حصان الغفلة

نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1096 - 2005 / 2 / 1 - 11:18
المحور: الادب والفن
    

أيضاً إلى الصديق حسين عجيب
-1-
أتبحث عن مأوى لغربة دائمة؟
دع السماسرة وباعة الأرواح
أدر عنايتك لساعة المغادرة
أيسر لقلبك المشرد
أحصن لعرق عمرك المهدور
ستحظى بنزفك أينما وقعت
وهل لأمثالك وطن أو بيت
غير أشلاء الأحلام
وبقايا نشواتٍ وحسرات حروف؟
-2-
في أي منفى تملك وطنك
حق الملكية لا يعلى عليه
أملك الآن سوريا كلها
حتى الجولان واللواء
أملكها الآن من إلهتي عشتار
وحتى آخر ذرة يود في عمر المتوسط
حمص قهوتي وحلب أغنيتي
أستحم ودمشق وأغازل اللاذقية
أنفاس كسب تعطر ذاكرتي
وكأول قبلة مخيلتي خضراء
كتبي أنت وعماد ونزيه ومها
سرار ويزن وأغصان واعدة لا تحصى
في علبة ماكياج حبيبتي
ماري وإيبلا وأريحا
والميدالية الذهبية الوحيدة
في المعلوماتية لسوريا التي
لم يسمع بها وطن أصم.
القرى الأولى في بلاد الشام
في غرفتي المجاورة
وعلى رفوف قلبي
كلّ كأس نشوة وفنجان صداقة
في المنافي أوطاننا أحب وأجمل
-3-
ألم يتعب حصان غفلتك الأصيل
ألم ترهقه مسافات النفاق ذي الأنياب
برأسك الثلج وفريدتك اللامعة
كنبتة صبار في حلق الصحراء
بصمت شامخ وألم صلب
تطالعان كتاباً مفخخاً
تسامران النسيان
بقلوب مفتوحة النبضات
تغفوان على حدود نصال باردة
كعيون قاتل محترف
ومن بين أصابعكما تفر الأيام
كالهواء.
-4-
تعبك في قلبي اعتراف
على صدري وسام
من حروب مجانية
يا رفيق سلاح أسود
احتفى بكل وردة
ولم يخدش شوكة
أيام عمى الألوان
من قال ولتْ
ككل شتاء تأتي
بكل مواهب التنكر
حتى حين تتعرى
تخطف ألبابنا الكهلة
كما يرعد مكبوت الشباب
وتبرق نجوم الطفولة
ونغطس في معارك وليدة
كأننا بلا ماض جارح
ولا أيامنا ندوب.
-5-
أعلم أني من سلالة ماكرة
تخفي سنامين ينموان
لتدلق معلقات نكراء
على ذوي سنام وحيد
يكاد يختفي محتفياً
بأصولنا الواحدة
أيها السامي العجيب
لنا أبناء عمومة أعداء
وأخوة ألداء
وذوات مسمومة.
-6-
إن أجمل قصيدة بانتظارك
لن تكتبها روحك السجينة
بل أقدامك الحرة
هذه المرة
خارج الصفحة العتيقة
و الورقة الصفراء الساقطة
لتكون بجمال آلامنا
بما يستحق حبرك الأحمر
الذي حجراً حجراً
يبني بيتكم أعني "بيتنا".

#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات