أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رزاق عبود - الا يفتقد احد الشاعر خلدون جاويد؟!














المزيد.....

الا يفتقد احد الشاعر خلدون جاويد؟!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 23:37
المحور: الادب والفن
    


الشاعر الجميل(كما يسميه اصدقاؤه) خلدون جاويد تتوزع صورته صفحات المواقع، والصحف الالكترونية. كذلك قصائده، وبعض مقالاته. غرف البالتوك تحتفظ في اراشيفها الكثير من الامسيات، التي احياها بلا تعب، ولا منه، ولا تردد، ولا تشكي. منذ فترة، ونحن، لا نراه، لا نسمع عنه، لا نقرا له جديدا، وهو المغزر في الانتاج. لا احدا يسال عنه، يتذكره، يفتقده؟! عجيب هذا العالم، وعجيبة علاقات الغربة الرهيبة.

الشاعرخلدون جاويد، ومنذ ستة اشهر، او ينيف طريح الفراش، شبه مشلول اثر عملية فاشلة في الظهر، الذي اعاق حركته كثيرا. كان يامل ان تمنحه العملية فرصة اكبر في االحركة، والابداع، والتنقل لكي يشارك الاخرين نتاجاته. النتيجة كانت عكسية للاسف الشديد. يتنقل، ومنذ ستة اشهر بين المستشفى، والمصح، والبيت على ايدي غرباء، وباجهزة، والات صنعت لخدمة المعوقين، وليس للتعذيب كما في بلداننا. لكنه يتعذب من حالته، ومن عزلته، ومن نسيانه. يعيش، فترات، وحيدا في شقته عاجزا، يعتمد بشكل كامل على موظفي الرعاية الصحية. لحسن حظه يعيش في دولة تحترم الانسان، وتقدره، وتقدم له الخدمات، بغض النظر عن عمره، ولونه، وجنسه، وعرقه، ودينه، وافكاره.

اتسائل الم يتذكره، يذكره، يفتقده احد المواقع، احدى الصحف، التي كانت تتسابق على نشر جديده؟ الم تذكره المنظمات، والاحزاب، والنوادي، والتجمعات الثقافية، وغرف البالتوك، التي كان يحيي، او يشارك في اماسيها؟ الم تذكره القاعات، التي كانت ترتج تصفيقا لبلاغته، وشعره؟ الم يذكره الاصدقاء، والرفاق، والزملاء؟! الم يسال احد ممن استمعوا اليه، صفقوا له، تصوروا معه، اين ذلك الشاعر، الانسان، الصديق، الرفيق، الزميل؟! انا لا الوم احدا ممن لا يعلم، ولكني استغرب، لهذا الصمت العجيب عن غياب شخص كان له حضورا كبيرا، ومهما؟

قد نختلف مع خلدون الانسان، الصديق، الشاعر، السياسي، الجرئ الافكار، لكن ان ننساه، فهذا امر لا افهمه. لقد طلب مني، ومن صديقه الحميم الفنان نبيل تومي، ان لانزعج احد، بخبر مرضه، وشلله. لكنني لم اعد اطيق الصمت، حتى وان اخل بوعدي له! ليس استعطافا، ولكن لاحساس شديد بالاحباط، والاستغراب، من هذا الصمت العجيب، وهذا التجاهل الجاحد لشاعر له مكانته، منذ كان طالبا في جامعة بغداد، وتحدى البعث بعنفوان الشباب ايام عنفوان البعث. تصدى للظلاميين، والمفسدين، والفاسدين، والانتهازيين، والوصوليين، والمتعصبين قوميا، ودينيا، وطائفيا. فهل تعاقبه القوى الديمقراطية، واليسارية، وتجمعات المثقفين، ونواديها، ومنتدياتها على نشاطه، وجرأته؟ّ ام هو ياترى ذات النمط التقليدي، في ان نرثي الانسان عندما يغادرنا، ونضع قبل اسمه كلمة فقيد، او شهيد حسب الوضع، والظروف؟! نضع صورته مع بقية من غادرونا، ونذكره مرة كل عام، حتى يتكدس ظلام النسيان، وتمسح صورته الايام.

هل يحق لنا ان نلوم، وننتقد، ونعتب على السلطات اهمالها لرموز شعبنا من المبدعين، اذا كنا ننسى اصدقائنا؟! قد ابدو قاسيا بعض الشئ، لكني شهدت اكثر من مرة هذا الحيف، وسمعت من يردد: "ليس لنا في غربتنا الا بعضنا". لم اشعر يوما بهذه الحمية، وهذا التعاطف، وهذا التآلف فهل يحق لنا ان نلوم الاخرين؟! لا ادري ان كان الصديق خلدون جاويد يتفق معي، ويغفر لي كسر حاجز الصمت، كي اطلق صرخة لنغير طبيعة التعامل مع بعضنا، فلم يعد لنا،فعلا، غير بعضنا!
رزاق عبود
21/5/2012



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد اكبر مدينة كردية في العراق، فليخرج منها الطائفيون والع ...
- ثمانية وسبعون شمعة ماسية عند اضرحة الخالدين ومثلها عند صرائف ...
- بشار -الاسد- يستأسد على حمص مثلما استأسد اباه على حماه!
- المرأة اسمى
- العام العاشر على الرحيل المفجع للرائد المجدد محمود البريكان!
- مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين وانتاج الاخوان المسلم ...
- مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين وانتاج الاخوان المسلم ...
- الى الخلد يرحل الشهداء!
- مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين واانتاج الاخوان المسل ...
- الشعب السوري يذبح والعالم يتفرج(2)
- الشعب السوري يذبح والعالم يتفرج!
- الربيع العربي، الاسلام، الاسلاميون، والديمقراطية!
- حزب الدعوة العفلقية في العراق!
- عن اي سلف -صالح- يتحدث الاسلاميون؟!(2)
- عن اي سلف -صالح- يتحدث الاسلاميون؟!
- ماذا يعني شعار -الاسلام هو الحل-؟!
- ورحل البصري الوسيم، معلم الجميع محمود عبدالوهاب!
- الرحلة الاخيرة للمهاجر.الشاعر الانيق مهدي محمد علي يودعنا عل ...
- عطية زايد البهادلي-ابو شهدي- بطل من الداكير
- سورية شعب ثائر ، ونظام جائر


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رزاق عبود - الا يفتقد احد الشاعر خلدون جاويد؟!