أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدي زكريا الصايغ - مكتبة الاسكندرية - تعود الى الحياة















المزيد.....

مكتبة الاسكندرية - تعود الى الحياة


مجدي زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3735 - 2012 / 5 / 22 - 22:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كانت احدى اشهر مكتبات الزمان. فبفضلها اصبحت مدينة الاسكمدرية فى مصر مقصدا لاعظم المفكرين فى العالم. لكن هذه المكتبة اختفت فى ظروف غامضة. وبأختفتئها فقد الكثير من الكتابات القيمة جدا مما اثر سلبا فى تقدم العلم. ولكن يبدو ان هذه المكتبه العظيمه عادت اليوم الى الحياة.
تشتهر مكتبة الاسكندرية التى اعيد بنائها بأبنيتها غير التقليدبة. فالمبنى الرئيسى لهذه المكتبة يتميز بشكله المستدير المائل ويبلغ سطحه المدور المصنوع من الزجاج والالمونيوم حوالى 160 مترا. وهو مقسم الى نوافذ تواجه الشمال. وتضئ غرفة القراءة الرئيسية. ويضم هذا المبنى الرحب الشبيه بأسطوانه غير مكتملة الاماكن الرئيسية المخصصة للعموم ويمتد قسم منه تحت البحر كما ينحدر سطحه المنبسط البراق شيئا فشيئا من علو سبعة طوابق مشكلا حفرة عميقة. لذلك عندما يتأمل الناظر من بعيد هذا البناء وهو يتلألأ تحت اشعة الشمس المنعكسة على سطحه اللماع يخاله قرص الشمس عند الشروق.
والجدار الخارجى لهذا البناء المستدير المائل وهو عبارة عن عن منحنى عريض شديد الانحدار صنع من الغرانيت الرمادى اللون. وقد نفشت على هذا الجدار احرف عدد من الابجديات القديمة والحديثة. وتعتبر هذه الاحرف المشكلة فى خطوط افقية رمزا للركائز التى تقوم عليها المعرفة.
تشغل معظم هذا البناء المستدير غرفة للقراءة مؤلفة من عدة صفوف متدرجة. اما الاجزاء الواقعة تحت الارض فهى مخصصة لتخزين ثمانية ملايين كتاب ومجلد. فضلا عن ذلك تضم هذه المكتبة صالات عرض قاعات مؤتمرات وأماكن مخصصة لضعيفى البصر والمكفوفين. وبالاضافة الى المبنى الرئيسى هنالك ايضا القبة السماوية. وهى مبنى منفصل على شكل كرة قائمة على ركائز للتثبيت. فتبدو اشبه بقمر اصطناعى معلق فى مداره. ولكى تكون هذه المكتبة التى شيدت وفقا لأحدث التقنيات متكاملة من كل النواحى زودت بأنظمة كمبيوتر واطفاء متطورة جدا.
ولادة هذه المكتبة الاسطورة
اشتهرت مدينة الاسكنرية القديمة بروائع ضاعت مع الزمن. ومن بين هذه الروائع قبر الاسكندر الكبير والفاروس اى المنارة التى يعتقد ان طولها فاق المئه والعشرةامتار. لذلك اعتبرت هذه المدينة احدى عجائب العالم القديم السبع. وبعد موت الاسكندر تولت اسرة البطالسة اليونانية زمام الحكم فى مصر واستمر حكمها الى ان هزم اوكتافيان كليوباترا وماركوس انطونيوس سنة 30 ق.م. وفى ظل حكم البطالسة شهدت الاسكندرية تغييرات جذرية. يذكر اطلس العالم اليونانى : خلال فترة طويلة من الزمن كانت الاسكندرية اهم مدينة فى العالم من الناحية التجارية والثقافية. وعندما كانت فى ذروة ازدهارها بلغ عدد سكانها حوالى 600,000 نسمة.
اعتبرت المكتبة الملكية فى الاسكندرية اهم المعالم التى استقطبت الناس من حول العالم. فقد أنشئت عذه المكتبة فى اوائل القرن الثالث قبل الميلاد وحظيت بأهتمام ودعم اسرة البطالسة. وهكذا تحولت المكتبة ومتحف الاسكندرية الى معقل للعلم والاختراع فى العالم الهلينى.
يعتقد ان هذه المكتبة ضمت 700,000 درج من اوراق البردى. فى المقابل احتوت مكتبة السوربون فى القرن الرابع عشر على 1,700 كتاب. ومع ذلك اعتبرت مدعاة للفخر لانها ضمت انذاك اكبر مجموعة من الكتب. كان الحكام المصريون مصممين على اغناء مكتبتهم. لذلك امروا الجنود بتفتيش كل سفينة ترسو فى المنطقة بحثا عما قد يجدونه من ادراج. واذا عثروا على اية كتابات كانوا يحتفظون بها ويعيدون نسخا عنها الى السفينة. كما تشير بعض المصادر ان مدينة اثينا اعارت بطليموس الثالث النسخ الاصلية التى لاتقدر بثمن للمسرحيات الاغريقية الكلاسيكية كى يصنع نسخا عنها لمكتبته. وكان هذا الملك قد دفع مبلغا من المال يضمن انه سيعيد المسرحيات الاصلية. لكن عوض ارجاعها اعاد نسخا عنها متخليا عن المبلغ الذى دفعه.
عندما يطلع المرء على اسماء كبار المفكرين الذين عملوا فى مكتبة ومتحف الاسكندرية يخال نفسه يقرأ لائحة بأسماء مجموعة من العباقرة القدماء. فقد حقق العلماء فى الاسكندرية انجازات ضخمة فى مجالات الهندسة علم المثلثات وعلم الفلك. بالاضافة الى الى اللغة والادب والطب. وكما يقول التقليد ان فى هذه المدينة قام 72 عالما يهوديا بترجمة الاسفارالعبرانية الى اليونانية. وهكذا شهدت الاسكندرية ولادة الترجمة السبعينيه.
اختفاء المكتبة
من المؤسف ان المؤرخين لم يشعروا بالحاجة الى ذكر وصف مفصل للمؤسسات العلميه التى ضمتها الاسكندرية. والمثال الابرز لذلك هو أثينوس مؤرخ عاش فى القرن الثالث الميلادى فقد قال: لا أرى داعيا ان اتكلم عن عدد الكتب والمكتبات والاشباء التى احتواها متحف الاسكندرية. او ليست جميعها مطبوعة فى ذاكرة الناس؟. ان عبارات كهذه تخيب امل العلماء العصريين الذين يتوقون الى معرفة المزيد عن هذه المكتبة القديمة المذهلة.
يرجح ان مكتبة الاسكندرية قد اختفت من الوجود قبل غزو العرب لمصر سنة 640 ب.م. وحتى يومنا هذا لايزال العلماء غير متفقين على رأى يوضح كيف ومتى اختفت هذه المكتبة. ويقول البعض ان العديد من محتوياتها اتلف عندما احرق يوليوس قيصر قسما من المدينة سنة 47 ق.م. ولكن بغض النظر عن الاسباب التى ادت الى زوالها خسر العالم بأختفائها كما هائلا من المعارف والعلوم. فقد ضاعت الى الابد مئات اعمال الكتاب المسرحيين الاغريق بالاضافة الى الكتابات التى تروى الخمسمئة سنة الاولى من تاريخ اليونان. اذ لم ينج منها سوى بعض اعمال هيرودوتس وثوسيديديس وزينوفون.
بين الفرنين الثالث والسادس بعد الميلاد كانت مدينة الاسكندرية فى معظم الاحيان مسرحا للعديد من الاضطرابات. فغالبا ما كان الوثنيون واليهود والمسيحيون يتقاتلون حول اوجه مبهمه فى عقائدهم. حتى ان الكنيسة نفسها شجعت الرعاع فى مناسبات عديده على نهب المعابد الوثنية. مما ادى الى اتلاف الكثير من النصوص القديمة.
احياء امجاد الماضى
افتتحت مكتبة الاسكندرية الجديدة فى تشرين الاول اكتوبر سنة 2002. وهى تضم حوالى 400,000 كتاب. وقد زودت بنظام كمبيوتر متطور جدا يصلها بالعديد من المكتبات الاخرى. والمجموعة الرئيسية من المراجع فى هذه المكتبة تتناول الحضارات الشرقية التى ازدهرت فى حوض المتوسط. وبما انها تتسع لثمانية ملايين كتاب يطمح القيمون عليها ان يعيدوا الى مدينة الاسكندرية المكانة التى كانت تتمتع بها.
نخبة علماء مدينة الاسكندرية القديمة بأختصار:
ارخميدس : عالم رياضيات ومخترع
ارستارخوس الساموسى : فلكى
كاليماخوس شاعر وامين مكتبة
كلوديوس يطليموس: فلكى
اقليدس: عالم رياضيات
جالينوس: طبيب



#مجدي_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مع ذلك فهى تدور؛ -
- هل تنبأ الكتاب المقدس بقيام اسرائيل؟
- كيف تحمى الحريات؟
- الحريه الدينيه بركه ام لعنه ؟ الجزء الثانى
- حريتكم الدينيه هل هى مهدده ؟ 1 من 2
- شعب الله المختار - القول الفصل
- المغنون الخصيان - تشويه بأسم الدين
- هل انت من المتهكمين؟
- اعجوبة كوكبنا - عنوان الارض المثالى
- الهدايه الى الالحاد - 2 من 2
- الهدايه الى الالحاد - 1 من 2
- محاكمة المسيح
- كيف تستفيد من مرضك - تحيه للمرضى
- يوميات جنين-ولم يتم اللقاء
- نشيد الانشاد المفترى عليه
- نصب تذكارى لابليس


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدي زكريا الصايغ - مكتبة الاسكندرية - تعود الى الحياة