أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيزة رحموني - حوار مع الشاعرة ريحانة بشير















المزيد.....


حوار مع الشاعرة ريحانة بشير


عزيزة رحموني

الحوار المتمدن-العدد: 3735 - 2012 / 5 / 22 - 06:40
المحور: الادب والفن
    



ريحانة بشير شاعرة تُصَعِّد تشغيل مخيلتها كلما تقاطعت نجواها مع معطيات العالم المادي حولها... لديها طاقة شاسعة على اجتراح الكون وفتح شرفاته للتأمل المسبوغ بندف من روحها الشاعرية فتبدو قصائدها صوتا ملائكيا حالما... في هذا الحوار نلتقي ريحانةَ القصيدةِ النثرية و نستمع لهمسها الصارخ :

المبدع قلِق بطبيعته و لولا زخم أسئلته ما نزف قلمه...كيف تعيش ريحانة فلسفة وجودها في كتابتها ؟

أرحب أولا بهطولك عزيزة، فلنا فيه ما يساعد على الصحوة لأن التحدث عن الذات ومرسمها الأفقي يجرّنا حتما لإعادة التشكيل ربما من خلال سؤال ما، وأحد هذه الأسئلة: فلسفة قلقي الوجودي في كتاباتي والقلق كما نعلم طبيعة بشرية للتفاعل الحاصل بين الشخص ومحيطه وخصوصا إذا كان هذا المحيط عالما يدعو لاستشفاف عمق الذات وما تراه وترمي إليه في خلق رؤيا أخرى للواقع تتوحّد في جدلية مبنية على التوافق لا على التضاد مع الذات وهذا الحافز الإيجابي يخلق نحتا إبداعيا. لكن حينما أقول لا يعنيني هذا العالم وهو عنوان لأحد مجموعاتي الشعرية قيد التنقيح أقصد بذلك قلقي اتجاه هذا العالم الذي ابتعد عن خلق كينونة مائية لإرهاصاته تتسم بالإنسيابية النقية فأترك قلمي المنزعج يرصدني لأكتبني في اندهاش لما أراه وأسمعه... فكثيرا ما تثيرني الفكرة العاملة عن الاختلاف في توصيف الوجع والقلق، أبني عليها رؤيتي كأنّي أستنشق رائحة لا توافق حاسة شمّي، لأن الذي بِتْنا نراه مِن تقلّبات في السلوك البشري يجعلني أهرب نحو التأمل
و أكذب على نفسي بالحلم فأزرع تلك التأملات على طراز يعتنق قلق الاندهاش لأكتبه، وهذا يحيلنا على سؤالك الثاني...

للحب حضور طاغ في إبداع ريحانة، لماذا ؟

للحب حضور طاغ في كتاباتي لأن الحب حالة متأخرة غالبا ما تأتي في غير موسمها فكل شيء أصبح يأتي في غير فصله. وهذا اهتمام مني في تسليط الضوء عن كنه المعنى في غياب معنى هذه العاطفة التي أعتبرها سرّ الوجود و بها ننظم حياتنا، لهذا فإني أعيد اكتشاف شيء مغيب افتراضيا ونتكلم عنه مجازا فهو بوابة الخير في ذواتنا، أريد أن ينكسر الجحود أمام قراءة النص الريحاني ليعيد المتلقي قراءة ذاته من خلالي وأطوّق بالحروف ما لم يستطع الواقع إحداثه من خلال الآني الذي نعيشه نحن في عزلة بعيدا عنّا ، نحن ألان نتنكّر لأنفسنا ولاحتياجات هذه النفس فلقد خلقنا أمما لنتعارفَ ونتهادى و لنَتحابَّ فاللغة قادرة على البعث.. والحب لا يخضع لممكنات مصطنعة ليبني أعشاشنا خارج محيط الذات يكفي أن نتسع قليلا لنرصد كل مختلفاتنا ومخلّفاتنا.

الاحتفاء بالجسد تيمة تلازم كتابة الكثير من المبدعات العربيات، هل هي ثورة حريم ضد المحافظين ؟ أم تحدٍّ يعيد إنتاج الوعي بالذات؟

هل نكتب حقيقة عن الجسد أم نحتفي به فقط نحن في مجتمع لا يؤمن بالحديث عن الجنس إلا في الخدور... والمبدعة حينما تأخذ الجسد المادي كتيمة ستجد الاحتفاء به تلصصا فقط . لكن القيمة الإبداعية لهذا النوع من الكتابات تظل رهينة السؤال : إلى أي حد يتمّ الإحتفاء به حدَّ تكريم مبدعة على كتاباتها الإيروتيكية ؟ سأقف وقفة سيزيفية حينها ، لأني لا أحبّذ النصوص المباشرة في وصف الجسد وحالاته مما يُفقد للعمل جماليته كما وعاء اللغة ضيق في مجمله لمصاحبة النص الإيروتيكي.
و يبقى حضور الجسد واقعا في مجمل النصوص كقيمة جمالية لدى الشعراء عامة . أرى في المجمل التعاطي للكتابة عن الجسد لدى المبدعات كالتعاطي للأفيون سرعان ما يزول تأثير المخدّر لأنه لا يؤسس لرؤيا إبداعية ولا استشرافية لهمومنا.

ريحانة دخلت موسم الماء في ديوان فاتن اختارت له من الأسماء:" حين يتكلم الماء" ..ديوان وجد صدى جميلا لدى المتلقي قارئا و ناقدا. ما الذي تُعِدّه ريحانة في موسها المقبل ؟

ألان بصدد تنقيح مجموعتي الشعرية الثالثة لا يعنيني هذا العالم وسيطبع بالجزائر من طرف نادي فنون وكذلك ألبوما شعريا مصورا وهو الآن بالمنتديات الرقمية وهي تجربة متفرّدة من توضيب الشاعر الجزائري إسماعيل غربي وإخراج علي الصالحي و هنا أوجه الشكر لهما على اختيار العمل لإخراجه وطباعته ضمن فعاليات نادي فنون .

هل يمكن أن تتوب ريحانة عن كتابة نبضها ؟

لا نملك مفاتيح أسرارنا فنحن طرف في هذه الحياة وهي المجبولة على التغير كل شيء بقدر لاشيء مصادفة بل بميقات معلوم ولقد سبق وقلتها شعرا :
هذه الفوضى تحاكي عجائبية تمردي
فبشرني بمدينة تفهم إيماءاتي
لأضع شيئا من الترتيب بداخلي
لا أحب أن يسكنني التمرد كثيرا خارج مدار جاذبيتي أي الحقيقة التي أبحث عنها دوما، فالأمكنة تضيق بي كلما ابتعدت عنّي، حيث التلاشي في حضن الله اخضرار طبيعي. أقول كثيرا : هل ننحت الخواء وتبقى قراطيسنا شاهدة على هذا الخواء أم سأكتب قصيدة تفتح باب القدر لتذكّرني بوصية الله لآدم ،هل نشقى بنا في زخم هذا الصوت والحلول على مرمى سجدة. يربكني سؤالك ولقد سبق في البداية أن قلت قد يكون في حوارنا سؤال يغير مفاهيمنا أو جوابا يحرّك الراكد من رؤانا، فكل الأشياء لا نملك منها إلا وجهها وبقعة الضوء في نشأة الشساعة تبقى معلقة بإرادتنا...

قصيدة النثر وجدت انتشارا شديدا في العالم العربي مقابل انحسار قصيدة التفعيلة و الشعر العمودي.هل يعتبر هذا الانتشار عجزا عن النظم الجدير بالخلود على غرار الشعر العربي الذي كان أرشيفا حقيقيا للحياة ثقافة و عادات و تقاليد ؟

الموروث يبقى موروثا مهما تعددت المقولات والفرضيات تبقى حصينة ومرجعا لغة وفكرا ومعينا يشرب منه الكثيرون ومصاحبا للكثيرين. فالقصيدة العمودية أو التفعيلة لها فضاءاتها و توظيفاتها البلاغية وصورها الشعرية الخالدة وانحسارهما يأتي من ضرورة المعيش الذي يتطلب لغة أخرى. إذ هواجسنا تتكلم بلغة أخرى وأنساقَ أخرى، كذلك ذواتنا . هل التفعيلة تكتبني كما قصيدة النثر ؟هل أكتب قصيدة النثر أم شيئا آخر؟ نحن في كون صغير يجمع كل الماضي في صُرة صغيرة، ويكتب من كوة نوره ليُطل على هذا الكون.
كل مبدع يحمل فنارا يحدس الطريق وسط محكياته كما قال دوتورف. كل واحد منا يخبئ شيئا .هذا الشيئ نحكي عنه ونتعرى لنقوله وقد سبق بودلير بعنوان قلبي وقد بدا عاريا. الآن أصبحنا نرى العالم برؤية أكثر اندهاشا وتتراءى النظم وفق هذا الإندهاش ومن تمّ نحاول أن نخلق أشياء غير موجودة لنتميّز أم لنكتمل؟ أم فقط لنقول للزمن الجميل قف هناك ودعنا نبحث عن جمال حدّ البكاء؟ أو حدّ الفرح؟ لا ندري.. أو نخالف مدونات على هامش الحياة ؟ كل هذا أجده في نص يجمع جماله في إحساس المتلقي وهو يسافر به عبر الأراضي الخفيضة للشعر وللكلمة التي تضيف للعالم نبضا جديدا ، للكلمة التي تغيّر تقاطيع القبح في وجه جميل.
كل له ظرفيته التي صاحبت الحدث. نحب الآن أن نكون دوستويفسكيين أكثر جرأة لأن الإبداع الجريء دوما يبحث عن الكمال.


قال ادونيس ذات لقاء ثقافي في الجزائر:"إن العالم العربي يعيش حالة انقراض حضاري، وأن العرب ليس لديهم ما يقدمونه لمستقبل العالم"، ما رأيك كمثقفة عربية في هذا الطرح ؟

هل ترين أن المثقفين العرب يتجرؤون على النقد و طرح الأسئلة اللصيقة بقضايا بلدانهم ؟
ربما قد أختلف مع أدونيس في كلمة انقراض حضاري كأن السلالة هشة حدّ الانقراض ، لا أظن ..الفكر العربي كفكر يتميز بالتنوع والتعدد باختلاف الثقافات واختلاف الظروف والمبادئ والمنطلقات .فكيف لأدونيس أن يحصر تجربة فكر مدى كل هذه العهود في رؤيته حدّ الانمحاء؟ وهذه مقولة فكر غير خاضعة في شموليتها لمبدأ التعايش الفكري . كيف تنقرض حضارة والعالم أصبح حالة منقرضة وذائبة في ذاتها ، لم يعد هناك الفرد بل الكل في كون واحد والمستقبل ليس للعربي بل لإنتاج فكر ومعرفة ضمن منضومة شمولية للعالم. نحن ضمن الكل وهذا دور المبدع والكاتب في دراساته وأبحاثه في تحولات العصر وتحدّياته فالتبشير بالإنقراض حالة الوضع السياسي التي يعيشها العالم العربي وإذا استمرّ الفكر بمنآى عن المشاركة في خلق توافقات بين السياسي والمفكر هنا نبشر بانفصام عرى العالم العربي لأن الأوضاع الراهنة غير واضحة ولا يمكن التكهن بشيء سابق لأوانه .

كلمة أخيرة ؟

كل كلام أخير بداية تستفزها الذاكرة لنقول أشياء أخرى
يمكننا أن نحلم بخيالاتنا تمشي على سكة حديد لنختار أشدّها ألما
حتى نصحو من نومتنا
أشكر محاورتي عزيزة وأتمنى لكم كل التميز و الإستمرارية.
-

أجرت الحوار : عزيزة رحموني شاعرة إعلامية.



#عزيزة_رحموني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع المبدع العراقي وجدان عبد العزيز


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيزة رحموني - حوار مع الشاعرة ريحانة بشير