|
كيف نخرج من المأزق؟
احمد جبار غرب
الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 00:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المسألة شائكة بالتأكيد إذا ليمكن فهم واقع أنت تعيشه وهو مثقل بكل التراكمات والمشكلات فالدولة العراقية لم تهدأ طيلة خمسة عشر قرنا خلت فمن حروب وغزوات إلى حصارات عاشها العراق وانتقال من إمبراطورية إلى أخرى ومن مستعمر إلى أخر إلى الانعتاق والتحرر الشكلي بعد زمن صعب وبعد محاولة الضباط الاحرارمن تقديم حل جذري عبر ثورة أقيمت على أنقاض الملكية التي لتخلو من استبداد وطغيان وهنا أصبحنا وجها لوجه اماعقدة استحكمت في العراق واغلب أقطار المعمورة وربما في العراق لها الاثر الأكبر بفعل التكوين الشخصي العاطفي للفرد العراقي وهي سلطة الحكم ومن يحكم ؟ولم يهنا العراقيين بهذا التحول الجديد الذي سرعان ما فتح الأبواب لتصفيات وتطاحنات بين القوى السياسية حول طبيعة الحكم والتطرف الإيديولوجي ومن يستطيع تمثيل العراقيين بشكل حقيقي ولا ننسى المصالح النفعية والانتهازية والغائية اتجاه السلطة ولانعدام المعايير والأسس التي تعتمد في إقرار تلك الأمور ظلت الأمور ومعطيات تلك الوقائع سائبة ليس أكثر من نهش هنا وتقسيط هناك وسحق هنا وقتل هناك الاان تولت زمرة ممن استحكموا قبضتهم على الوطن بوسائل دموية غاية في التطرف وأشاعوا الرعب والموت في كل زاوية وشارع وادخلوا البلاد في مأزق الحروب والغزوات الفارغة التي لم تجلب سوى الدمار والويلات على الشعب المسكين الذي كان يتوق لفسحة من الحرية تشكل له أملا للانطلاق نحو الحلم الأكبر عراق حر وديمقراطي ومسالم بكل ثقله الحضاري يعيش أبنائه بكرامة وعزة وترفع وهو يمتلك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم لكن توالي الحكومات التي لتسعى لخدمة الشعب بقدر خدمة المنظومات السلطوية وما تمثله من تسلط وأدوات قمعية لتكيف وتبسط هيمنتها على الشعب المسالم وتدور الدوائر وتتحرك لعبة الأمم وتتجه بوصلة المصالح العالمية وتتدخل في العراق لتطيح بالنظام القائم آنذاك والذي استنفذ إغراضه والذي نكل بالشعب بشكل سافر لامثيل له بالتاريخ وذهب النظام غير مأسوف عليه وأصبحنا إمام خيارات صعبة من اجل بناء دولة قائمة على المؤسسات الدستورية والمعايير الدولية تتبنى النظام الديمقراطي وتكفل للفرد الحريات والتعبير عن الرأي لكل الأطياف العراقية لكن الإرث القديم واستحكامات السلطة وبريقها جعل طرح السؤال الكبير مجددا من يحكم ؟ومن يفوز بالحكم ؟وهذا السؤال افرز واقعا دمويا ومأساويا عاشه المجتمع العراقي ساهم فيه السياسي البشع والمتدين المتعسف والجاهل الذي يملك أداة القتل وبسبب طبيعة المجتمع العراقي المتعدد الأطياف والرؤى السياسية ومخلفات المنظومة الحاكمة السابقة إضافة إلى تدخل دول الجوار عن طريق فرض أجندة تتبع مصالحها وان كان بطريق الدم فالمصالح هنا هي السيدة والحقيقة رغم ماتقدم فأن عقدة الخوف من الأخر هي التي تتحكم في تفكير الساسة العراقيين لاتوجد قنوات من الثقة هناك خوف إيديولوجي وخوف سياسي هناك شعور بالغبن الطائفي وإحساس بالنقص الطائفي هناك تصور بخذلان التاريخ مقابل خوف من التهميش والإقصاء تلك المحنة تقف بقوة في سبيل اي بناء للدولة العراقية الحديثة يقوم على أسس متينة وخالصة من اي غرض قد يفكر به الأخر المحكوم وكان الثمن باهظا انهار من الدماء سالت ولتزال تسيل من اجل ان يكون العراقيين في توافق مع بعض وضمان عيشهم بشكل متساوي لكن التجربة الوليدة تأتي بسلبياتها معها فكان التخبط وسوء استخدام السلطات وانهيار منظومة القيم وانتشار الفساد والسرقة بشكل بارع أدى إلى تراجع مخيف في طموح العراقيين بإنتاج وطن كالحلم تسكنه الملائكة هكذا يتصور البعض في مديات أحلامه... ان الصراع على السلطة رغم وجود الدستور الذي كتبه العراقيين مع وجود بعض الإشكالات العالقة فيه والتي يستوجب حلها لتسريع عملية البناء التي ينشدها الجميع لازال هو السائد بين القوى السياسية والمشكلة الرئيسية التي تواجهنا هو الإقصاء ومحاولة التحجيم للأخر وتلك البوادر ظهرت على السطح بشكل جلي خلال السنوات الخمس الأخيرة هناك محاولات لاحتواء أهم مكسب حصل عليه العراقيون وهو الحرية وتبديلها بنمط مستهلك من التفكير قائم على التخويف والهيمنة وبسط الرأي بالقوة والإسكات ولعل هذا الجانب الخطير الذي يتبناه أصحاب الفكرة المطلقة والتي ليمكن دحضها وهذه العقلية البعيدة كل البعد عن التطور والرقي الحضاري أذا هي تحاول وقف التفكير والاكتفاء بالتعاليم القدسية الجاهزة للبناء وكمنظومة كاملة لانحتاج إلى غيرها في الإجابة على تساؤلاتنا وتلك هي افضع واخطر مانمر به وله انعكاسات شتى سياسية واقتصادية واجتماعية تفضي بضلالها على المشهد العراقي بقوة وان سبل الخلاص من هذه المطب يتلخص في فهم الدستور ومحاولة ترميم بعض فقراته بحيث تتيح لكل القوى السياسية من طرح برامجها والتمثيل الحقيقي لجماهيرها وتلك تتوقف على الإرادة الحرة في التغيير نحو بناء وطن المؤسسات والتداول السلمي للسلطة بما يضمن العدالة للجميع
#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تساؤلات غير بريئة
-
حلالس وحرامس
-
حفل تكريمي
-
(لا املك أجنحة لكنني احلم) قراءة في مجموعة الشاعرة أطياف رشي
...
-
واقع السينما امس واليوم
-
احتجاج
-
سركون بولص بين الاغتراب والحداثة
-
كسوف شمسنا
-
خريفنا وربيع لارا لوهان
-
مذكرة قبض قضائي ونقض كردستاني
-
الخواء في الدواء
-
الفنان محمود صبري ونظرية الكم
-
التسول والتسول السياسي
-
شكوكلاته بالكاكاو
-
في ذكرى ميثاق جنيف لحقوق الانسان اسئلة واستنتاجات
-
شوكولاته
-
الحكومة والتسويق الاعلامي
-
يوم بغداد
-
خرق ادبي بدون لبس
-
خرق ادبي خطير
المزيد.....
-
ترامب يكشف موعد اتصاله مع رئيس وزراء كندا ويؤكد: -سيدفعون-
-
الصين لديها ورقة رابحة في مواجهة رسوم أمريكا الجمركية.. ما ه
...
-
أمراض يشير إليها تضخم الغدد اللمفاوية
-
روسيا تنشئ أنظمة تبريد تساعد على تطوير أجهزة الكمبيوتر الكمو
...
-
روسيا تستخدم الدرونات لمراقبة مسارات السكك الحديدية
-
روسيا تختبر منظومة جديدة مضادة للدرونات
-
البول الأسود.. اضطراب نادر يسبب مشاكل صحية خطيرة
-
الدنمارك.. اكتشاف نوع جديد من الفطريات تحوّل العناكب إلى زوم
...
-
روسيا تنتج بطاريات الليثيوم الأيونية للطائرات المسيرة
-
أمراض تسمى -القاتل الصامت-.. ما هي وكيف نكتشفها مبكرا؟
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|