صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 09:12
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
انها اقوي مسرحية سياسية درامية في هذا الموسم . مسرحية انتخابات الرئاسة المصرية
الجميع اندمجوا في التمثيل . كما لو كانت انتخابات حقيقية , والكل تصورها عرساً ديموقراطياً ..
الشعب المسكين مفروضة عليه الانتخابات فرضا . بأمر عسكري . أن ينتخب مرشحين لرئاسته , أبرزهم أما فاقد لقانونية ودستورية الاشتغال بالسياسة – جماعات دينية - , أو افراد كانوا من رموز وقيادات نظام الرئيس الذي أسقطته – وأسقطتهم - غضبة الشعب في يناير 2011 !!
والشعب المسكين , لكونه لا حول له ولا قوة , يمشي وراء سراب , علي أمل في خير قد يحدث.. مثلما مشي وراء سراب وامل راح يهتف به ابان الانتفاضة : " الشعب والجيش يد واحدة " ... ثم صحا علي واقع آخر شديد المرارة ..
لا أحد من المصريين - في الداخل والخارج - الا واندمج برغبته أو بدون , مع مسرحية انتخابات الرئاسة , التي ألفها , وأنتجها , وامر بها النظام العسكري . الذي زعم انه سيسلم السلطة لحكم مدني .. وأهم المرشحين لاصلة لهم بمدنية الحكم .. الأول فريق طيار عسكري , ومرشحان آخران يعتبران القانون المدني كفرا , ولا يؤمنان الا بتطبيق شريعة بدوية صحراوية مضي عليها 1400 عام , باعتبارها نازلة من السماء – غير مدنية - .
اندمج الجميع بلا استثناء , بمن فيهم المثقفون والناشطون , وأهل الرآي والفكر .. يحدوهم الأمل .. ولم لا ؟! فكثيرا ما ينقلب الهزل الي جد , والكذب يتحول الي حقيقة ....
ان المسرحية هي ارادة واوامر . ممن يمسكون باياديهم الدبابة والمدرعة والغازات الخانقة والمسيلة للدموع , والرصاص الحي يطلق في عيون المتظاهرين الثائرين .. فلا مفر من الاندماج في التمثيل من باب الامل فقط
المضطر يركب الأمل بعدما يتعب من ركوب الصعب
قمة التراجيديا السياسية والانسانية والوطنية المصرية , تكمن في أن الاثنين المرشحين لانتخابات الاعادة , كل منهما ينتظره من الدعاوي القانونية ما هو كفيل بابطال اجراءات تسلمه لمنصب الرئاسة ...! بالاضافة لموانع ترشيحهما من البداية , والتي ذكرناها .
فالأول له ابنان يحملان جنسية أجنبية , وهو سبب أدي لاستبعاد مرشح . من قبل ! . - فضلا علي كونه مرشح الجماعة المحظورة قانونيا , ورئيس حزب الترخيص له مخالف للدستور : حزب ديني ..
والثاني : .. تنتظره عدة قضايا . تحمل اتهامات بالفساد .. كفيلة بابطال فوزه بمنصب الرئاسة ... بالاضافة لكونه أحد أركان النظام الساقط , كآخر رئيس وزراء عسكري للرئيس العسكري المخلوع .
هذا الوضع لأهم المرشحين - في انتخابات الاعادة - لمنصب الرئاسة المصرية .. يجعل هذه المسرحية تنتمي لمسرح العبث واللامعقول ..
وبالطبع لا عجب في ذلك ان كان القابضون علي زمام أمور البلاد : عسكر .
******************
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟