مصطفى لغتيري
الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 10:01
المحور:
الادب والفن
كتب - جمال بخيت:
يستعيد الروائي المغربي مصطفى لغتيري لغة السرد الواقعية في رواية »رقصة العنكبوت« الصادرة عن دار محاكاة للدراسات والنشر, تقع الرواية في »95« صفحة من القطع المتوسط, وتتكون من احد عشر فصلا, يبحر المؤلف في وصف الواقع الاجتماعي ويصفه وصفا دقيقا من خلال عرض شرائح مجتمعية مختلفة, الطبقة الغنية التي تستغل البسطاء والفقراء والذين يعيشون في عالم الاحلام بلقمة عيش تنقذهم من هذا القاع. ولكن في نفس الوقت تبدو حكمة العقل في اختيار المبادئ والقيم من خلال شخصية محورية في الرواية التي تتبنى موقف الكرامة والسعي الى القمة مهما كان الثمن غالياً والرضا بالبقاء وسط هذا المجتمع البسيط رغم اغراءات الآخرين لبطل الرواية الحالم الذي تخذله احلامه لأن تركيبة الحلم تبدو في اولها صدمة يعترف من خلالها بزيف المجتمع وانحراف هذه الطبقة المخملية عن مبادئ وقيم العدالة للوصول الى اهدافها مهما كلفها الثمن ويبدو ذلك في استغلال ذوي الحاجة الى المال والوصول الى قمة الحلم معهم, ولكن هيهات ان تمضي مع الجميع, فهناك اناس لا يزالون يتمتعون بنمط الصدق في حياتهم والتخلي عن اي طريق لا يأتي الا عن طريق الكفاح الحياتي.
بطل الرواية شاب بسيط من طبقة مجتمعية تحلم بالوصول الى قمة الهرم المجتمعي, يحلم البطل حينما يصفه الراوي بعد لقائه بمفتاح احلامه, حينذاك تداعى الى ذهني لقائي الاول بالسيد حسن.. في مكان كانت الصدفة وحدها حاسمة في تواجدي معه.. كنت ابحث لصديق قديم.
حينما لا يجد الرسام والفنان بطل الرواية مجالا الا من خلال لقاء رجل غريب تبدو عليه علامات الثراء, ويستقطب الرجل الشاب والفقير, ولكن كان الثمن هو ان يرسم ويقلد صورا لعظماء الفنانين العالميين, ثم يقوم الرجل الثري ببيعها لعلية القوم, ولم يجد البطل الفقير طريقا آخر, لكنه يكذب على الشخصية المحورية التي ارتبط بها وهي »منى« الفتاة الحالمة بالمبادئ والقيم والكفاح, وبين هذه التناقضات العظيمة التي يدسها الشيطان في رأس البطل الفقير وبين تقاليده وعاداته واهله وفتاته يرى نفسه في مأزق حقيقي لا يستطيع الفكاك منه الا بالكذب.
تتمتع الرواية بلغة كما ذكرنا منظمة وترتيب حواري بديع بدور الام ثم الفتاة ثم الثري ثم ابنة الثري التي تعيش خارج البلاد وتأتي من فرنسا لزيارة والدها وتلتقي بطل الرواية لتلقي له سر الاسرار ولكن دون اخباره حقيقة الامر, وبالفعل منحته فرصة التعرف بنفسه الى ما دار في كينونة الواقع المؤلم الذي عاش فيه البطل حلمه.
#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟