أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أميمة أحمد - مجزرة الحولة أوصدت باب الحل السياسي للأزمة السورية















المزيد.....

مجزرة الحولة أوصدت باب الحل السياسي للأزمة السورية


أميمة أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتجول الموت في شوارع وبلدات سورية منذ انطلاقة الثورة السورية قبل نحو خمسة عشر شهرا ضد الاستبداد الذي يهيمن على سورية لأكثر أربعة عقود ، تناقله النظام وراثيا من الأب لنجله . لا أحد يمتلك الإحصاء الدقيق لعدد ضحايا القتل في سورية ، فآخر إحصاء تتداوله وسائل الإعلام والأمم المتحدة 15.321 ألف شخص لقوا مصرعهم على أيدي قوات الجيش النظامية السورية ، التي منذ البداية استخدمت الأسلحة الثقيلة في قمع المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية ، في اللاذقية الساحلية استخدم النظام الزوارق البحرية ، وفي حمص وحماه استخدم كل أنواع السلاح الثقيل دبابات تجتاح الأحياء ومروحيات ومدافع تقصف المدن . ومن يشاهد هذه المدن يظن أن زلزالا دمّر المدن ، بيوت مهدمة ، شوارع مليئة بالركام ، أعمدة كهرباء سقطت أرضا ، لاشيء سوى رائحة الموت ، هنا وهناك بقايا دماء لأشلاء السوريين أطفالا ونساء وشيوخا .
هؤلاء المدنيون الأبرياء يصفهم النظام " بالإرهابيين " ويحل دمهم ، ويستبيح أعراضهم ، ويفلت شبيحته على إذلالهم قبل قتلهم . هل سمع أحدكم عن الشيوخ المحترمين الذين ألبسوهم تنانير نسائية واغتصبوهم أمام الملأ ؟ هذه ليست حربا ضد عدو ، حتى وإن كانت ضد الأعداء فإن المواثيق الدولية تحظر استباحة كرامة الإنسان ، فما بالكم عندما يكون الطرف الآخر بالحرب هو الشعب السوري الذي يفترض بموجب العقد الاجتماعي للدولة أن النظام يحمي السكان لا يقتلهم بهذه المهانة ؟
تحمّل السوريون هذا الإذلال على مدى خمسة عشر شهرا ، وفي الشهرين الأخيرين مع مبادرة كوفي عنان المبعوث العربي الأمم ارتفعت وتنوعت وتيرة العنف إلى مجازر مروعة غير مسبوقة ، وقد سمع وشاهد العالم بعضها في خان شيخون وإدلب ودرعا وحماه ودوما وما خفي كان أعظم ، حيث هناك مقابر جماعية لاأحد يعرف عددها، وقد اكتشف بعضها في حمص 500 جثة مجهولة الهوية . والتطور النوعي الآخر التفجيرات في المناطق السكنية مستهدفة المقار الأمنية ، واللافت بتلك التفجيرات أنها لاتترك آثارا تذكر على المباني الأمنية وتترك عشرات الضحايا ، مالذي يمنع انتحاري أن يدخل إلى وسط المبنى ؟ لماذا التفجيرات على الباب الخارجي فقط ، وبلحظات يحضر التلفزيون الرسمي وتلفزيون الدنيا لصاحبه رامي مخلوف ويصورون ، والمتتبع للصور بعين الصحفي يدرك من الوهلة الأولى أن خارطة التصوير كانت معدة مسبقا ، والصحفي يذهب مباشرة للمكان المفروض تصويره . هذه الخدع الإعلامية لم تعد تنطلي على الشعب السوري ، الذي عرف أن أبناءه قضوا بالتعذيب أو التفجير لأن هناك دفعات من المعتقلين شحنوهم أحياء لأماكن التفجير ، وأقام النظام لهم مراسيم جنائزية مهيبة ، ولكن من غير المعلوم إن كانت هويتهم الأصلية أم منحوهم أسماء أخرى ، من بمقدوره التحقق من صحة هذا الاسم لذاك الجثمان في بلد مثل سورية التي منعت كل مصادر الخبر عن الإعلام الدولي والمحلي . سألت زميلا صحفيا سوريا عن إمكانية حصولهم عن الخبر ، فقال " أنت تمزحين بسؤالك ؟ فنحن خلف الأمن الذين يقدمون أنفسهم صحافة ، وحيثما يأخذونا نذهب وندون ونصور مانراه " سالته وماذا ترون ؟ قال ضاحكا " مايراه الأمن وتروه بالتلفزيون السوري وقناتي الدنيا والإخبارية وتقرأونه في صحف البعث والثورة وتشرين والوطن وووو "
تطاولت الشهور الخمسة عشر إلى أن خالها الشعب السوري دهورا ، ورائحة الموت تملأ سماء سورية على مدار الساعة ، وأصبح ضحايا الحرية في سورية أرقاما في نشرات الأخبار العالمية " 54 قتيلا سقطوا برصاص قوات النظام السوري في حمص وحماه وإدلب ... 35 قتيلا في حلب وحماه ومناطق أخرى ... 30 قتيلا في حلب بينهم 21 في جامعة حلب حيث هاجم الشبيحة مظاهرة طلابية داخل الحرم الجامعي ، ورموا طالبا من الطابق الخامس ، وذبحو آخر أمام زملائه بساحة الجامعة ......والكثير من الروايات عن التفنن في قتل السوريين لترويعهم وتركيعهم للعدول عن مطلبهم بالحرية ، يرافق كل هذه المهانة والقتل مايسميها النظام " إصلاحات " والمضحك المبكي أن روسيا التي أصبح رئيسها ووزير خارجيتها الناطقين الرسميين باسم النظام السوري ، نسمع تصريحات مدييف وبعده بوتين " أن النظام قام بإصلاحات جديرة باهتمام المجتمع الدولي " وسيرغي لابروف الذي غطى على وزير خارجية سورية وليد المعلم في تصريحاته لدعم النظام السوري، يؤكد المرة تلو المرة على " الحل السياسي للأزمة السورية والحوار بين النظام والمعارضة " أي حوار وأي حل سياسي ؟
هل بعد مجزرة الحولة بقي أي أمل بالحوار ؟ وهل أبقت جثامين 55 طفلا مذبوحين ذبخ النعاج فرصة لحل سياسي في سورية ؟ أي عبثية في طرح كهذا وقد بلغ عدد ضحايا النظام السوري منذ بدء مبادرة عنان أكثر من ألفي قتيل في وقت ينص البند الأول على وقف العنف فورا ، ألم يتعرض فريق المراقبين نفسه لعدة هجومات ؟
نقولها بصراحة إن النظام السوري لديه ضوء أخضر من المجتمع الدولي ( وتحديدا أمريكا وروسيا في مقايضات سياسية على جماجم الشعب السوري) للاستمرار في الحل الأمني وبهذا العنف غير المسبوق من نظام ضد شعبه. أجل إنها ترخيص للنظام لقتل الشعب السوري بما يحقق تأجيج الحرب الأهلية . أجل مجزرة الحولة التي راحت فيها عدة عوائل بكامها تهدف إلى تأجيج الثأر والقتل المضاد في العائلات العلوية ، ولا أستبعد مجزرة مماثلة في قرى علوية . أليس هذا دليل على تورط النظام في مؤامرة دولية ضد سورية الوطن والشعب لإنهاك سورية حد الخور ، ومن ثم فرض شروط إسرائيل في ترتيب منطقة جيرانها . وهذا يفسر دفاع إسرائيل عن بقاء النظام ، ومالذي يمنعه إذا كان فعلا رئيس البلاد أن يوقف العنف ويستمع لهؤلاء الشباب الذين ملأوا شوارع سورية ؟ هل كلهم إرهابيون ؟ هل كلهم مندسون ؟ هذه الاتهامات للشعب تدلل أنه فاقد الشرعية لحكم شعب يتهمه هذا الاتهام الخطير .
هذا التصرف الأرعن من النظام رفع عقيرة المنادين بالتدخل الخارجي لحماية المدنيين السوريين ،وعرض ليس أمن سورية بل أمن المنطقة لمخاطر الانزلاق في حرب أهلية لاتبقي ولاتذر، والنظام يعرف تماما أن المجتمع الدولي ليس بوارد التدخل في سورية بفضل جارته إسرائيل التي لم يطلق رصاصة عليها منذ حرب التسورية السياسية 1973 ، وخيار " السلام الاستراتيجي " ، لذا يقتل ويقتل غير مبال بكل التنديد والشجب الدولي ، وهذا التنديد لايعدو أن يكون بيانات لاتساوي الحبر الذي كتبت به ، بل هي مُهل للقتل .
لانريد تدخلا خارجيا ، بل نريد تدخلا سوريا للشرفاء بالجيش السوري أن ينهوا هذه المأساة حفاظا على سورية الوطن وسورية الشعب ، فآل الأسد ليسو قدر سورية ولن يكونوا .
نريد حوارا بين السوريين لإنهاء مأساة الشعب السوري ، يكون أطراف الحوار من عقلاء سورية في كافة الطوائف والأديان والعشائر ، ورموز سياسية مشهود لها بالنزاهة والنضال ، وهم معروفون ،يمكن تسمية هؤلاء الشرفاء " تجمع إنقاذ سورية " يتم الحوار في سورية تحت إشراف الأمم المتحدة ، نقاط الحوار : الانتقال السلمي للسلطة إلى تجمع إنقاذ سورية ، الذي يقود مرحلة انتقالية مدة ستة أشهر مع نهاية 2012 ، ينتخب الشعب رئيسا مؤقتا للبلاد ، هو من يقوم بنقل سورية إلى الديموقراطية خلال سنة ، يتشكل خلال 2013 برلمان منتخب ومنه حكومة تمثل الشعب ، وفي عام 2014 انتخابات رئاسية تعددية .
الأمل في من لازال ساكتا من الشعب السوري عليه أن يحمي سورية بتخليصها من هذه العصابة الحاكة التي حولت سورية جنة الله في أرضه إلى خراب الأندرين .
هذا النظام أشاع اللاأمن ليقول للناس " أنا أو الفوضى " ، قتل الناس بمجازر ليروع الناس ويلتزموا بيوتهم بعد كل هذه التضحيات لأجل الحرية والانعتاق من الاستبداد .
بأيديكم أيها الشباب السوري تخلصون البلد من عصابه فقد كل شرعية للحكم .
هل يمكن لقوات عربية أن تتدخل عبر الأردن لحماية سورية ؟ هل يمكن لمجلس الأمن أن يستخدم آليات الأمم المتحدة لحماية المدنيين تحت البند السابع . كلها أمنيات وأضغاث أحلام . والشيء المؤكد " ماحك جلدك مثل ظفرك " بعد مجزرة الحولة لم يعد هناك حوار ولا حل سياسي مع النظام أيها الحالمون في أروقة الأمم المتحدة ، الخوار الممكن مع " تجمع إنقاذ سورية " وما أكثر الأحرار والشرفاء في سورية ليطلعوا بهذا الدور النبيل.



#أميمة_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جميلة بوحيرد امرأة القرن العشرين .. تنكر لها الرفاق
- سيدة العاصي تقدم قوافل الشهداء قرابينا للحرية
- سورية أمام مفترق المصالح الإقليمية والدولية
- الفنان علي فرزات ... إرهابي سلاحه الريشة
- تراجع الاقتصاد السوري جراء الحل الأمني
- حماه الشهيد .. ثلاثون عاما بين مجزرتين
- الوحدة الوطنية في سورية لن ولن تتصدع
- دعما للسياحة في مصر وتونس
- النظام السوري يعيد أمجاد الموت في حماه الباسلة
- سورية -الممانعة- حريصة على أمن إسرائيل
- على النظام السوري وقف المجازر ضد المتظاهرين
- سورية .. التغيير أو الرحيل
- إطلاق فضائية علمانية يسارية
- الأصولية والعنف في الجزائر
- مريم مهدي إحدى ضحايا الشركات الأجنبية بالجزائر
- إلى روح الإعلامية السورية سلوى الأسطواني
- حفاظا على لبنان وسورية نقول
- عفواً سيادة الرئيس الأسد الابن
- هل النظام السوري جاد في التحول الديمقراطي؟


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أميمة أحمد - مجزرة الحولة أوصدت باب الحل السياسي للأزمة السورية