جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:04
المحور:
الادب والفن
..... خاطرة صغيرة
الشمس قبالتي أسيرة غلالة من الغيوم الرصاصيةرقيقة تشبه سقوف بيوت الصفيح حول المدن في وطني المعذّب ... لم تستطع حجب زرقة السماء
..ولاأشعة الشمس الضعيفة ..وبدت الشمس فوقها كائنا حيا متألقا يصارع الرصاص ليبعد ه
..... عن السماء التي بدت كغلالة زرقاء أخّاذة على جسد حسناء جميلة لتزين جيدها بزمردة من عقيق اشعتها الحمراء
وعبر القيود الاّسرة اخترقتها الأشعة الضعيفة لتبعث الأمل بدفء ربيع قادم رغم أنف الصقيع الجاثم على الأرض كالطاغوت .... لاأعلم كيف نقلني هذا المشهد
في حديقة ( بيريستين لان ) وأنا أنتظر عودة عزيزتي أم حنين من مكتب البريد القريب .. نقلني إلى إحدى زنزانات المزّة أو تدمر أو الشيخ حسن التي وغيرهاالتي
اغتالت من عمرنا وعمر الوطن عشرات السنين .. وبدت أمامي القيود الرصاصية ووجه الجلاد الرصاصي المبرقع بالأسود الذي اختير من بين كل وحوش الغابة
ليرافقني كظلي ويتلصص علي من ثقب الزنزانة ليتأكد أنني ما زلت حيّا بعد كل وجبة تعذيب .. تذكرت كم كنت ورفاقي الأحرار فرحين لانتصارنا على الموت والجلاّد وكنت أرقب شعاع الشمس ليزورني من كوّة زنزانتي عبر الشبك الحديدي كل يوم ليعيد الأمل بانتصار الحياة على الموت .ويمنحني معرفة الزمن
بعد أن سرقوا ساعتي وخاتم زواجي .. لأن المطلوب في المعتقل النازي الأسدي أن يعيش المعتقل خارج الزمن والحب الإنساني كما يعيش الجلاّد وزبانيته
في غفلة من الزمن .. ليتساوى الجلاّد والضحايا في هذا النظام المرصذص بخاتم أمريكي - اسرائيلي .. إلى حين
2003 شباط
لاهاي
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟