أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - إله عربي بقلنسوة وأزلاف طويلة














المزيد.....

إله عربي بقلنسوة وأزلاف طويلة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3740 - 2012 / 5 / 27 - 23:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لا يحمل تاريخ الإلهة العربية الأسطوري ما يدل على قسوتها أو على جبروتها، فقد كانت آلهة مسالمة، لا تتوعد الناس بالعذاب ولا بالعقاب ولا تدمدم عليهم وتخسف الأرض بهم أو تبعث لهم ريحا صرصرا عاتية.
تقصدها الناس لا لتقديم فروض الطاعة والخضوع، بل لخصها بالاحترام والتبجيل، الخوف لم يكن سببا لمهابة الآلهة وجلالها، إنما الرضا والحب ، لا تسخط الآلهة على ناسها ولا يلعن الناس الآلهة، فقد كانت عند عرب ما قبل الإسلام أساسا لفلكلور مقدس.

بيت الآلهة كان ملاذا آمنا لا تدخله آلة حرب ولا تراق فيه دماء. من دخله حافظ على دمه من إن يُسفك وعلى عرضه من إن يُنتهك وماله من إن يُسلب.
ليس للآلهة نبي يبشر بالجنة إن هم قبلوا خرافاته ولا ينذرهم بالنار أنهم رفضوها، للإنسان مطلق الحرية في تعبد من يجده أهلا للعبادة، هبل أو مناة اواللات وعزى أو سواع أو أساف ونائلة أو غوث كلها آلهة عظيمة وجليلة القدر.
كانت العبادة اقتناع شخصي لاتفرضها سلطة السيف ولا بطش الحاكم ولا هواجس عذاب القبر وأهوال يوم القيامة ولا هيئات الجن والعفاريت والملائكة الذين لهم هيئة الديناصورات الطائرة

ورغم كثرة الآلهة العربية عددا واختلاف أهميتها مركزا ومقاما، إلا أنها لا تنفي بعضها البعض الآخر، ولا يتقاتل إتباعها من اجلها كما يفعل إتباع الإله الواحد هذا اليوم.
ليس من فرق بين اله ذكر واله أنثى، كلاهما يحظيان بنفس التقديس، وضعية الجماع الجنسي عند عرب ما قبل الإسلام لم تكن اعتبارا في أسبقية التقديس ولا في أسبقية المركز الاجتماعي.
لم تشهد شبه جزيرة العرب في عصر عبادة الآلهة حروبا دينية، ولم يفرض دين على ناس أو يعيب أناسا على دينهم أو اعتقاداتهم، كان التسامح الديني سياسة للتعايش السلمي، للناس شؤونهم وللآلهة شؤونها ولا يجوز الخلط بين الاثنين، بين شان الإله وبين شان الإنسان .
حتى أتباع الإله الواحد كانوا موجودين( الأحناف) يمارسون عبادتهم لإله غائب عن أبصارهم موجودا في أذهانهم، فان ماتوا، مات الإله بكل ضخامة وفخامة صفاته معهم.
لم يكن اله الموحدين الواحد اله عدائي، لقد كان هذا الإله هو مجموع صفات واوجه الإلهة متجسدة في طوطم ذهني.
فمن أين أتى النبي محمد باله سادي منتقم دموي، وهو، أي محمد، سليل عائلة استمدت شرفها وفخرها من خدمة الإلهة والسهر على راحة زوارها وعبادها، برفدهم بالطعام والسكن وسقيهم الماء والخمر؟
من أين أتى محمد باله دكتاتوري لا يسمح إن يعبد اله غيره وبيت الإلهة الذي تتشرف عائلته بخدمته، كان مقر لتجمع الأوثان والأصنام والمجسمات؟
فكرة الإله الذي أتى به محمد لم تكن نبة بيئة تؤمن بالتسامح الديني مثل بيئة عرب ما قبل الإسلام، فلم تثار بسبب الإلهة حروب كلامية ولا حروب قتالية، ولأن الآلهة لا تتقاتل فيما بينها، لا يتقاتل ولا يتنازع أتباعها حولها، فهي ليس مثل الله الذي يتقاتل مع نفسه ومع الشيطان ومع عبيده ومريديه ولا يسلم منه حتى ملائكته المكلفين بخدمته.
فكرة اله محمد فكرة غريبة، تحمل نوازع الكره والحقد، وتاريخ العرب لا يحمل حقدا دينيا ولا عقائديا. وحروبهم لا تحمل إبعادا كهنوتية ولا أيدلوجية.
عندما كانت السيدة خديجة بنت خويلد على قيد الحياة، كان اله النبي محمد اله لا يحمل سيفا ولا رمحا ولا ينزل ملائكة شداد غلاظ لقتل الناس والانتقام منهم، كان اسمه الرحمن، وليس المنتقم الجبار، وما إن ماتت السيدة خديجة حتى انقلب محمد على اله خديجة وصنع اله آخر. حطم اله اقرأ وصنع اله اقتل.
اله محمد الجديد ليس له ما يربطه بالإله خديجة المسيحي، المسيحيون انزلوا الإله من السماء وجعلوه يمشي إنسانا على الأرض، فكان يحس بألم ومعاناة الإنسان، وحتى بقسوة السماء. الإله المسيحي ليس له ما يربطه باله قديم اسمه يهوه.

اله محمد، لو دققنا النظر به قليلا لما فاتنا رؤية، القلنسوة اليهودية ( اليارملكا او الكيبا) على رأسه، ولما فاتنا رؤية ازلافه الطويلة المتدلية من صدغية على لحيته الكثة.
نعم، اله محمد له نفس هيئة الإله القديم الذي صنعه اليهود من آلام الضياع والتشرد والاضطهاد والامتهان، من أوجاع الاستعباد والسبي وأعمال السخرة، اله لا يعرف الرحمة بل القتل والبطش والتدمير والزلازل والفيضانات والرعود. اله هو لناس لم يكونوا قادرين على تحقيق آمالهم فصنعوا اله من خيال يفضلهم على العالمين ويمنحهم ارض المعاد.
لم تكن فكرة اله محمد المنتقم المحارب المقاتل، لم تكن انعكاسا لحالة العرب الذهنية ولا النفسية، فهم ليس بحاجتها، فلم تكن لهم أعداء ولا خصوم وتجارتهم لا تزدهر إلا بالسلام، فرفضوا محمد واله محمد. ربما لو كان اله محمد له هيئة تاجر، لو كان له هيئة رئيس قبيلة، لقبله العرب ورحبوا به، لكن كان له هيئة قاتل فرفضوه.
اله محمد كان انعكاسا لحالته النفسية هو، فقد كان محل استهزاء واستخفاف الناس، يلقون بالنفايات عليه ويضربونه بالحجارة. حتى اول المصدقين باله محمد كانوا من العبيد الناقمين وليس الأحرار.
ما إن أتى اله محمد ذو القلنسوة والازلاف حتى غاب السلام عن شبه جزيرة العرب وشاع الرعب والخوف من قطاع الطرق ومن قتل الغيلة ومن السطو والغزو وخطف النساء. وما إن استقر الإله الجديد على رعش الإلهة القديم حتى ترك العرب قوافل تجارتهم وامتهنوا تجارة أخرى هي تجارة الحروب وإرسال جيوش الغزو لسلب خيرات الشعوب وقتل من لا يخضع لجيوشه.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصايا الله العشرة والاسلام السياسي
- كلمات الله الضائعة بين جبرائيل وبين محمد
- سيرة غير عطرة لنبي
- الايمو والسياسة والدين.
- اضطهاد المرأة في صدر الاسلام
- عندما يكون الله معديا
- من اجل ربيع يساري قادم
- هل يمكن تعايش الثقافتين العلمانية والاسلامية؟
- احتجاج جسد عاري
- الديمقراطية الإسلامية العجيبة في العراق
- الاسلام والقذافي وصدام
- الصخب الإعلامي والإسلامي
- القوميات بين الواقع والطموحات.
- هل تخلع الشعوب الاله كما خلعت الحكام ؟
- من الديمقراطية إلى الإسلام در.!!
- دولة الدين القائد
- هل سكب بشارالأسد الماء على لحيته؟
- هل يمكن للشيوعي ان يكون مسلما؟
- الدولة السنية والشيعة والتاريخ.
- الاخلاق والاسلاميون


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - إله عربي بقلنسوة وأزلاف طويلة