الانظمة التي اطاحت بالانظمة الشمولية وستطيح بالحكومات التي تخفي وراءها احزاب شمولية جديدة سواء تتسم بسمة الدين السياسي او بالديمقراطية العرجاء لانها محاولة منقوصة وعرجاء فالناس تتحرك دافعياً للرد على الظلم الذي يحسون به حتى وان كان من يدير السلطة جاء بعد التغيير وانتخب !!! ويقول "فانمان ويتيغرو" ان الردود على الظلم يمكن ان تحدث على الصعيد الفردي وصعيد الجماعة على حد سواء بطريقة متماثلة الى حد الظن بأن الحرمان قد وقع إما على الفرد أو على الجماعة او ممن هدرت حقوقهم رغم مشاركتهم مقارعة النظام الدكتاتوري .
ان الديمقراطية ليست فكرة فنتازيه كما يفهما الحكام الذين جاؤا بعد التغيير حتى وزعوا المناصب لمنتسبيهم في الحزب وآثروا بها لانفسهم فقط وتناسوا ان الديمقراطية هي أذنٌ تسمع وعينٌ ترى ويدٌ تعمل وليس حزب يملئ المناصب لمنتسبيه فقط.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض كتاب مقدمة في علم نفس العرب للدكتور ريكان ابراهيم
- الخطو نحو ..الطموح والتغيير
- شئ من سيكولوجية الألم !!
- انهم يعودون من جديد!! .. تيار الطموح والتغيير
- تيار الطموح والتغيير والتيار المستقل الديمقراطي من هم ؟
- المرأة في موقف دفاع ..لماذا؟
- طفولة الانسان جدل مستمر
- ثوار انتفاضة العراق 1991 من هم ْ؟
- الشخصية المغتربة
- لاتجعل طفلك بين الحيرة والتشتت!!
- أبناؤنا في تطرفهم واعتدالهم
- الانسان والحرية والطريق الشاق لهما
- العقل والهذيان !!
- تعليم بلا فشل او رسوب دراسي!!
- العراقيون .. والبناء النفسي
- طفلي في مفترق طرق ..كيف الحل؟
- هل الانسان يُعرَف ْ بلغة رغبته؟
- النكتة والفكاهة ونمط الشخصية !!
- البناء النفسي ..متى يهتز عند الانسان؟
- تحوير الكلمات ..من الهزل الى الهذيان الجماعي


المزيد.....




- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...
- التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ« ...
- تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال ...
- الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا ...
- أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا ...
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
- عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي
- الاجرام يتواصل في حق عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - اسعد الامارة - أمن الدولة ازاح أمن المواطن