|
الاسلام ..السلطه .. الخرافه ...... الجزء الاول
ابوالحق البكري
الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 06:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مرة اخرى نؤكد ؛ ليس للاسلام يسارا او يمين وانه يؤخذ قطعة واحده لايمكن تجزئته اوانتقاءه . يقول المفكر الاسلامي فهمي هويدي : ليس هناك اسلام تقدمي واخر رجعي وليس هناك اسلام ثوري واخر استسلامي ، وليس هناك اسلام سياسي واسلام اجتماعي ، او اسلام للسلاطين واخر للجماهير ، هناك اسلام واحد وكتاب واحد ، انزله الله على رسوله وبلغه رسوله الى الناس . ويذكر الشيخ محمد الغزالي في محاضراته في (اصلاح الفرد والمجتمع ) يقول : الاسلام الشامل الذي لايقبل التجزئه والتفريق .(ويستمر ليدعونا الى طاعة الدعاة ) ويقول : لنكون نبراسا في ايدي الدعاة وزادا روحيا لاجيالنا الاسلاميه في صراعها المرير مع اعداء الحق والاسلام ، وان قارب النجاة الوحيد وسط الطوفان من البلايا التي تهب على العالم الاسلامي من يمين اويسار هو الاسلام . ان دعاة الاسلام اليوم اكثر تشبثا باسلمة المجتمع واعادته الى عصور البداوه ، فبرغم كل ماورد فيها من نصوص جامده متخلفه لاتمت للحداثة والمدنيه بصله ، لابل تدين الحداثه وتعتبرها مصدرا شيطانيا يودي باصحابها للتهلكه المتمثله بنار الله يقول رسول الله ( صلعم ) : كل محدثة بدعه ، وكل بدعة ضلاله ، وكل ضلالة في النار .. كما للقران واياته قدسية لدى المسلمين ، للاحاديث النبوية والسير والتراث والتاريخ الاسلامي قدسية تتفاوت بحسب الانقسامات الطائفية والمرجعيات ، التي قد تتفوق على قدسية القران . ان الاسلاميين يلعبون اليوم مع شعوبهم لعبة الله على الارض ، مستثمرين غياب العقول وانتشار الجهل والتخلف ، من اجل السلطه وادامتها كي يستمر تغييب كل ماله علاقه بالحضاره والعلوم وكي تستمر عمليات النهب المنظم على الثروات بموجب الايات القرانيه التي تدعو لحكم الله . ان الحكم الا لله امر الاتعبدو الااياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لايعلمون (سورة يوسف -- 40 ) اليس الله باحكم الحاكمين ( التين --8) وحين تكون الامور تحت السيطره ويقبض الاسلاميون على السلطه يبدأ سريان قوانينهم وتشريعاتهم لتهيمن على كل مفاصل الحياة ويكون الاسلام دين الدوله الرسمي وهو المصدر الاساس للتشريع، ثم تضاف دستوريا فقره في غاية الغرابه تنص على تجريم استحداث قانون يتعارض مع ثوابت واحكام الاسلام ، ثم يشرعون فقره دستويه اخرى تتناقض معها تماما وتنص بان لايجوز تشريع قوانين تتعارض مع الديمقراطيه ، وكأن الاسلام والديمقراطيه وجهان لعمله واحده ، وهذا ماثبت في الدستور العراقي ،مع ان لاتداخل بين المفاهيم الاسلاميه والمفاهيم الديمقراطيه بل تناقض تام. وبذلك يكون القانون الاجتماعي والسياسي والاخلاقي والذي يحدد حركة المجتمع وحركة المواطن ويحدده باطار قانوني ويرصد وجهته تحت السيطره . وتحت شعار ان الحكم اليوم الالله ، ومن موقع الاعلون تلغى العلوم بكل اشكالها ، ويتم اقصاء الاخرين ابتداء من المعارضين سياسيا باسم الدين ثم الطائفه والقوميه ، ثم تنظيم حملات التطهير بمسميات شتى وبكل اتجاه . وبذلك تتسيد العبوديه وتلغى كل اشكال الديمقراطيه التي لايمكن فرضها بسيوف الاخوان المسلمين التي هي شعاره المقدس ، ويبدأ بذلك سريان الشعارات المعاديه للديمقراطيه ، وتطبيق ماوردنا من مقدسات من ايات واحاديث وحكايا بدويه خرافيه قاتلو الذين لايؤمنون بالله واليوم الاخر ولايحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتو الكتاب حتى يعطو الجزية عن يد وهم صاغرون ...( التوبه 29 ) هذا اقصاء واضح لايستحق الخوض معه في سجال وجدل يؤدي الى الى ضياع وتشتيت المحتوى ، وانطلاقا من الايه اعلاه تبدأ القوى الاسلاميه بتحريك ادواتها للقضاء على قسم من الخصوم والمعارضين مستخدمه سلطتها السياسيه والاعلاميه لاظهارها وكأنها خارج اللعبه. وما على المواطن الا الاذعان والاستكانه والرضوخ عملا بالنصوص التي لاتجيز له بالخروج عن طاعة الحاكم ، وبما ان تطور العلوم والحوار هي اساس بناء المجتمعات الا ان النصوص تختلف معها بشكل كبير . ياايها الذين امنو لاتسالو عن اشياء ان تبدو لكم تسؤكم وان تسالو عنها حين ينزل القران تبد لكم عفا الله عنها والله غفور رحيم ..( المائده 101) ومن اجل استخدام القوه ونشر الاسلام بالسيف اشارت العديد من الاحاديث النبويه الى ذلك منها : يقول النبي (صلعم) : الجنة تحت ضلال السيوف ....( صحيح مسلم ج 6 --ص 45 ) عن عبدالله بن عمر قال: ان رسول الله قال : امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدو ان لاال الا الله وان محمد رسول الله ويقيمو الصلاة ويؤتو الزكاه فاذا فعلو عصمو مني دمائهم الابحقها وحسابهم على الله ... (صحيح مسلم ج1--ص38 ) عن ابي موسى قال : قال صلعم : اذا كان يوم القيامه دفع الله الى كل مسلم يهوديا او نصرانيا فيقول هذا مكاتك من النار ...( صحيح مسلم ج8 --ص 104 ) وتحت شعار(لايجتمع في الجزيره دينان ) الذي رفعه محمد ابان تاسيس الدوله الاسلاميه حيث استبيح اليهود والنصارى ونهبت اموالهم واحرقت حقولهم وانتهكت اعراضهم وسبيت نسائهم وقتلّوا وذبحوا واقيمت بحقهم المجازر تلو المجازروالتي اتسمت بالبشاعه والوحشيه والدمويه والتي يفتخر بها التاريخ الاسلامي ويعدها نصرا تاريخيا . وانطلاقا من المقدسات التي ذكر جزء منها يمارس الاسلاميون اليوم سياسة الاقصاء والهيمنه والتجهيل والبداوه من خلال اغلاق قنوات الفكر والابداع والعلوم . يقول عمر بن الخطاب عن اهل الذمه : كيف اعزهم وقد اذلهم الله . ويقول علي بن ابي طالب عن معارضيه : همج رعاع اتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئو بنور ، ولم يلجأو الى ركن وثيق ....(وثائق نهج البلاغه ص 180 ) وان رجلا قال : يارسول الله ما اعقل فلانا النصراني ، فقال ( صلعم ) مه!! انه كافر لاعقل له ..!! اما سمعت قول الله عزوجل (وقالو لو كنا نسمع او نعقل ماكنا من اصحاب السعير ) .... ( الاصابه ج 8 ص 40 ) بالمحصله ان الذين لاينتمون للاسلام هم كفره يستحقون القتل ولايمكن باي حال من الاحوال التعامل معهم والاسترشاد بفنونهم وعلومهم ومداركهم ولايمكن ايضا الاسترشاد بقوانينهم الانسانيه والتي يسترشد بها بني البشر على سطح الكوكب ، ويسير على نهجها كونها تمثل النهج الحضاري الانساني . برغم ان الشعوب الاسلاميه مغلوبه منكوبه تعيش البداوة والرعويه الى الحد الذي عجزت فيه على تاهيل نفسها لتكون قادره ان تكون في مصافي الدول المتقدمه الحره ،وبرغم انها طفيليه تعتاش على فضلات الدول الكبرى رغم بحار البترول التي تطوف عليها ، الا انهم لازالو يتصورون انفسهم الاسياد ، اما من ينتمي للغرب فهو كافر مرتد لايستحق الا ان يركن في زوايا المهملات . لكن في الوقت الذي تضيق عليهم السبل نتيجة غياب الديمقراطيه ، يستنجدون بالغرب الكافر لانقاذهم من الطغاة ، هذه الاشكاليه والازدواجيه التي يمارسها الصحراويون هي نتيجه طبيعيه لتقلبات الاحداث والتي عمقت انتهازية الشيوخ ، على الغرب ان يتوقف عندها وقرائتها بما يرجح كفة الانتصار لقوى الخير التي تعلن تضامنها مع حقوف الانسان. يقول المفكر والعالم اينشتاين : لايكفي ان يهتم المتخصصون القلائل بنتائج بحوثهم وتطبيقاتها فان قصر المعلومات على عدد قليل من التاس في المجتمع يخنق روح الشعب برغم الايجابيه التي يتعامل بها الغرب مع المسلمين انطلاقا من فهمهم للتضامن الانساني الا ان الدعاة والمفكرين الاسلاميين يصرون على التعامل بسلبيه بالغه مع الغرب حد الاعتداء على المنظمات والهيئات الانسانيه من خلال تنفيذ عمليات القتل او الاختطاف ، متناسين بانهم طرقو ابواب الهيئات الدوليه والانسانيه للعالم المتحضر الحر بدل من التوجه لمرجعياتهم الدينيه حين غيبتهم الديكتاتوريات .
#ابوالحق_البكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام..المرأه .. حقوق الانسان . ...الجزء الاول
المزيد.....
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|