أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام ابراهيم عطوف كبة - منع الحفلات الغنائية وديمقراطية صباح البزوني















المزيد.....

منع الحفلات الغنائية وديمقراطية صباح البزوني


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 21:15
المحور: الادب والفن
    


مع مراحل الاضطراب السياسي والأمني وتصاعد مظاهر التفرد بالسلطات والقمع والارهاب الحكوميين وانتهاكات حقوق الانسان وتأطير المجتمع دينيا والفساد واشاعة اسلحة الكذب والخداع الشامل والاستيلاء على المفوضيات المستقلة والنقابات والمؤسساتية المدنية في بلادنا تنتعش محاولات غسل ذاكرة الشعب الوطنية،في كافة مفاصلها،خاصة مع الثقافة الوطنية والديمقراطية.ولتنتهز الولاءات المتنفذة الانتقائية الدستورية والأهواء الشخصية لفرض سطوتها ولتهميش دور المثقفين والمبدعين عبر الرهان المستمر على القمع والعسف والجهل والامية!وهاهو مجلس محافظة البصرة يمنع مجددا اقامة الحفلات الغنائية"الماجنة"على مسارح وكازينوهات وقاعات الفنادق في المدينة،كون البصرة مدينة محافظة!
والقرار يأتي ضمن سلسلة من القرارت المشابهة التي شهدتها مدن الجنوب والفرات الاوسط في الاعوام الثلاث الاخيرة،وبعد عام واحد فقط من فرض القانون والقضاء على الميليشيات في آذار 2008 وصولات الفرسان التي قادها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي،والذي يترأس ائتلاف دولة القانون الذي يقف وراء معظم القرارت الخائبة سالفة الذكر.
اوائل تشرين الثاني 2010،وفي البصرة،هوجم مكان عرض سيرك(مونت كارلو)الدولي وجرى تطويقه ومنع مشاهدته بحجة ان الارض التي قامت عليها هذه الفعالية تعود الى الوقف الشيعي!وقبل ذلك اقفلت مدينة الالعاب بنفس الذريعة!كما جرى احتلال بعض الملاعب الشعبية لكرة القدم!وكان محافظ البصرة شلتاغ مياح قد اصدر تعليماته اواسط 2009،منع بموجبها الكازينوهات والمتنزهات من اقامة الحفلات او السماح باختلاط الرجال مع النساء،وشرع افراد حمايته باعتقال المخالفين!واليوم يؤكد رئيس مجلس محافظة البصرة صباح البزوني ان "قرار المجلس الجديد هو منع الحفلات الغنائية الماجنة التي تقام في المحافظة".
سبق والغى مجلس محافظة بابل هو الآخر عام 2010 الحفلات الموسيقية والغنائية التي كان من المفترض ان تقام ضمن مهرجان بابل الدولي بحجة خصوصية المدينة الدينية!كما تفتقت العقلية المتطرفة المريضة عن تخصيص فروع خاصة من مصرف بابل التجاري للنساء حصرا!بينما اقتحمت قوة مسلحة من الشرطة والأمن السياحي وعمليات بغداد مبنى اتحاد الادباء والكتاب في العراق بساحة الاندلس في العاصمة العراقية وطالبت امينه العام الشاعر الفريد سمعان بتوقيع محضر اغلاق النادي الاجتماعي بشكل نهائي!
هذه العقلية المريضة تسترسل في الموقف الذي يعتبر نفسه دائما على حق ويرفض الاستفادة من الآخر ليخلق المشاكل اكثر مما يحل بالحلول الترقيعية واعادة انتاج التبريرية النفعية التي لا تزال تعتز بالعلم العراقي الذي اوجده صدام حسين وكتابة الله اكبر،العلم الذي تحت لوائه غزا الدكتاتور الكويت وشن انفالياته الكيمياوية ضد الشعب الكردي واقام استعراضاته العسكرية التهريجية،وخرج تلاميذ المدارس يرفعونه صباحا ويتغنون ب(بابا صدام).وتلقى الرواج عند الحثالات الطبقية دعوات بعض المراجع الى عدم الوقوع في فخ الرياضة واقامة الاحتفالات حول مباريات كرة القدم وعدم الوقوع في فخ الانترنيت ايضا،وقبلها عدم الوقوع في حبائل الفن والموسيقى والباليه والمسرح والسينما والنحت والرسم التشكيلي فكلها من وحي الشيطان والزندقة!
دكتاتورية صدام حسين شجعت المطربين واغدقت عليهم بالمال والتسهيلات من اجل الغناء العاطفي والسياسي والتجاري،بينما تقوم القوى السياسية المتنفذة اليوم بتكميم اصوات المطربين على اعتبارهم رجسا من عمل الشيطان واعتبار الطرب فن ماجن،وفوضى التحريم في العراق لازالت تمنع الآلات الوترية وآلات الايقاع!وبعض المطربين يبيعون اصواتهم بـسوق النفاق لضمان سلامتهم،ليتحولوا من الغناء الى الندب والرثاء واللطم على الصدور في المواكب الحسينية والشعائر الدينية،بينما تواصل السلطات المتنفذة تحجيم وحل فروع نقابة الفنانين.
يتآكل المشهد الثقافي بالرضوض السايكولوجية والاجتماعية التي ولدت عند المثقف والفنان الصدمة الكبيرة والخوف من المجهول ومن التوتر النفسي والامني والاجتمااقتصادي.وحال الحفلات الغنائية والموسيقية هو حال دور العرض السينمائية والمسرح وقاعات عزف الموسيقى الكلاسيكية ورقص الباليه ومعارض الفن التشكيلي والرسم والنحت التي كانت تملأ بغداد والمحافظات والتي اختفت الى حين،ويعد ذلك خللا بل شللا في المشهد الثقافي عامة.
دور العرض السينمائي في بغداد،التي كانت حتى وقت قريب تتجاوز الاربعين دارا،اقفلت ابوابها،يشهد على ذلك شارع السعدون في مدينة بغداد ودوره السينمائية التي تحولت جميعها دون استئناء الى ورش لصناعة الاثاث ومخازن حبوب بعد ان تهالكت وتقادمت!"كما استأجرت شركة تركية بناية سينما النجوم ورممتها لتسيير اعمال الشركة التجارية"!وسبق لدائرة السينما والمسرح في مدينة البصرة ان طردت منتسبيها قبل اشهر معدودة،وتم حجرهم في غرف بائسة،في امعان بسياسة التهميش والمصادرة ومزيد من اشاعة ظلمة التخلف!وزارة الثقافة لم تلتفت للعناية بدور العرض السينمائي التي تشكل جزءا من ذاكرة بغداد الحضارية ومعلما للحياة المدنية في العراق وجزءا من اماكن الترفيه الأساسية لدى العائلة العراقية،كما تقلصت عملية شراء الأفلام من الخارج،وانسحب الجمهور التقليدي من الدخول الى قاعات العرض السينمائي،وماتت تقاليد العرض السينمائي.لا يمكن فهم عراقا جديدا دون دور للعرض السينمائي التي تربي لدى المواطن السلوك الحضاري.
يأتي القرار الجديد لمجلس محافظة البصرة بمنع الحفلات الغنائية في مدينة الخشابة واليامال والهيوة في وقت لازالت فيه الحكومة العراقية تتجاهل اهمية - بلورة الصيغ والتشريعات القانونية التي تكفل حرية الثقافة والفن والابداع،وتستبعد كل ما يمكن ان يقيدها،وتهدف الى وضع ثمارها في متناول سائر فئات المجتمع،وتعتمد ميثاقا ينظم نشاط المهنة الاعلامية ويلزم العاملين فيها باحترام قيم ومعايير الابتعاد عن التحريض واثارة النعرات وكل ما يلحق الضرر بالوحدة الوطنية.
كما يأتي القرار الجديد لمجلس محافظة البصرة مع السعي المتواصل للابتلاع الحكومي لوسائل الاعلام وتحويل المدينة الى مأتم كبير طارد للاستثمار وللسياحة!ومع تعاظم التفاوتات الاجتماعية و التهميش الاجتماعي بشكل خطير بحيث بات كل ذلك ينذر بتوترات اجتماعية يصعب السيطرة عليها.
الخوف من المجهول هو ما يشغل ويربك الادب والفن،والمتفائلون والمتشائمون يتفقون على مجهولية الغد بعد ان باتت الوعود في مهب الريح وهواء في شبك.العمل الثقافي غير الحكومي يواجه ضعف الدعم الحكومي،والتعامل السلطوي البيروقراطي الفظ،الى جانب تجاهل وزارة الثقافة الفعاليات الثقافية الفنية الاحتفالية المهرجانية للعديد من الجمعيات والمؤسسات الثقافية والفنية العراقية في المهجر!اما الشرطة فهي تداهم معارض الفنانين وحفلات المطربين!
تضفي القرارات الاعتباطية والمزاجية للسلطات المتنفذة في بعض المدن العراقية على عوالم الادب والفكر والفنون بشتى اشكالها التشوه والالزام والتسفيه مما يورث مجتمعنا تقاليد مريضة وغير صحية قد تطغي على التقاليد الانسانية والاصيلة للثقافة والفنون والفكر والابداع والاصالة في عراقنا!وهي الى جانب كونها تصعيد في التدخلات الفظة وتوجيه التهديدات والانذارات وفي سياسة الوصاية واصطناع المثل على قدر حجمها،تحاول تضييق الفرص لنمو ثقافة حرة وفن منفتح يعبر من خلالهما المثقف والفنان عن عالمه الابداعي وينمي فرص تطوير المواهب والعقول الشابة الطامحة الى التعبير عن عالمها الفكري والاخلاقي والاجتماعي!وبتنكرهم للتعاليم التي تضمن العدالة الاجتماعية للمواطن لا يتصرفون بما يتناقض مع القيم الدنيوية في القرن الحادي والعشرين فقط ،بل وللقيم الدينية التي يتبجحون بالتزامهم بها.
لا يمنع الاسلام ولا كل الديانات السماوية فن الطرب واقامة الحفلات.ومع ذلك لا مناص من الأخذ بمبدأ فصل الدين عن الدولة ورفض الشمولية والتمييز العنصري والديني والطائفي والفكري وازاء المرأة بمختلف اشكاله ومظاهره،ولا يمكن ان يحصل ذلك الا تحت ادارة واشراف الدولة المدنية الديمقراطية والعلمانية التي تبتغي العدالة الاجتماعية وتحترم كل الاديان والمذاهب وتسمح لها بممارسة طقوسها وتقاليدها بحرية وتمنع عنها الاساءة والتمييز!
لا والف لا للفكر الاسود العدواني الذي تريد ديمقراطية"مياح والمطوري والبزوني.."سحب الناس اليه...ولثقافة الفكر الواحد والرأي الواحد والجمود والتهميش واحتقار المثقف الفنان المطرب،ولمحاولات اعتقال العقل واغتياله وممارسة الارهاب ضده لصالح الغيبية والشعوذة والسحر والبلادة وباتجاه تسيير الناس وتدجين وتضليل عقولهم.

بغداد
24/5/2012



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي والعدالة الاجتما ...
- سليم مطر!ما هکذا تورد الإبل ايها (الاديب والمثقف...)!
- من يدق طبول الحرب في العراق ... يا دولة رئيس مجلس الوزراء؟
- التاسع من ايار والمؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي
- الحرية للأكاديمي الدكتور محمد طاقة!
- ازدراء الطبقة العاملة العراقية نهج ثابت في سياسة حكومات نوري ...
- نوري المالكي .. بين الاستبداد ونصرة الطائفية
- عبد الامير الخرسان والاقتراحات الجديدة القديمة الى الحزب الش ...
- محمود القبطان والكوردايتي
- التحالف الكردستاني عامل التوازن السياسي الحقيقي في عملية بنا ...
- مداهمة صحيفة طريق الشعب..لا تمر مرور الكرام!
- التظاهر الاحتجاجي يسحب البساط من تحت حكومات الترنح الطائفي ف ...
- ضياء الشكرجي وحزبه الليبرالي
- الطلفاحية تنهض من جديد
- لا للتزوير والتزييف!..الحركة العمالية النقابية نموذجا!
- رحيل الدكتور المتمرد مهدي مرتضى
- عبد الصاحب الخناق والزمن الغادر
- السيد نوري المالكي وسياسة-اخبطها واشرب صافيها-
- رحيل داعية السلام العالمي احمد حمروش
- الترابط بين التاريخي والمنطقي في عملية المعرفة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام ابراهيم عطوف كبة - منع الحفلات الغنائية وديمقراطية صباح البزوني