حسين عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 16:28
المحور:
الادب والفن
ثم بدأت تتقزم روايدا روايدا دون أن نحس أو نعي كيف يولد الشيء مكتمل النمو يفرح الناظرين، ثم فجأة يتحول إلى شيء غريب ومريب ومرعب كما حدث في ماسبيرو وفي محمد محمود وفي بور سعيد.
منذ زمن بعيد ونحن عندما تقابلنا ظاهرة (ما) لا نجد لها تفسيراً علمياً فأننا نسرع إلى الحل السهل المريح وهو ان نوجد تفسير ديني لكي نريح عقولنا وضمائرنا (إن كان يوجد ضمائر).
وكان ذلك جليا عندما وقعت نكسه 67 حيث الخرافة بكل معاينها (مضطر أن أطيل هنا رغم أني اشعر بالمرارة في حلقي وأنا أكتب هذا المقال).
حيث انقسم الناس إلى فريقين فريق يرى أن سبب النكسة هو بعدنا عن العلم. أما الفريق الأخر فيرى أن النكسة وقعت بسبب بعدنا عن الدين وهذا الفريق أعاد النصر في 73 إلى قربنا من الدين.
وبنفس المنطق البعيد عن العقل. القريب من الراحة والاستسلام تم التعامل مع (ثورة 25 يناير).
فقد قالها لي شاب سلفي. لا يعرف من دينه غير اللحية والجلباب القصير (أخذ مني مبلغ من المال منذ أكثر من عام ونصف – ولم يرده إلى الآن ويبدو أنه لا يعلم أن دينه ينهي عن ذلك ويشدد في عقاب من يفعل ذلك).
قال – إلا تشكرنا عملنا لكم ثورة وخلصناكم من حسني مبارك.
فقلت .. أشكر مين.
فقال – السلفيين والإخوان.
فقلت (غضبت غضبا شديداً وأتيت برجل كان يمر علينا وقلت له مين اللى عمل الثورة
فقال الرجل بكل بساطة (اللي عمل الثورة شوية الشباب اللي قعدوا على الفيس بوك فكروا وخططوا .. وقعدوا في الميدان).
فقلت .. شكرا يا حاج
سمعت أيها السلفي المتكبر.
- ويأتي التاسع عشر من مارس 2011 ليقسم الوطن والعائلة والحي والقرية والنجع والشارع.
- لينجح في تقسيم وصنع ما لم يقدر أن يصنعه مبارك أو الاحتلال إلى كفار قريش .. حيث انهم فشلوا جميعا في تفرقة الناس إلى أحزاب وشبع .. ويأتي هذا الشيء الذي اسمه استفتاء ليفسد ما يمكن فساده.
- وتم أخذ الدين إلى الميدان كما تم سحبه الى ميدان الفتنه الكبرى.
- ونحن كلنا نعلم أن ما كان يحدث في ميدان الفتنه الكبرى كان سياسه صرف.. وبحيله ما تم ادخال الدين إلى الميدان لكي يثبت من ليس له حق بأنه هو صاحب الحق نفس الشيء حدث في ميدان التحرير الذي أدخل الدين فيما كان يوجد في التحرير .. وتم تفرقة الشعب بين نعم ولا .. وأخذ أهل نعم يشيعون أن ما يحدث هو ثورة دينية .. من أجل إعادة الدين إلى مصر .. بل أن الدين الواحد لم يعد كذلك فأصبح لدينا دين الإخوان المسلمين .. الذي يلعب بالبيضة والحجر .. أن يتبع فلسفة الحرباء ودين السلفيين الغير واضح الغير فاهم لماهية دينية .. ودين العامة التي تحافظ على صلاتها وعلى علاقتها بربها حسبما تقدر.
#حسين_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟