الى الاخوان والسلفيين : مصر كبيرة عليكم

هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 08:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

توقفت عن الكتابة ونأيت بنفسى بعيدا عن المشهد السياسى فى مصر منذ انتخابات مجلس الشعب الماضى لسببين :
- الاول ان المشهد مرتبك ومتداخل والرأى العام المصرى الذى اعايشه باستمرارفى نفس الحيرة والارتباك ، وما يزيد المشهد ارتباكا ان هناك خمس دول خارجية نزلت ارض الملعب المصرى كلّ يبحث عن مصالحه ، وكلّ يتصارع على احتواء مصر او جزء منها على الاقل وهذه الدول هى : الولايات المتحدة – السعودية – اسرائيل – قطر – ايران ليصبح دور المخابرات اكثر من دور الاعلام ، ويصبح المخفى اكثر من المعلن . وانا لااستطيع ان اكتب الا بعد وضوح الرؤيا فى كل القضايا التى اناقشها سواء كانت سياسية ام دينية ، فالكتابة بالنسبة ليست ترفا او هواية امارسها ولكنها مسئولية الرأى الواضح امام القارئ وامام نفسى .
ـ الثانى اننى قلت فى آخر مقالة سياسية على الحوار بعنوان : مبروك للاخوان والسلفيين امارة المحروسة والمنشورة بتاريخ 22 / 12 / 2011 (((((( اقول لهم - الثوار- المشوار طويل ولكن الحتمية التاريخية فى صالحكم ، فمن كان لايجرؤ منذ عدة سنوات ان يصطدم بأمين شرطة يقف الآن امام القوات المسلحة . اقول لهم اتركوا الاسلاميين يشكلوا الحكومة القادمة ، واتركوهم ينتخبوا عبد المنعم ابو الفتوح رئيسا لمصر وعليهم ان يتصدوا لمشاكل مصر الحقيقية التى لن تفلح معها ملائكة السماء ولا اله السماء .
على ارض مصر الآن رياح الحداثة القادمة من الشمال ورياح التخلف التى استقرت فى النفوس من الشرق ، وعند اصطدام موجتين من الرياح على منطقة ما تحدث الدوامات والاعاصير . وهذا هو القادم فى مصر ))))))) انتهى
كنت مؤمنا بأنتصارالثورة لانها الحتمية التاريخية لكل الثورات بقدر ايمانى بفشل التيار الدينى فى ادارة امور الدولة وايمانى برفض الشعب المصرى رغم تدينه الشديد والبسيط فى نفس الوقت ( عداالمؤدلجين من الاخوان والسلفيين الوهابيين ) ان يفرض عليه رؤية واحدة للدين لأنه شعب التعددية الدينية منذ فجر التاريخ بفعل تعدد مظاهر الطبيعة من حوله ، وايضا اعرف ان المصرى العادى لايستطيع ان يتنازل عن الفن والرقص والغناء فهى اصيله لدية منذ كان يغنى فى مواسم الزرع والحصاد ، وكان يرقص بعدها فى مهرجانات الزواج بعد جنى المحصول .
لكل هذا كان ايمانى بنجاح الثورة فى العبور بمصر من نقق الدولة الدينية المظلم بما يحملة من اخطار الى نور الدولة المدنية التى لاتخاصم الدين .
ومع اول مجلس شعب يمثل الاخوان فيه نسبه 48 % والسلفيين 25 % رأى الشعب اللحى التى لم يتعود عليها تحتل المشهد فثارت عليهم النكات واطلقوا عليه ( مجلس قندهار ) ومع التراهات والهيافات التى اثيرت تحت قبة المجلس العريق الذى جلس على منصته يوما الزعيم سعد زغلول تثار قضايا منع تعلم اللغة الانجليزية ، والدعوة لالغاء قانون تجريم الختان ، والعودة بسن الزواج الفتاه الى الثانية عشر ، ونائب الآذان ، ونائب المناخير.............. الخ
ومع اكاذيب الاخوان وتنصلهم من كل وعودهم ورغبتهم الاستثار بالحكومة ورئاسة الجمهورية بعد حيازتهم ( نعم ... حيازتهم ..!! ) لمجلس الشعب ورغبتهم الاستحواذ على لجنة كتابة الدستور، ومافعلة انصار الكاذب ابو اسماعيل ورغبتهم فى اقتحام وزارة الدفاع ليفرضوا مرشحهم بقوة البلطجة . كانت النتيجة ياسادة ياكرام ان الشعب عاد الى رشده ، وقرأنا ذلك فى نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية حيث حصل نائب الاخوان على 23% فقط من اصوات الناخبين ، وحصل ابو الفتوح الدى دعمه السلفيين على 17 % من الاصوات . اما مجموع ماحصل عليه انصار الدولة المدنية ( الفريق احمد شفيق وحمدين صباحى وعمرو موسى ) فقد حصلوا مجتمعين على حوالى 55% من اصوات الناخبين .
وبدا الارتباك فى صفوف الاخوان بعد ان صرح قادتهم وعلى رأسهم عصام العريان ان مرسى سيفوز من الجولة الاولى ولن يدخل الاعادة ، ولكن بعد الاعلان النتيجة بدأت مرحلة التحالفات وتسول الاصوات والوعد بدولة مدنية والوعد بدستور توافقى .... الخ ،وحل الاستجداء مكان الاستعلاء ، ولكن هل للاسلاميين الوفاء بالعهود ام ان ابرام المعاهدات وفضها هى من تراثهم الدينى كما وضحت فى مقالتى بعنوان ( براءة من الله لبديع واخوانه المسلمين لما عاهدتم من العسكر والليبراليين ) .
مبروك انتصار الدولة المدنية على جحافل الظلام ، وارجو من كل القراء والزملاء الكتاب الذين قلت لهم مرارا فى تعليقاتى على كتاباتهم ، او ردى على تعليقاتهم ان الثورة ستنتصر وان الاسلام السياسى لن يعمر طويلا ان تكون رؤيتى قد صدقت . وارجو من ادارة الحوار المتمدن ان تعرف قدر كتابها.

#هشام_حتاته (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات