أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - المحروك اصبعه في عصر الديمقراطية














المزيد.....

المحروك اصبعه في عصر الديمقراطية


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 14:12
المحور: كتابات ساخرة
    


ربما يظن الكثير ان هذه الاكلة البسيطة المسماة (محروك اصبعه) اكلة الفقراء والمعدمين قد انقرضت وتلاشت من الوجود ، لا سيما ونحن نعيش عصر الديمقراطية والعولمة ، وعصر التكنولوجيا ، والقفزة النوعية في تطور العلم حتى بات العالم قرية صغيرة .
والكثير ايضا لا يعرف مكونات هذه الاكلة الجنوبية ، وكيف اخترعت ، ومن هو الشيف الذي قدمها على طبق ، هل هو شيف ركي ام هو شيف بطيخ .
فمكونات هذه الاكلة : خبر زائد رأس بصل زائد قليل من المعجون . وهي اكلة جنوبية قح اقترعها اهلنا في الجنوب ، وهي مشهورة في محافظة ميسان .
واذكر امي (رحمها الله) كثيراً ما كانت تطعمنا بهذه الاكلة وتعطي منها جارتنا ام كريم التي رحلت هي الاخرى الى عالم الاخرة ذلك العالم الذي لا نعرف عنه الكثير ، بل قيل عنه الكثير ، لكن في ذلك العالم يوجد ما تشتهي وما تلذ الانفس وتريد ، حتى ممن هو محرم في الدنيا مثل شرب الخمر في سواقي وانهر ، ويتناوله اهل الجنة بكؤوس من ذهب ، الا أن اللافت للنظر ان المحروك اصبعه لا يوجد هناك حتى وان اشتهته النفوس .
اليوم عادت هذه الاكلة الى عالم الوجود ، بعد ان انقرضت واصبحت في خانة النسيان ، والسبب يعود الى حكمة ساستنا الاشاوس الذين يديرون دفة الحكم ، فهم اولاً قللوا من مفردات الحصة بعد ان كانت اكثر من عشرة انواع ، بما فيها الفاصوليا المحببة الى العراقيين ، ويطلقون عليها اليابسة . وثانيا انهم اشاعوا مبدأ البطالة في عموم العراق وقالوا لن نوزع بعض مردودات النفط على الشعب حتى لا يصبح غنياً ممتلئ البطن ، واذا استغنى فانه حتماً يطالبنا بمغادرة الحكم ، ولن ينتخبنا مرة اخرى ، بعد ان ضحكنا عليه واوعدناه بوعود هي حبر على ورق لم يتحقق منها شيء على ارض الواقع .
ان ساستنا فعلاً حكماء فقد اطعموا الشعب الديمقراطية وهو في زمن الدكتاتورية لم يتذوقها مرة واحدة في حياته ، واضافوا عليها الثرثرة والكلام الفارغ عندما يظهر احدهم من على شاشة احدى الفضائيات ، فاخذ ثرثرة للصبح .
اذن لماذا يرفض الشعب العراقي الديمقراطية ويعتبرها عدوه اللدود ، ويصر على المحروك اصبعه . وهذا يذكرني بقوم موسى النبي عندما اجتاز بهم طورسيناء وراح يطعمهم المن والسلوى ، طلبوا من موسى ان يغير لهم المأكول هذا ، اذا ملوا من لحم الطيور وحنوا الى الشوربة والبصل والثوم وقالوا كما يذكر القرآن "فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا" (البقرة/61).



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاضي والسيطرة والبقال
- بالمشمش
- عنبر المشخاب
- العراق بلد السيطرات
- قناع الوقاية
- قانون العشيرة
- مأتم سياحي
- هل القضاء العراقي مستقل ؟
- حكومة الاسود والابيض بالعراق/الفصل الثاني/ التدخلات الخارجية
- العطل الاجبارية (الموظف يركص الها ابجفية)
- حكومة الأسود والأبيض بالعراق 2003_2011
- البند السابع والحبربشية
- السومرية ... مطلوب اخلاق
- بسبس ميو
- حاجة بربع
- ابو البلوك والايمو
- لطم شمهودة
- مخترع الفلافل
- مطلوب عشائرياً
- شوكت تهتز الشوارع


المزيد.....




- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - المحروك اصبعه في عصر الديمقراطية