أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الخزاعي - قراءة في المشهد العراقي














المزيد.....


قراءة في المشهد العراقي


حميد الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المترقب للمشهد السياسي العراقي والذي يمتلك عينين في رأسه سيلاحظ ومن دون عناء أنه مشهد متشظي ومشرذم تحكمه الخلافات السياسية والتخندقات الفئوية وكثير من الضبابية وانعدام الرؤيا الواقعية والتحليل الدقيق للوضع الخطير الذي يمر به بلدنا الجريح.
كل هذا وذاك كان نتيجة حتمية لما يسمى بالسياسة التوافقية الجديدة والغريبة بنفس الوقت على مجتمعنا وشعبنا الذي لازال يتعلم درس الديمقراطية الأول.
هذه السياسة التي ارتكزت وبشكل أساس على مبدأ المحاصصة الطائفية المقيتة لا على أساس الحصة الانتخابية باعتبارها إرادة الشعب التي ألقاها في صناديق الديمقراطية المزعومة والتي خيبت ظنه وجعلته يشعر بالاستغفال والسذاجة والحيرة من نتائجها التي جاءت دون توقعاته بسبب تعاطيه العاطفي والطائفي في طريقة تشخيص من أنتخبهم.
السياسة التوافقية هذه ليست سيئة الى هذا الحد إذا ما كان الهدف منها خلق شراكة واقعية واحتواء جميع المشاركين في العملية السياسية أو تشكيل حكومة ائتلاف حقيقية وليست شكلية , أما إذا كانت على أساس المحاصصة الطائفية والحزبية فإنها بالتأكيد ستفرز للواقع حكومة ضعيفة مشتتة الانتماءات والميول فاقدة السيطرة على عناصرها وأدواتها الميدانية لتكون النتيجة فشل ذريع في الواقع الخدمي وحتى الأمني ، الذي كانت تعتبره الحكومة ولوقت قريب من أبرز وأهم إنجازاتها الذي تتباهى به على خصومها الذين قد يكون لهم اليد الخفية في زعزعته بل حتى نسفه .
إن على الجميع أن يعيد حساباته على أساس الصبغة العراقية لا الصفة المذهبية أو القومية ، عند ذاك فقط نستطيع القول أن سياسة التوافق تعني فعلا مشاركة وليس إقصاءً أو تهميشا لدور الآخرين بدعوى الأغلبية , وبذلك سوف تكون الفرصة واسعة وكبيرة لبناء وتفعيل هذه التجربة الجديدة والفريدة في العراق ..ويبقى الحل الأمثل والترياق الشافي لمشكلة هذا البلد المظلوم هو تمكين الوطني الحقيقي المخلص والنزيه الذي ولد من رحم معاناته ومن خضم آلامه الدامية لينقذه من الضياع ويسير به سيرا حثيثا هادئا دون إقصاء أو تهميش أو تفضيل لجهة دون أخرى , ليرتقي بمستوى الخدمات المتعبة وينهض بواقع البلد المتردي ، ولا يتحقق ذلك إلا بوعي الشارع العراقي وتطور فهمه واستيعابه للحدث السياسي وما يطرأ عليه من متغيرات مهمة تحدد مصيره ومستقبله ، وإذا ما بقي المجتمع خاضعا للتأثير المذهبي والقومي والحزبي والإقليمي على حساب قيمه وثوابته الوطنية ، فلا يحصل التغيير الذي ينشده ويطمح اليه للخروج من أزمته الخانقة التي أوقعوه فيها ساسة العراق الجدد ...
فالجماهير كانت ولا زالت هي القوة الضاغطة والفاعلة بنفس الوقت خلال مسيرة التاريخ وفي مختلف البلدان لتغيير تلك الحكومات أو لتقويم مسيرتها أو تحسين أداءها حتى لو كانت تلك البلدان لا تمتلك إلا الحد الأدنى من الديمقراطية أو فاقدة لها في أسوء الاحتمالات .
والسؤال المطروح اليوم وبإلحاح شديد هو : هل يستطيع الشعب العراقي أن يلعب دوره الضاغط على الحكومة في ظل تردي الخدمات والخروقات الأمنية ؟؟
فالمسؤولية الأخلاقية والوطنية تقع أولا على الجماهير والتي بيدها أن تمنح الفرصة للأصلح والأفضل ليتسنم المنصب المناسب لخدمتها وإزالة الحيف والظلم عنها.
وتقع ثانيا على المسؤول والذي وثق به الآخرون ومنحوه أصواتهم وأوصلوه الى هذا المنصب الذي يتأملون من خلاله أن يحقق لهم ما كانوا يصبون اليه ...فعليه تذكر الواجب الأخلاقي والشرعي الذي يحتم عليه خدمة الناس والتفاني في إسعادهم ليكون نموذجا صغرويا لحكومة علي بن أبي طالب عليه السلام الذي أفنى حياته في سبيل المستضعفين والمظلومين دون أن يفكر التزود من هذه الدنيا ومن حطامها البالي...ان من يضع نصب عينيه قدوة يتأسى بها مثل علي عليه السلام سوف يجد الله سبحانه وتعالى قد عبد له الطريق للانتصار على نفسه ليحصنها من الانحراف والانزلاق الى هاوية ( وجاهة المنصب وسعادة خفق النعل) التي طالما أطاحت بأصحابها وانتهت بهم الى مزابل التأريخ.





#حميد_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد تفاعل محمد بن سلمان.. -مات ليث من ليوث آل سعود- بقصيدة ع ...
- تحديث.. انفجار طائرة سقطت في فيلاديلفيا بأمريكا قرب مركز تجا ...
- انتشال جثتي طياري المروحية العسكرية المنكوبة بحادث اصطدام بط ...
- ما هو تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على كندا والمكس ...
- ما مستقبل الشراكة بين أميركا والجزائر بعد عودة ترامب؟
- كارثة جديدة في أجواء أميركا.. كيف سقطت -طائرة الطفل المريض-؟ ...
- القوات الروسية تسيطر على بلدة جديدة شرقي أوكرانيا
- ترامب يعلق على تحطم طائرة صغيرة في فيلادلفيا
- سوريا.. فيديو ودلالة هدية أحمد الشرع إلى أمير قطر ورد فعل ال ...
- السعودية.. فيديو ما فعله وافد يمني ومواطن بالشارع العام يشعل ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الخزاعي - قراءة في المشهد العراقي