سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)
الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 19:01
المحور:
الادارة و الاقتصاد
كلنا يعرف ان عملية اختيار القائد الكفء والمناسب للمواقع القيادية تخضع لمجموعة من الشروط والمواصفات كي يتبوأ القائد الموقع. ومن اهم اربعة شروط للقائد هي ( التخصص -والثقافة - والقيادة – والاخلاق ). ونجد اليوم ان اختيار القيادات في المجتمع العربي والعراقي لاتخضع لهذه الشروط وانما ( المحاباة، العلاقات الشخصية، الأنتماء الحزبي) هذه هي الشروط السائدة، بينما نجد في دول العالم المتقدم يخضع القائد الاداري الى مجموعة من الأختبارات منها ( الشخصية، الذكاء، الثقافة العامة، الاتزان الانفعالي، الطموح، والصحة النفسية) فضلا عن الشهادة العلمية واجراء المقابلة وتقديمه ورقة عمل عن المشاريع والانشطة التي يهدف الى تحقيقها في المؤسسة .
لذا فأننا نجد اليوم ان وزارات ودوائر الدولة وجامعاتنا كافة بحاجة الى تطبيق الشروط الدقيقة في اختيار القائد الاداري الناجح .
ومن خلال تفحصي لمؤهلات عدد من القياديين الذين يقودون معظم دوائر الدولة والمؤسسات الجامعية اجد ان هناك مديرا عاما حاصلا على التخصص في الرياضة وهو يقود دائرة للتخطيط والمتابعة، وآخر متخصص في تغذية الحيوان يقود قسم ضمان الجودة، وآخر متخصص في الكيمياء يتولى قسم العلاقات والتبادل الثقافي وهلم جرا.
اني هنا لا اقلل من قدرات القياديين الحالية بقدر ما ادعوا الى اعادة هندسة التوزيع وفق الشروط والضوابط اي ( وضع الشخص المناسب في المكان المناسب) ، وذلك للأسباب التالية:
1. ان وجود الشخص غير المناسب في الموقع سيؤدي الى فقدان الموظفين أصحاب الكفاءة والموهبة والابداع، اذ سيقوم القيادي غير المناسب بأسناد الاعمال الى غير اصحابها وسيتصدر قليلوا الخبرة والمهارة على الاشخاص الملائمين لهذه المهمة. وبالتالي ستفقد المؤسسة الموظفين الاكفاء. ( اني اعرف سكرتيرة احد المدراء العامين هي التي تقود العمل بدلا من مديرها العام)
2. ان الفشل والخلل الناشئ عن سوء اختيار القائد الناجح سينتج عنه خسارة في الوقت والمال فالمهمة التي يمكن انجازها بساعة فأنها تنجز بستة أشهر على الاقل من قبل الشخص غير الكفوء.
3. ان وجود القائد غير المناسب سيؤدي الى تسرب أصحاب الخبرات والكفاءات الجيدة المؤهلة والمتدربة لسنوات طويلة ، وهذا يعني خسارة للدولة وأهدار للأموال ( اذ من غير المعقول ان يعمل موظف متخصص حاصل على شهادة الدكتوراه في ظل قيادي لايحمل سوى شهادة الثانوية ).
4. ان وجود القائد غير المناسب وقلة خبرته سيؤدي الى ضعف استثماره لطاقات العاملين وتفاقم البطالة القنعة وانخفاض مستوى الاداء.
5. ان وجود القائد غير المناسب سيفقد القدرة التنافسية للمؤسسة وللأفراد فضلا عن فقدان المؤسسة للأحترام وستعم الفوضى والفساد وغيرها من الظواهر السلبية.
6. ان وجود القائد غير المناسب سيؤدي الى منح الحوافز والمكافآت والايفادات الى الموظفين الضعفاء المحابين له ولقيادته فضلا عن التستر على مظاهر الفساد التي ترتكبها المؤسسة.
وأخيرا أقول نحن بحاجة الى انشاء مركز وطني لتطوير القيادات التي ستقود الدولة ويخضع للتدريب جميع القياديين في الدولة بما فيهم الوزراء.
#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)
Sawsan_Shakir_Majeed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟