احمد الجوراني
الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 11:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انشغل الاِعلام العراقي, والاجنبي هذه الايام بتضييف بغداد اجتماع 5+1 المتعلق بالملف النووي الايراني..وكل قرأ الاجتماع على وفق ما يرتئيه ويتمناه او يتلائم مع مصلحته, فالاٍعلام العراقي الحكومي والحكومة العراقية عدوه انجازاً كبيراً يسجل للحكومة العراقية,بل وللشعب العراقي! حتى وصفه دولة رئيس الوزراء "بالحدث المهم"وذهب بعض الاعلاميين الى عقد مقارنة بينه وبين مؤتمر القمة العربية ايهما اكثر اهمية , فضلاًعن انه امتداد للسياسة الخارجية الناجحة , وانه خطوة كبيرة في عودة العراق لدائرة الضوء في المحافل الدولية , وكيف استطاعت الدبلوماسية العراقية ان تشكل حضوراً مهماً في المشهد السياسي والاعلامي العالمي .
اما الغرب الذي ساهم في التحولات والمتغيرات بعد التغيير في العام 2003 يرى ان الاجتماع في بغداد يؤكد استقلالية العراق , وان التجربةالعراقية تسجل النجاحات المستمرةفي بنائها السياسي المحلي والدولي , حتى ان مسؤولة السياسة الخارجية في الأتحاد الاوربي كاثرين اشتون قالت: نحن فرحون لوجودنا في بغداد.. وراحت تثني على الدور المميز للدبلوماسية العراقية ونجاح بغداد في استضافته.. وهذا الامر ينسحب على الدول المشاركة مثل الولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا فضلاً عن مشاركة المانيا.
في حين يرى المعادون للتجربة للديمقراطية , ومناصروا النظام المباد, بأن ايران تحاول استظهار عضلاتها , بأنها اجبرت اعدائها للتفاوض في بغداد التي اصبحت خاضعة لقرارها السياسي,والاجتماع في بغداد يشكل ورقة ضغط قوية بيد الايرانيين , وانها تتفاوض من موقع قوي.. الخ .
اما المواطن العراقي فأنه غير معنٍ ولا مكترث بالاجتماع ! ولا يشكل أية اهمية بالنسبة له , بعدأن وصل الى اقصى مراحل اليأس,وهو يتنقل من خيبة الى خيبة اكبر,فبعد مضي اكثر من تسعة اعوام مازال يعيش دوامة فقدان الكهرباء والمصبية ان الحكومة مازالت تطلق الوعود الكاذبة حتى اصابته بالضجر والانزعاج المزمن,وهو يرى ان هناك عشرات المليارات تهدر بذريعة توفير الكهرباء,الى جانب تفشي البطالة وقلة الخدمات الأخرى,واغلب اطفال العراق بلا مدارس,وبعض المدارس طينية ومن دون رحلات او يجلس على الرحلة الواحدة4طلاب,معظم شوارع العاصمة بحاجة الى تبليط ,كثرة السيطرات والاختناقات المرورية, انتهاءً بأهم المشاكل وهي ازمة السكن,اذ يعيش20% من سكان العاصمة في العشوائيات و10%من سكان العراق فقط لديهم سندات تمليك( طابو)!,ويتوزع سكان مدينة الصدر(الثورة)بمعدل كل 25نسمة في 144متر مربع,ناهيك عن ضعف الخدمات ..
اذن في ظل هذه الظروف المزرية من غير المنطقي,ان تعني له هذه المؤتمرات والاجتماعات شيئاً,وبالتالي فهي لاتشكل حيزاً في اولوياته,وتلك الارقام لاتشكل سوى صفر على الشمال في معادلته!.
#احمد_الجوراني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟