فرج بصلو
الحوار المتمدن-العدد: 1098 - 2005 / 2 / 3 - 10:06
المحور:
الادب والفن
يسير الإنسان على حبل رفيع
حامياً خطواته
يتفرقع البرق
فيتحرك مثل البهلوان
يتقلقل, يعود إلى استقراره
حاملاً آلام لبه
ليتعثر بحركة أخرى
فيتدحرج إلى مكانه
فيسير والحداد في رئتيه
وكليتيه
وعند نهاية المسيرة الطويلة
يعدم نفسه
بالحبل نفسه
*
تبزغ شرارة وتعود لتنطفي وتعود
فيطفو البكاء
وتتكاثف العبرات إلى بخار
يعيق الجسد الروح
ويستسلم
للتراب
فتعلو الروح
وتصعد
إلى أحسن المواعيد
لتلتقي بأزهار الفضاء
*
هناك شيء معتدل وضيق
في الأزقة –
إنكَ لا تستطيع الجري
على إيقاع هذه المئة
إلتفافاً وعودة إلى مكانكَ
كما الإلتفاف المتمهل
للدوالي على السطوحات
فهناك أصالة في دار
تشيّد على الأطلال
كتلك التينة المكبية
على جذعها الأجوف
تحيط كل شيء بأغصانها
وشذى حليبها
يدوم بعد فوات الآوان
ويدوم
*
إنها شرفة تظِلها الدالية
يمر عليها النسيم
عابراً إلى الجبل
ليهديء من سعير الذاكرة
وهي تغوص في حريق ماضيّ
ما مضى
وتعلو الأثير عطور السياج
متفوقة على شذى الورود
وروائح قطعان الماعز
في البراري
والأرياف
شبابيك مشرعة
تصيب النظر بالفضول
ليسرب العيون
تمريراً على الأثاث
على أنحاء مليسة لطاولة
على طراريح فاترة
تغطي تراب الأرض
وفراش وثير بالصوف
وآرائك مزخرفة ومنقوشة
وستائر ململة بدانتيلها
بساطة في كل شيء
واستحاء
ووجل
ومن كل جانب ركام
وحطام
يفتش بينها على شيء ضاع
وأنبعث في الذاكرة
من أحضان حارة
لطفولته
ربما جبين بض
غرة مستورة
عيون عسلية
منابع الفرح القديم
وملامسات سرية
تبقت
على
طبق
الغبار
وغوغاء النهار
تطرد اليد الممتدة
ويقع الحدق
على طفلة جالسة على أحجار
فزعة تهتز كالحبال
تخاف حتى من بكائها
فتدوي بصمتها
وتدوي
وعلى الطريق دمية محطمة
لا تخص أحداً
ولا تتبع
كأنما لم تلامس أبداً
خد الطفلة
وأحضانها
ممزعة على نواحي الممر
لا حرارة فيها
ولا حراك
كأنها بهلوان
هوى من حبال
ما تحتها شِباك
ولا أحضان
والسؤال: هل
ستنمو من ركامها
سوسنة؟
#فرج_بصلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟