بشير ونيسي
الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 12:06
المحور:
الادب والفن
1
طاف أبولو الأرض شبرا شبرا ‘بفرسه الملائكي الجناح ‘ فوجد مجنونا أمام البحر ‘يأخذ الأسماك الميتة ويعيدها للبحر ‘ ويخطط ظله على البحر فيجيء الموج فيمحوه ‘ ويكشط الزبد على سطح البحر . قال له :
- ماهذا الفعل ؟
- أعيد الموت الى الحياة ‘ وأحل في النور لأفنى ‘ وأخلع الجسد عن الروح .
- لم يبق لي معنى معك..
وانصرف بلطف ..
2
عشت أربعين يوما في مدينة قانونها لاغالب الا الله ‘ اذا أكل أهلها قالوا لا غالب الا الله ‘ اذا شربوا ‘ لبسوا ‘ تناسلوا ...وفي يوم أصدر السلطان مرسوما يقضي كل من صار عاقلا بالغا حرا يجب أن تفقأ عينه وتقطع يده ‘ قالوا لاغالب الا الله ‘ لكن مجنونا قال :
- يجب أن نبدأ بالسلطان
قالوا :
- يا أحمق من يرعانا اذا فقأنا عينه ‘ ومن يعطينا ويطعمنا ويكسينا اذا قطعنا يده
- الله
فقتلوه وأحرقوا جثته ونثروها مع الريح ومنذ ذلك الحين فقدت المدينة حريتها بإسم هويتها .
3
يوم مولدي الشقي ‘ زغردت أمي ‘ وأنا أصرخ لاوطن لي الا الله ‘ أمي لم تذق كنه كينونتي ‘ واستقبلت نسوة المدينة ‘ سمعت احداهن تقول :
- الحمد لله على صحتك .
وأخرى قالت ك
- كثرة صراخ طفلك تدل على عنفه
وأخرى قالت :
- الطفل يشبه والده
قلت لأمي :
- لا تصدق ما يقال أنا لا أشبه أبي ‘ أنا كائن حر سوف أحيا وأنتظر الموت لأعانق وجودي .
4
قالت المومس للجندي بعد نار الشبق في الغسق :
- متى يتحرر البلد ؟
- اذا تبت ...
- أتمنى ذلك لكن ...
- حينها أموت شهيدا من أجل هذا البلد .
بشير ونيسي الجزائر
#بشير_ونيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟