أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - ماذا تعمل ؟














المزيد.....


ماذا تعمل ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 16:58
المحور: المجتمع المدني
    


ماذا تعمَل وأينَ ؟ .. طالما أربكني هذا السؤال اللعين .. وطالما أزعجَتْني نظرات الإستغراب .. بل حتى الإستخفاف والإستهجان ، على مُحيا الذين يسألون ، حين أجيبهم : لاشئ في الواقع ! . ويتجاوز الأمر حدود الإستغراب ، عندما يسألون : هل أنت مُتقاعِد ؟ .. كلا . هل تستلم راتباً من منظمة أو حزب او جماعة او نقابة ... الخ ؟ كلا على الإطلاق ! . إذن كيف تعيش ، كيف تُدّبِر أمورك .. وكيف تقضي أوقاتك ؟ ... لي واردٌ مُتواضع عن إيجار دُكان ، في حدود 250 دولار شهرياً ، وكَيفتُ حياتي مُقّلصاً الإحتياجات الى حدودها الدُنيا ... أما بالنسبة للوقت ، فأنه يكاد لايكفي ، فأنا أقرأ وأكتبُ يومياً ! .
المُشكلة .. ان " القراءة والكتابة " هُنا ورُبما في أماكن كثيرة .. ليستْ " عملاً " ولا " مهنة " .. لاسيما بالنسبة الى كاتبٍ " مُستَقِل " مثلي .. مُستَقِل حقيقةً وليسَ إدعاءاً ، غير مُستعد لأن يكون بوقاً لأيٍ كان ، مهما كانتْ المُغرِيات .. وفعلاً ، باءتْ كُل مُحاولاتي ، بالفشل الذريع ، لأن [ أعمل ] في جريدةٍ محلية يومية " وجربتُ قبلَ ثلاث سنوات ، في تَحَدٍ مع نفسي ، وكتبتُ 120 مقالاً في 120 يوماً متتالية ونشرتها في مواقع ألكترونية " أو اسبوعية أو في مؤسسة صحفية او ثقافية او إعلامية ... فما أن يَطّلِعوا على نماذج من المقالات .. حتى يعتذروا ، ويقولوا بأن هذا النوع من المقالات ، لايتلائم مع " الخط العام " ! . وأخيراً وفي السنة الماضية ، وبعد ان قابلتُ رئيس تحرير إحدى الصُحف المعروفة .. وقدمتُ له كُتبي الأربعة المطبوعة ، والتي تحوي على معظم مقالاتي .. وإتفقنا مبدئياً أن أكتب عموداً ثلاثة أيام اسبوعياً .. لكن المُشرف على الصفحة ، إتصَلَ بي في اليوم التالي ، وأخبرَني ، بان رئيس التحرير ، يعتذر وأن لامجال لأن أكتب في جريدته ! . " ثم قالَ لي المُشرف بصورةٍ شخصية : .. هل تُريد الحقيقة .. ان " الجماعة " رفضوك ، لأن في كتاباتك الكثير من النقد ، وأن إتجاهك العام عراقي أكثر مما هو كردستاني !! .
أدركتُ الآن .. ان نوع الكتابة الذي أُمارسه ، والذي لايَدُرُ أي مردودٍ مالي .. يعني ببساطة انها نوع من التَرَف والبطالة ! .. وحتى نقابة الصحفيين هنا والتي أنا عضو فيها ، والتي توزع " منحة " شهرية للصحفيين ، بقرارٍ من الحكومة والبرلمان .. فأنهم إستثنوني من ذلك ! .. وبعد أن راجعتهم عدة مرات في السنوات السابقة بلا جدوى .. شعرتُ بأن في ذلك هدرٌ لكرامتي .. فتخليتُ عن الأمر . ( علماً بأن من ضمن شروط التفضيل ، في الصحفي الذي يُشمَل بالمنحة الشهرية ، ان لايكون موظفا او متقاعدا او يستلم راتباً في منظمة او غيرها .. وكُل صفات التفضيل هذه ، تنطبق عليّ ) .
عموماً .. انا عملياً ، كاتبٌ هاوٍ بإمتياز .. فما دمتُ ( حسب المقاييس الحالية الطاغية في المجتمع ) .. لم أحصل على قطعة أرض أسوةً بمعظم الكُتاب والصحفيين .. ولست مشمولاً بمنحة الصحفيين الشهرية .. ولا أستلم راتباً ولا أجوراً عن كتاباتي .. ولا أتصدرُ الندوات والمقابلات .. ولا اُرسل في وفود الى الخارج .. ولا تُقّدم لي هدايا وإمتيازات ... فأنا رغم الجُهد الفكري المبذول .. عاطلٌ عن العمل ... ولا زالتْ نظرات الإستهجان تلاحقني ، حين أضطرُ للإجابة عن السؤال اللعين : ماذا تعمل ؟ ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبذا لو كان قادتنا غير متزوجين !
- 5+1 = 6 !
- الصراع على الموارد و - دولة - كردستان
- خريف الإتفاق الإستراتيجي
- لعبة جَر الحَبِل
- بغداد .. عاصمة الثقافة 2013
- وسامٌ على صَدْر الصَدِر !
- بيت السيد ( ع )
- اُمٌ عظيمة
- بينَ الواجبِ والمِنّة
- كركوك بؤرة التوّتُر
- مُظاهرة أمامَ البرلمان الكردستاني
- غرابة الحياة
- كيفَ تُقّيِم زُعماءنا اليوم ؟
- بعض أوساخ السياسة ... الموصل نموذجاً
- - إتحاد الرِجال - والقطط الشَرِسة !
- هل ستجري إنتخابات مجالس المحافظات في موعدها ؟
- حمايات مشبوهة
- التدليل الزائد
- مِن نكد الدُنيا علينا


المزيد.....




- لن تصدق ما قاله للشرطي.. اعتقال مشتبه بعملية قتل مزدوجة على ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام شخص -قصاصا- وتكشف كيف قتل موا ...
- السعودية.. إعدام صومالي بسبب تهريب الحشيش
- نادي الأسير يتهم الاحتلال بتعذيب الأسرى وإذلالهم
- اعتقال رئيس وزراء موريشيوس السابق بتهمة الفساد وغسيل الأموال ...
- وزير الاقتصاد: القطاع الخاص الفلسطيني ركيزة أساسية في تنفيذ ...
- فيديو.. أسرى محررون يروون ثلاثية -التعذيب والتجويع الإذلال- ...
- المغرب.. اعتقال منفذي عملية اختطاف سيدة بطريقة -هوليودية-
- سوريا.. إلقاء القبض على مسئول أمني سابق ارتكب جرائم قتل وتعذ ...
- معاناة الأسرى المفرج عنهم بسبب التعذيب والتنكيل داخل سجون ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - ماذا تعمل ؟