أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - قصة الثورة والحذاء وخطة أنان














المزيد.....

قصة الثورة والحذاء وخطة أنان


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 11:36
المحور: كتابات ساخرة
    


لطالما قالوا: شر البلية مايضحك. وهذا ماينطبق على الشعب السوري وثورته مع النظام الحاكم وخطة كوفي أنان. الذي أصبح حاله كحال ذلك الرجل الذي ابتلي بجار عسكري يسكن في الشقة التي فوقه مباشرة. حيث يعود ذلك العسكري كل يوم من خدمته بعد منتصف الليل متعباً منهكاً فيخلع حذاءه العسكري فردة بعد أخرى ويلقي به بعيداً، فيرتطم بأرض الشقة بقوة مما يؤدي، وبسبب قوة الارتطام، إلى استيقاظ جاره الساكن في الشقة أسفله من نومه. ويصعب على ذلك الجار أن يغفو مرة أخرى.
وبعد تكرار هذا الأمر ليلة بعد أخرى والجار يعاني من سلوك جاره العسكري المزعج، قرر ذات مرة أن يتجرأ ويطرق عليه الباب ويطلب منه بأدب جم وبرجاء حار أن يضع حذاءه بهدوء على الأرض عندما يخلعه بعد عودته من عمله. وما كان من العسكري إلا أن وعد جاره بأن يفعل مابوسعه كي لايزعج جاره مرة أخرى.
في الليلة التالية عاد العسكري كعادته من الخدمة إلى بيته بعد منتصف الليل. وكالعادة في كل مرة خلع فردة حذائه وقذف بها بعيداً. وعلى صوت الارتطام تذكر العسكري طلب جاره منه، فتأنى بوضع الفردة الأخرى بكل هدوء على الأرض كي لا يوقظ جاره من نومه. لكن الأوان كان قد فات واستيقظ الجار الذي كان في سابع نومة على وقع الارتطام الأول. وظل يتململ في سريره قلقاً بانتظار رمي الفردة الأخرى لكي يرتاح ويعاود نومه. لكن الارتطام الثاني لم يأتِ. وطال الانتظار والقلق والسهاد. فمن يستطيع النوم وبانتظاره حذاء عسكري قد يسقط فوق رأسه بأية لحظة؟
ولما طال الانتظار أكثر من اللازم، صعد الجار وطرق باب شقة جاره العسكري، طالباً منه برجاء أكثر حرارة مما سبق أن يخلصه من هذا الأرق ويرمي الفردة الأخرى لكي يتمكن من العودة إلى النوم!!!!
هذا توصيف موجز لحال الشعب السوري مع الحذاء العسكري الذي أرق نومه وأفسد عليه حياته وأفقده حريته وكرامته طوال أربعين عاماً ونيف، مما دفعه إلى تفجير ثورته هذه التي كانت الطرقة على باب النظام. لكن الفارق الأساسي بين الجار العسكري وهذا النظام، أن الأول كان ينوي بصدق عدم إزعاج جاره مرة أخرى. بينما سلوك النظام في سوريا ينم عن نزعة إجرامية متوحشة لاسابق لها وعن إصرار واستعداد لإبادة الشعب السوري من أجل الاحتفاظ بالسلطة تحت أي ظرف وبأي ثمن. وجاءت خطة أنان لتعد الشعب السوري بالأمن والسلام والطمأنينة بعد تقليم أظافر النظام وخلع أنيابه، وذلك بعد موافقة النظام عليها دون أية شروط. وكأن هذا النظام تذكر للتو بأن في سوريا شعب.. وهو يستحق أن يعيش ويحترم!! ولكن بعد ألقى بفردة حذائه العسكري الأولى وكانت نتيجتها عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين. وهذا الحجم الهائل من الدمار والتهجير في معظم المدن والبلدات السورية. والتهديد المستمر بافتعال حرب أهلية تقضي على ماتبقى من مستلزمات الحياة للمواطن السوري. فجاء المراقبون الدوليون وفق خطة أنان في الوقت المستقطع الفاصل مابين رمي الفردة الأولى والثانية، دون أن يدركوا، وقد يكون البعض منهم يدرك، أن الشعب السوري متيقن من طبيعة هذا النظام وسلوكه المتوحش تجاه الجميع. وهو متأكد بأن رمي الفردة الأخرى ماهي إلا مسألة وقت. وإن مايفعله النظام ليس سوى انتظار الفرصة المناسبة للكشف عن نزعته الوحشية في القتل والإجرام. وما مذبحة الحولة إلا مقدمة.
وإلى ذلك الحين سيظل الشعب السوري أسير خطة أنان، قلق البال بانتظار حصول ماسيحصل. ولن يخلد إلى السكون والراحة حتى يرمي النظام فردة حذائه الثانية ليتأكد الشعب بأن هذا آخر ماتبقى لدى النظام من أسلحة يواجه بها الثورة. وإنه هذه المرة يرمي حذاءه ليس على رأس الشعب السوري وحده، وإنما على رؤوس الجميع وفي طليعتهم الأمم المتحدة ومراقبوها الذين جرهم النظام وجر معهم الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى لعبته القذرة في تكذيب العالم أجمع وتصديق نفسه.
وتبقى المؤامرة مستمرة إلى أن يسقط الحذاء الثاني وتنكشف الحقائق أو ماتبقى مستور منها للمتعامين عنها من أصحاب لعبة الكراسي الموسيقية لصاحب الامتياز بوتين وشركائه، بدون حذف أي كرسي. ولكن لن يسمح الشعب السوري بفتح أي فرع لهذه اللعبة في سوريا لا الآن ولا في المستقبل بفضل مجد الثورة السورية المنتصرة بعون الله وإرادة الشعب رغم كل المعوقات والمعوقين. والحذاء العسكري الذي سلط على رؤوس الناس سيذهب إلى حيث يستحق في مزبلة التاريخ.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقد إتمام البيع
- الرئيس يختار الشعب الذي يريد !!!
- بشار الأسد: مغفل أم متغافل
- النظام السوري سيرة وانفتحت
- مشعل التمو وشرف الشهادة
- معارضة ... ومؤتمرات ... وشيء آخر
- عفواً سيدي الرئيس.... أنت تكذب
- حكم السلاح بين الإسقاط والإصلاح
- وظائف شاغرة للعاطلين حصراً
- المسيحيون والنظام السوري... من يحمي من؟
- توبة الحاج رامي مخلوف
- حبل الشبَّيحة القصير
- سراويل الأنظمة المحلولة
- القذافي يحكي والنظام السوري يسمع
- ناقة الصمود، وجمل الديمقراطية
- نصيحة متأخرة جداً للديكتاتور
- أنظمة قيد الترحيل
- أبو الغيط والغطاء الرسمي للإرهاب
- هل ينقذنا الإسلام من مسلميه؟
- أنظمة القاع ومواطنو القمة - المثال السوري


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - قصة الثورة والحذاء وخطة أنان