ولكن في المقابل لماذا لا نعطي فرصة للاخوان والسلفيين ؟

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 3740 - 2012 / 5 / 27 - 12:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ولكن في المقابل لماذا لا نعطي فرصة للاخوان والسلفيين ؟
لماذا لا نبارك للاخوان والسلفيين فوزهم ( او اقترابهم ) في الأنخابات المصرية ؟ وهل إذا ما مُنِعوا من هذا الفوز لا تشتعل ميادين التحرير من جديد ؟
اهلاً بكم في بانوراما الليلة وبرنامجكم الجديد ( خارج عن القاعدة ) وهذا الموضوع سيكون محور حديثنا لهذا اليوم وسنستضيف فيه المواطن المصري الذي يجلس في القهوة المقابل لداره منذ اكثر من خمسون عاماً وهو ينتظر الفرج المواطن حمدين شفيق المرسي .. اهلاً بك سيدي الكلمة لك ...
نعم اخي : الحمدلله ورب العالمين والسلام .. اُدخل في الموضوع رجاءاً .. طيب ..
انا كمواطن مصري امي لا لي في السياسة ولا في الرأسمالية ولا الأشتراكية ولا فائض القيمة ولا العلمانية ولا المادية انا من مواليد ناقص الحاجة ( والحمدلله على كل شيء ) من حقي ان اسأل المجلس العسكري وكل التيارات الليبرالية السابقة والقادمة ماذا فعلتم لمصر والمصريين وانتم في الحكم لأكثر من قرن ؟؟ لقد جربنا القوميين والناصرين والأشتراكيين والليبراليين وكل التيارات الأخرى والنتيجة هي اكبر شعب امي في العالم واكثر الشعوب المتخلفة صحياً وسياسياً ودينياً واجتماعياً وفكرياً في العالم ( وخاصة إذا كنا نسمي انفسنا بأبو الدنيا ) ؟ . لقد جربنا كل الأتجاهات ولم يبقى إلا الأتجاه الأخواني والسلفي فلماذا لا نعطي لهم الفرصة ولو لمرة واحدة او دورة انتخابية فريدة ومن ثم سيقرر الشعب إذا كان محتاج لساحة التحرير ام لا ( لا اعتقد سيهدموا الساحة هي الأخرى ) ؟ .. انا متفق معك كمّل :
نعم سيدي : ماذا استفدنا من حنسي الذي رَشّح وانتخب نفسه للآخر ثلاثون سنة ؟ وماذا جاء به الناصري غير الحروب والنكسات ( احنا كنا ناقصين )؟ ألم تكن فترات حكمهم هي الأكثر دموية والأكثر فساداً ونصباً واختلاساً ونهباً واحتقاراً وتخلفاً لنا كمصريين ؟ أليس كل ما حصل للشعب العراقي والليبي والتونسي والسوري واليمني ( والخير عالطريق ) بسبب تلك الأنظمة الدكتاورية الشمولية الأرهابية ؟ وإلا متى يا اخي ؟ منذ اكثر من خمسون عاماً والى الآن اجلس على هذه القهوة وانا جوعان وانتظر الفرج ولكن لم يصل بعد ، وكلما اسأل متى سيأتي ! يقولون انهم يُجربون صبرك وقوة تحملك .. لعنة الله على الصبر الذي ضيع عمري ولم يأتي .. لا تَكفُرْ وكَمّل طبيعي .. ومنذ اكثر من خمسون عاماً وانا اسمع في القهوة ومن صاحبها بأن هناك جماعة تختلف كلياً عن الدكتاتوريين وانهم اهل الخير والشريعة وليس لنا امل غيرهم فلماذا لا نعطي الفرصة لهم إذاً ؟ ..
أليس من حقها الشرعي والأنساني والتاريخي ان يحصلوا على هذه الفرصة ؟ ألم تدخل كل انواع التيارات والأتـجاهات وكل اصناف المذاهب السياسية واليبرالية وحتى الدينية في صنع التاريخ من خلال مشاركتها فيه وعبر الأزمان المختلفة الى ان وصلنا الى ما هو عليه ؟ فلماذا نمنع عنهم هذا الحق ؟ ألا يمكن ان يكونوا افضل من السابقين وان ينعم الشعب المصري بفضلهم على لقمة عَيش ؟ ألا يمكن وبإعتبارهم (رجال دين ) ان لا يتم نهب وسرقة قوت ودم الشعب المصري وارساله الى الخارج ( بإعتبار المصارف الخارجية هي للخواجة وبالتالي حرام ) ؟ هل يجب ان نحاربهم حتى قبل تجربتهم ؟
ألم نحلم بهم نحن المصريين ولعشرات السنوات ؟ أليست الديمقراطية بأن يختار الشعب مَن يرغب في قيادته ( ان يقود الشعب نفسه هذه صعبة علينا دلوأتي ) ؟ .
هل من العدل ان نرفضهم حتى قبل ان نتأكد من نواياهم الحقيقية وافكارهم التطبيقية ؟ أليس لدينا نحن المصريين المثل الكبير الذي يقول : ( المَيّه تُكذب الغطاس ) ألا تُغيّر كل الأحزاب والتيارات عندما تستلم السلطة في برامجها الأنتخابية 180 درجة ؟ الأشتراكي يتحول الى رأسمالي ، الديمقراطي يتحول الى دكتاتوري ، الماركسي الى إمام وقسيس ، والعلماني الى متصوف ، ألا يمكن ان يتحولوا الجماعة الى نوع جديد غير مسبوق ويكون افضل من كل الأنواع التي مرّت ؟ والله فكرة ..
ولكن اخي : العلمانيييي .. والماددددددة وعصر العولممممممم واشتراكييييية ووووو يعني هل تتلائم هذه الكلمات التي نسمعها كل اربعة دقائق مع التوجه الجديد التي تدعوا اليه ؟ طُز في كل ما اسمعه وكل ما يتردد ، منذ اكثر من خمسون عاماً وانا وجيراني واصدقائي المصريين جوعانيين ولا نستطيع ان نفعل شيء إلا مراقبة المجرميين والدكتاتوريين والناهبين والقاتلين لأحلام هذا المواطن ..
ألم يحصل كل ماحصل ولكل الشعوب من فقر وتشريد وجوع ( اسألوا العراقيين ) بسبب الرأسمالية ؟ ألم تحتقر الاشتراكية والأشتراكيين احلام الملايين من الشعوب ( كانت تسمى المستضعفة ) في كل ارجاء العالم ؟ ألم تحتقر كل الأديان وعبر التاريخ لكل انسان بحجة الرب عاوز كدة ؟ ... ماذا بعد !!.
اخي نحن لازلنا في طور أولي ، طور ( اول تقسيم كبير للعمل ) ، يجب ان نتسلسل عبر التاريخ ونمر على كل مراحله حتى يتم الأستقرار النهائي ، بدون الدخول في هذه المراحل لا يمكن نرتاح .. لا تخاف اخي نحن في عصر السرعة يعني ما راح نطول ملايين السنيين هي فترة فترتين انتخابيتين وكل شيء يبان للعيان ، ما هي فترة فترتين إنتخابيين نسبة الى تاريخ الشعوب الطويل ؟.. وبعدين ما تخافوش ساحة التحرير موجودة في كل ساعة يرى الشعب اختلال في السير والطريق سينزل الى الميدان ويوقف العجلة ، يعني مفيش خوف ، نحن في عصر الأنتخاب الطبيعي ..
ولكن يا اخي : العسكررررررر !!! خليهم يراقبوا مثل الأتراك الحدود الوطنية ولا يتدخلوا في السياسة والداخل والتشريع وإذا ما رأوا خطورة على الوطن من قبل الجماعة ينزل العسكر الى ميدان التحرير هي شغلة عويصوة وْلة صعبة ؟ شوف اخي إذا ما تعطوا الفرصة للجماعة راح ندخل بوابة الساحة المفتوحة من جديد وراح تتلعوص الامور من جديد ويتخربط الشعب كلُ في كلُ من جديد وانتم السبب وانتم سوف تتحملون النتائج ( المرة السابقة كانت موقعة الجمل مًن يعلم ماذا ستكون الموقعة الجديدة ) ؟ فمن افضل للجميع وحقهم الطبيعي ان يجربوا حظهم ..
وانا اخي المواطن المصري : اضم صوتي الى صوتك وبقوة واتمنى للاخوان كل الموفقية والنجاح والتقدم واتمنى ان يظهروا للعالم مدى صُدقيتهم ونزاهة الافكار التي يؤمنون بها وان يكون نظامهم قدوة للبشرية التي جربت كل الأساليب ولم تنفع والله يكون معهم والله من وراء القصد ...
ملاحظة اخيرة : اولا اخي المواطن المصري يجب ان اقول قبل ان تغادرني اتمنى لك كل الموفقية وعلى الأقل راتب تقاعدي في ظل الأخوان وكذلك ارغب ان أسألك آخر سؤال : تفضل :
حسب ما سمعته ان نسبة المشاركة في الأنتخابات كانت لا تتعدى 50 بالمائة او ما يقارب من ذلك ، ألا ترى ما هو غريب في الموضوع ؟ هل كان الشعب المصري يخرج الى الميدان كل يوم لتغيّر واسقاط القديم بدون الرغبة في انتخاب الجديد ام هل كان مجرد حقد وكره للقديم فقط ؟ ام هل كنتم انتم فقط في الساحة وليس كل مكونات الشعب المصري ؟ هو في ايه ؟ اليسن من الأخلاقي لشعب يخرج بالملايين ولشهور مطالباً التجديد والحرية والنزاهة في الأختيار وعندما تأتي ساعة الأختيار لا يخرج للمشاركة ؟ وخاصة هذه اول انتخابات تجري يكون فيه عدد المرشحين اكثر من واحد الأوحد ..
هوة في ايه ؟

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات